أسامة مهدي من لندن: كشفت السلطات العراقية اليوم عن اسماء عدد من الاشخاص قالت انهم ضالعون باغتيال النائب عن التيار الصدري صالح العكيلي مؤخرا من دون توضيح انتماءاتهم السياسية مكتفية بالقول انهم من الخارجين على القانون .. فيما اعلن الائتلاف الشيعي الحاكم انه يريد تعديل بعض بنود الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة من دون ذكرها.

وقال اللواء الركن عبد الكريم خلف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية ي مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان الهيئة التحقيقية التي شكلت بامر من رئيس الوزراء وكانت برئاسة وزير الداخلية تمكنت من كشف الجناة المنفذين لعملية اغتيال النائب عن الكتلة الصدرية صالح العكيلي. واشار الى انه خلال تم خلال التحقيق جمع المواد وفحصها من قبل خبراء المتفجرات وجمع المعلومات اللازمة التي دلت على الاشتباه بدائرة الكهرباء القريبة من مكان الحادث فجرى اعتقال جميع المنتسبين فيها وعددهم 12 شخصا تم التحقيق معهم.

واضاف انه تم اثناء ذلك التركيز على احد الاشخاص ويدعى quot;رفعت فرج صغيرquot; وكان يقود دراجة حيث قادت المعلومات الى اثر الدراجة من والى مكان الحادث وتم فحص كل الملابس التي كان يرتديها لكن المحققين لم يعثروا على أي اثار للمواد المتفجرة فيها وقال انه تبين خلال التحقيق انه استبدل ملابسه التي استخدمها اثناء زرع العبوة النسفة بسيارة العكيلي والتي ادت الى مصرعه بعد الحادث بساعة واحدة فتم جلب الملابس وفحصها وتبين انها تحمل المادة التي استخدمت في العبوة وكانت الاثار موجودة على ازرار القميص وتمت مواجهة المتهم بهذه الادلة وما لبث ان انهار واعترف بالاشتراك في العملية تخطيطا وتنفيذا.

واشار الى ان رفعت قد اعترف على شخصين موجودين في المجموعة نفسها التي تم القاء القبض عليها بالاضافة الى احد الهاربين ويدعى quot;عمرquot; ويحمل جنسية مزورة باسم quot;عمارquot; وجميعهم يعملون في دائره الكهرباء نفسها وينتمون في الوقت نفسه الى العصابات الخارجة عن القانون. واوضح ان المجموعة كلفت quot;رفعتquot; وشخصا اخر يدعى quot;زيادquot; بوضع العبوة في احدى العلب الكارتونية وقالوا لهما انها عتاد بندقية ويريدون ادخاله الى دائرة الكهرباء خوفا من العثور عليه من قبل الاجهزة الامنية وفعلا وضعت العبوة وتم الايعاز لرفعت وزياد بجلب العبوة في الساعة التاسعة والنصف ليلا قبل يوم من عملية التنفيذ وبعدها تم وضعها في مكان بالقرب من احد المطبات.

واضاف المسؤول الامني العراقي ان المتهمين quot;عمر وزياد ورفعتquot; كانوا موجودين في احدى السيارات حيث فجروا العبوة حال مرور سيارة العكيلي وكانت عبارة عن قذيفة هاون عيار 82 ملم وفيها مادة متفجرة يبلغ وزنها 750غراما فقط ومربوطة باسلاك حيث اخترقت احد ابواب السيارة التي كان يستقلها العكيلي واصابته بجروح خطيرة قبل وفاته . واشار الى ان المتهمين الهاربين هما quot;عمرquot; وشخص اخر يدعى quot;ناجيquot; مجهول اسم الاب وينتمون جميعا الى quot;العصابات الخارجة عن القانونquot; واكد المتهمين الذين اعترفوا بالعملية وتم تصديق اقوالهم قضائيا واعترفوا امام القاضي وهم الان ينتظرون قصاصهم العادل. وعن اتهام التيار الصدري للجيش الاميركي بالمسؤولية عن الحادث قال خلف quot;نحن لا نعير للقضايا السياسية أية اهمية ومسألة الاتهام هذه قضية سياسية لا نلتفت اليها انما قمنا بالتحقيق وكشف الجناة بكل مهنيةquot;.

