القاهرة: أكد وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط دعم بلاده الكامل للجهود المبذولة دوليا للحد من ظاهرة القرصنة مشيرا الى ضرورة توفير الحماية لحركة الملاحة البحرية فى المياه الدولية قبالة السواحل الصومالية.
وجاء تأكيد ابو الغيط فى تصريح صحفي نقلته وكالة انباء الشرق الاوسط تعقيبا على تنامى ظاهرة القرصنة والسطو المسلح على السفن التجارية وسفن المساعدات الانسانية أمام السواحل الصومالية بشكل بات يمثل تهديدا لحركة الملاحة البحرية فى تلك المنطقة.

كما اكد ضرورة الحرص على تنسيق كافة الجهود والمبادرات المقترحة مع قواعد القانون الدولى ذات الصلة ومع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار مشيرا الى اهمية وأن مراعاة مبدأ سيادة الدول على أراضيها ومياهها الاقليمية والمسؤولية الأصيلة للدول فى حماية أراضيها وسواحلها ومياهها الاقليمية.

واضاف وزير الخارجية المصرى أن الأسلوب الأمثل لمواجهة تلك الظاهرة يتمثل فى تبنى تدابير جماعية متفق عليها وأن يتم التنسيق بين المبادرات المختلفة بشكل يضمن تعاون جميع الأطراف المهتمة بمكافحة تلك الظاهرة وأن توضع الضمانات الكافية التى تكفل شرعية وقانونية جهود مكافحة القرصنة.

واشار ابو الغيط الى العلاقة الوثيقة بين تنامى ظاهرة القرصنة أمام السواحل الصومالية وتطورات الأوضاع السياسية فى الصومال بشكل عام مؤكدا على ضرورة التسوية السليمة السريعة للأزمة الصومالية.
واوضح ان تفعيل اتفاقية جيبوتى الأخيرة بين الحكومة الصومالية والمعارضة والتوصل الى مصالحة وطنية شاملة واتفاق سلام يحظى بتأييد جموع الشعب الصومالى هو الضمان الوحيد لعودة استقرار الأوضاع فى الصومال وتعزيز قدرات الحكومة الصومالية فى ضبط سواحلها وازالة الأسباب الحقيقية وراء تنامى تلك الظاهرة.

يذكر ان جهاز المخابرات المصرى نجح السبت الماضى فى اطلاق سراح السفينة المصرية التى اختطفت يوم ال6 من الشهر الماضى من قبل بعض القراصنة قبالة السواحل الصومالية وعليها طاقم مؤلف من 25 بحارا مصريا.
كينيا تعتقل مصدرا بحريا لتصريحاته حول خطف سفينة في الصومال
قالت الشرطة الكينية يوم الخميس انها اعتقلت رئيس مجموعة بحرية اقليمية لانه أدلى بتصريحات quot;تبعث على القلقquot; بشأن خطف سفينة أوكرانية قبالة سواحل الصومال والمكان الذي كانت الشحنة العسكرية على متنها متوجهة اليه.
وأثار اعتقال أندرو موانجورا رئيس برنامج مساعدة البحارة في شرق افريقيا الذي يراقب أعمال الشحن في المنطقة ويدافع عن حقوق البحارة جدلا حول خطف قراصنة صوماليين السفينة (ام.في. فاينا) قبل أسبوع.
ويطلب القراصنة فدية قيمتها 20 مليون دولار لاطلاق سراح طاقم السفينة المكون من 20 شخصا وشحنتها التي تضم 33 دبابة وقاذفات قنابل وأسلحة أخرى.
وأغضب مونجورا السلطات المحلية عندما قال ان الاسلحة التي كانت في طريقها الى مدينة مومباسا الكينية كانت ستنقل في نهاية المطاف الى جنوب السودان وليس الى كينيا كما تؤكد نيروبي. وأحرجت هذه التصريحات كينيا التي توسطت لانهاء الحرب بين شمال السودان وجنوبه عام 2005.
وقال أموس تيبيني كبير المحققين في مومباسا quot;موانجورا رهن الاعتقال لدينا وسيمثل أمام المحكمة... لمواجهة اتهامه بالادلاء بتصريحات تبعث على القلق.quot;
واعتقلت الشرطة موانجورا واقتادته في قافلة تتكون من ست سيارات ليلة يوم الاربعاء من مكاتب صحيفة (ستاندرد) المحلية حيث كان من المقرر اجراء مقابلة معه.
ومن المتوقع أن يمثل أمام المحكمة يوم الخميس أو يوم الجمعة.
ويحتجز نحو 50 من القراصنة المسلحين السفينة فاينا قبالة ساحل قرية هوبيو الصومالية. وتراقب عدة سفن تابعة للبحرية الامريكية السفينة المخطوفة وتقترب أيضا سفينة روسية منها.
وأثارت قصة خطف السفينة الاوكرانية مسألة تفشي القرصنة قبالة سواحل الصومال في طرق الشحن الاستراتيجية بمنطقة خليج عدن والمحيط الهندي.
ويقول مسؤولون بحريون ان مفاوضات تجرى عبر الهواتف المتصلة بالاقمار الصناعية. لكن غضب المجتمع الدولي يزداد بسبب تعطيل التجارة كما تدعو شركات الشحن الى اتخاذ اجراءات أكثر صرامة ضد القراصنة.
ويستفيد القراصنة الصوماليون من الفوضى على البر في بلادهم حيث يستعر تمرد يقوده اسلاميون ضد الحكومة منذ نحو عامين. وهاجم قراصنة عشرات السفن هذا العام ولا يزالون يحتجزون نحو 12 سفينة.
وقالت مؤسسة (تشاتام هاوس) البحثية البريطانية يوم ان القرصنة في خليج عدن كلفت شركات الشحن ما بين 18 و30 مليون دولار هذا العام دفعت على شكل فدى.
ويقول موانجورا انه استقى معلوماته من عائلات القراصنة وطاقم السفينة وكذلك من مجموعات الشحن في المنطقة وما ورائها. لكن المسؤولين الكينيين يقولون انه وقع ضحية دعاية كاذبة يبثها القراصنة.
وقال فرانسيس كاديما محامي موانجورا quot;المعلومات التي يتلقاها موكلي تأتي من مسؤولين في نفس المجموعة (برنامج مساعدة البحارة في شرق افريقيا) في كل من أوكرانيا وروسيا.quot;
وأضاف quot;موكلي له الحق في حرية التعبير.quot;
وقالت البحرية الامريكية هذا الاسبوع انها تعتقد أن الاسلحة كانت متجهة الى جنوب السودان ويراود كثير من مواطني كينيا نفس التشكك.
ونقلت صحيفة (ديلي نيشن) الكينية الكبرى عن مصادر quot;موثوق بها في الجيش الكينيquot; قولها ان التحقيقات أشارت الى أن السودان كان المقصد المحتمل لهذه الاسلحة.