بيروت: نقلت صحيفة quot;النهارquot; عن مسؤول أميركي بارز في وزارة الخارجية في واشنطن قوله ان الاجتماعات الاخيرة التي ضمت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ونظيرها السوري وليد المعلم، ثم الوزير المعلم ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط دايفيد ولش، في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة تمثّل quot;اعترافا بالخطوات البسيطة والصغيرة التي اتخذتها سوريا حديثاًquot;.

لكن المسؤول شدد على ان اعتبار ذلك بمثابة quot;اعادة تقويمquot; او مراجعة، لسياسة الرئيس جورج بوش الهادفة الى عزل سوريا، كما تردد، quot;هو مبالغة غير مبررة. ونحن قلنا اننا سنواصل ابقاء العلاقات على مستواها مع دمشق الى حين احراز تقدم نوعي افضل واعمق في القضايا الخلافية مع سورياquot;. واضاف المسؤول المعني مباشرة بهذه الاتصالات موجها كلامه الى اللبنانيين تحديداً: quot;لا تغيير على الاطلاق في سياستنا حيال سوريا. نحن تحدثنا مع السوريين لان لدينا علاقات ديبلوماسية معهم، ولكن لا تغيير في مضمون النقاشquot;.

ولكنه اشار الى ان الوزيرة رايس ومساعديها قرروا انه من المناسب في ضوء الخطوات السورية المحدودة، مثل الاعتراف بلبنان دولة مستقلة وتبادل السفراء معه، اضافة الى خطوات اخرى لتقليص تدفق quot;المجاهدينquot; من الاراضي السورية الى العراق، والى تحسن نسبي في الوضع الامني في غزة، فضلاً عن المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل في رعاية تركيا، وهي ممارسات تأمل واشنطن في استمرارها وتطويرها، قرروا عقد مثل هذه الاجتماعات في نيويورك quot;لحث سوريا على المزيد من هذه الخطوات، وللتشديد على مواقفنا ومطالبناquot;.

وكرر ما قاله مسؤول آخر لـquot;النهارquot; الاسبوع الماضي من ان من الخطأ الحديث عن حصول دفء في العلاقة مع سوريا، مشيرا الى ان الاجتماع بين المعلم وولش كان بارداً وليس وديا وإن يكن صحيحا من الناحية الديبلوماسية. وأفاد المسؤول ان واشنطن ستواصل اصرارها على مواقفها، وخصوصاً سياستها الواضحة حيال لبنان، مشيرا الى ان الموقف السوري من لبنان سيتضح في نهاية المطاف اذا جرى quot;ترسيم للحدود بين البلدين وبعد فتح السفارتين، وبعد ان يقنعنا السوريون بانهم سيتوقفون عن اعمال الاغتيال في لبنانquot;.

وقال انه في الوقت الذي تعترف واشنطن بان سوريا قد اتخذت بعض الخطوات المحدودة التي تهم واشنطن، فانها تقوم في المقابل بخطوات غير مشجعة مثل حشد القوات على الحدود، مؤكدا ان ولش قد حذّر السوريين، عبر الوزير المعلم، انه من quot;الخطأ القيام بأي تحرك عسكري ضد لبنانquot;.

وذكر ان حكومته تدرك ان سوريا تحاول دائما المبالغة في أي اتصال بين واشنطن ودمشق، وتتحدث عن عودة quot;الحوارquot; بين البلدين، وان مثل هذه المبالغات تثير قلقاً وارتياحاً احيانا في بعض الاوساط السياسية في لبنان. وقال ان الديبلوماسي ديفيد هيل موجود في بيروت الآن quot;ليؤكد هذا الموقف لاصدقائنا في لبنان، لكن بعضهم لا يريد ان يقتنعquot;.

وكان المسؤولون في الخارجية الاميركية قد استغربوا أخيراً بروز مثل هذه المخاوف في لبنان quot;لان الملف اللبناني هو في ايد صديقة للبنان واثبتت جدارتها لسنوات طويلةquot; وذلك في اشارة الى ولش ومساعديه. ورأى المسؤول البارز ان مخاوف اللبنانيين من تخلي واشنطن عن التزاماتها حيال لبنان quot;خاطئة وفي غير محلهاquot;. ولاحظ ان على اللبنانيين ايضاً، ان يدركوا ان هذه المخاوف التي يعبّرون عنها quot;تشجع السوريين على المبالغة في اهمية اتصالاتنا بهم لاغاظة اللبنانيين والضغط عليهمquot;.

واضاف ان quot;الامر الجوهري الذي يجب ان يتذكره اللبنانيون هو ان الرئيس بوش لديه سياسة واضحة حيال لبنان، نتوقع ان تبقى دون تغيير جذري في المستقبل، وهو أول رئيس اميركي بنى سياسته حيال لبنان كدولة مستقلة، لا نتعامل معها كورقة تتم مقايضتها في ترتيبات اقليمية، لذلك نقوم بالاستثمار في اعادة بناء الجيش اللبناني، لذلك أيضاّ قدمنا مساعدات اقتصادية كبيرة الى لبنان، ولذلك أيضاً عملنا مع حلفائنا في مجلس الامن لاستصدار قرارات جوهرية مثل القرار 1559 و1701quot; وخلص الى ان quot;لا صديق للبنان أقوى من جورج بوش او اميركاquot;.