الائتلاف الشيعي يريد تعديل الاتفاقية مع واشنطن

دعا الائتلاف العراقي الشيعي الموحد الى تعديل بعض بنود الاتفاقية طويلة الامد مع الولايات المتحدة مشددا على ضرورة ان يتم التعامل مع بنود مسودة الاتفاقية على اساس الحفاظ على سيادة العراق ومصالح شعبه العليا والظروف التي يمر بها العراق والرغبة الاكيدة في ان يتحمل العراقيون كامل المسؤولية في بلدهم بسيادة على جميع شؤونهم.

وقال مصدر مسؤول في الائتلاف عقب اجتماع عقدته قيادته في بغداد ان المجتمعين اكدوا رغبة العراقيين في تحملهم كامل المسؤولية في ادارة شؤونهم ومشدداً على ضرورة ان يتم التعامل مع محاور الأتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية على اساس الحفاظ على سيادة العراق ومصالح شعبه . واشار الى ان رئيس الوزراء نوري المالكي قد استعراضاً تفصيلياً لبنود مسودة الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية وناقش الحضور المحاور الاساسية التي تتضمنها على ضوء ما ورد من نقاط ايجابية تتضمنها الاتفاقية ونقاط تحتاج الى مزيد من الوقت للنقاش والحوار وتعديل بعض بنودها. موضحا ان الائتلاف قد شكل لجنة لجمع الملاحظات من اعضائه لكنه لم يتطرق الى البنود التي يرى الائتلاف ضرورة تعديلها.

وفي وقت سابق اليوم بحث مسؤولان اميركيان رفيعان في بغداد اليوم تفاصيل الاتفاقية الامنية طويلة الامد المنتظر توقيعها قبل نهاية العام الحالي. فقد ناقش مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي مع مساعدا وزير الدفاع الاميركي للسياسات أيرك ايديلمان ولشؤون الشرق الاوسط كريستوفر ستايون تفاصيل الاتفاقية الامنية المقترحة بين العراق والولايات المتحدة والمفاوضات الجارية بين البلدين بشأنها .. بينما سلمت القوات الاميركية الى الخطوط الجوية العراقية مرآبا ضخما من اجل استقبال طائرات ضخمة تعاقد عليها العراق مؤخرا بلغت قيمتها 5,5 مليار دولار.

واشار الربيعي الى ان العلاقات الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة تهدف الى تعزيز أمن واستقرار المنطقة مشيداً بالجهود المبذولة من القوات المتعددة الجنسيات في تقديم الدعم والخبرات الى القوات العراقية ومن جهتهما اكد المسؤولان الاميركيان ان هذه المباحثات تأتي في اطار المشاورات المستمرة لتعزيز التعاون العسكري بين بغداد وواشنطن كما نقل عنهما مكتب الاعلام الحكومي في بيان صحافي الى quot;ايلافquot;.

وتظهر المسودة النهائية للاتفاقية الامنية المثيرة للجدل بين بغداد وواشنطن ان العراق سيتمكن من مقاضاة الجنود والمدنيين الاميركيين في حال ارتكابهم جنايات خارج معسكراتهم بشكل متعمد وعندما يكونوا خارج الواجب. وبحسب نسخة اخيرة لمسودة اتفاقية تنظم الوجود الاميركي ما بعد 2008 quot;يكون للولايات المتحدة الحق الاولي لممارسة الولاية القضائية على افراد القوات والعنصر المدني بشان امور تقع ضمن القواعد والمساحات المتفق عليها، واثناء حالة الواجب خارج المنشاةquot; وهذه المساحات. لكن الاتفاقية اعطت بغداد الحق في مقضاة الجنود الاميركيين.

وتؤكد المسودة quot;يكون للعراق الحق الاولي بممارسة الولاية القضائية على افراد القوات والعنصر المدني بشان الجنايات الجسيمة والمتعمدة والتي ترتكب خارج القواعد وخارج حالة الواجبquot;. وقد بدأت المفاوضات بين الجانبين في شباط/فبراير الماضي. وتوضح المسودة ان القوات الاميركية المقاتلة ستنسحب من المدن والقرى والقصبات بتاريخ لا يتعدى حزيران (يونيو) عام 2009 بينما تنسحب جميع القوات بتاريخ لا يتعدى 30 كانون الاول (ديسمبر) عام 2011 حين تتولى قوات الامن العراقية المسؤولية كاملة.