في حين تتواصل الحرب بوزيرستان الجنوبية يفتح الجيش جبهة أخرى ...
باكستان: مقتل 34 مسلحا بمنطقة درّة آدم خيل
عبد الخالق همدرد من إسلام أباد: قتل نحو 34 مسلحا بمنطقة (درة آدم خيل) ndash; منطقة مهمند القبلية- على بعد نحو 50 كيلو متر من مدينة بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية اليوم الجمعة خلال عملية عسكرية بدأت ضد المسلحين بعد اختطافهم لأربع شاحنات مدنية يوم الخميس وهي تنقل الأسلحة والذخيرة للجيش إلى منطقة وزيرستان الجنوبية. وتستمر عملية قصف قوي في المنطقة تشارك فيها المروحيات الحربية والمدفعية الثقيلة في حين ادعى المسلحون باستيلائهم على مخفر عسكري في منطقة (زرغون خيل). وقد قامت القوات بتطويق المنطقة كلها ما أدى إلى توتير الوضع.
وبعد فشل مفاوضات الإدارة السياسية مع المسلحين يقال إن القوات المسلحة بدأت تتقدم نحو منطقة (أخور وال) حيث يُذكر أنه تم تفريغ حمولة شاحنتين من الشاحنات الأربعة. وحسب قسم العلاقات العسكرية العامة فإن العملية العسكرية في درة آدم خيل تهدف إلى استرداد الشاحنات وتطهير المنطقة من المسلحين.
هذا وقد أكد اللواء أطهر عباس المدير العام للعلاقات العسكرية العامة والناطق باسم الجيش أن تلك العملية تهدف إلى استرداد الشاحنات المخطوفة يوم الخميس. وقد سبق أن اعتبر أطهر تلك العملية مهمة تفتيش فقط رافضا أي عملية عسكرية في المنطقة. كما أنه أشار إلى أن المروحيات الحربية تساعد قوات حرس الحدود؛ بيد أنه لم يذكر أي موعد لنهاية العملية العسكرية. كما أنه رفض ادعاء طالبان باختطاف عناصر من القوات.
ومن جهة أخر فقد أكد الناطق باسم حركة طالبان المولوي عمر في حوار مع الـ بي بي سي أن طالبان شنوا هجوما على موقع عسكري على الجبال قرب نفق (كوهات ) وتمكنوا من قتل 7 جنود واقتياد 14 منهم معهم.
كما ادعى بحصول اشتباكات بين القوات وطالبان في منطقة (أخروال) حيث قتل أحد الجنود وأصيب أربعة آخرين بجروح في حين لم تلحق أي خسارة في صفوف طالبان. وقد أشار إلى أن الشاحنات المختطفة المشحونة بالأسلحة والذخيرة لا تزال في موقع آمن وبيد طالبان.
وفي نفس السياق ادعى المولوي عمر باختطاف عنصرين من القوات مع سيارة لهم من منطقة (تل) وقتل 5 عناصر من القوات الأمنية وإصابة 6 آخرين بجروح خلال هجوم على قلعة بمنطقة باجور القبلية.
ومن الجدير بالذكر أن (درة آدم خيل) تشتهر بصناعة الأسلحة من جميع الأنواع. وصناع الأسلحة يعملون في دكاكين صغيرة وبأيدهم. وقد أشار تقرير لجريدة محلية أن 25,000 صانع محترف للأسلحة قد غادروا المنطقة جراء الوضع المتأزم.
كما لا تفوتنا الإشارة إلى أن الحكومة حاولت في الماضي لوضع حد أمام تلك الصناعة عن طريق توظيف الصناعين الماهرين لديها في مصانع الأسلحة؛ بيد أن تلك المهمة لم تتكلل بالنجاح بسبب رغبة رجال القبائل عنها؛ لأنهم يستطيعون كسب مال أكثر ومع حرية العمل في درة آدم خيل بدلا من ارتباطهم براتب شهري زهيد مقارنة بما يكسبون هناك.
إلى ذلك وقد أفادت مصادر محلية من (درة آدم خيل) أنه تم إغلاق نفق كوهات الطريق الوحيد الذي يربط إقليم الحدود الشمالية الغربية بإقليم بلوشستان والمناطق الجنوبية من إقليم السند لجميع أنواع المرور. وقد أفاد شهود عيان بأن هناك طوابير طويلة للسيارات على كلا جانبي النفق. في حين تشير تقارير أخرى إلى نزوح عشرات من الأسر من درة آدم خيل إلى مدينة كوهات وبيشاور.