المالكي يؤكد العمل لإعادة جميع العائلات المسيحية المهجرة
بارزاني :خمس لجان لحل المشاكل بين حكومتي بغداد وكردستان
أسامة مهدي من لندن :
أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لدى عودته الى اربيل اليوم في ختام مباحثات في بغداد انه تم تشكيل 5 لجان مشتركة لحل الخلافات بين الطرفين تتعلق الاولى بشكل الحكم في العراق والثانية بالجيش والأمن والثالثة بالنفط والمالية واخرى بالمناطق المتنازع عليها ثم بسياسة العراق الخارجية على امل التوصل الى نتائج مرضية منتصف الشهر المقبل .. بينما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ان حكومته تعمل حاليا على إعادة جميع العائلات المسيحية المهجرة في مدينة الموصل الشمالية الى مساكنها الأصلية .. كما بحث مع وزير الصحة الأميركي مايكل ليفت العلاقات الصحية والتعليمية بين البلدين مؤكدا ان حكومته تعمل بجد على عودة الكفاءات العلمية العراقية الموجودة في الخارج .


وأجرى بارزاني في بغداد مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ورئيس الوزراء نوري المالكي ومسؤولين آخرين تناولت القضايا الخلافية بين حكومتي بغداد واربيل وخاصة ما يتعلق منها بعقود النفط الكردية التي ترفضها بغداد وتواجد قوات البيشمركة الكردية في مناطق خارج أراضي الاقليم بالإضافة الى الإتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق.


وأوضح بارزاني في مؤتمر صحافي لدى عودته الى اربيل أن مباحثاته في بغداد تركزت على محورين اساسيين هما الاتفاقية الامنية والعلاقة بين حكومتي اقليم كردستان وبغداد . واضاف انه بالنسبة إلى العلاقة بين الاقليم وبغداد فهنالك أطراف لم يسمها سعت الى تحويل المشاكل بين الاقليم وبغداد الى مشاكل بين العرب والاكراد لكن مساعيهم باءت بالفشل والاتجاه يسير الان نحو حل هذه المشاكل . واشار الى ان الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادته والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي برئاسة زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي شكلوا خمس لجان لبحث حل المشكلات بين الاقليم وبغداد . واوضح انه تم تشكيل لجنة حول شكل الحكم في العراق وثانية للجيش والأمن وثالثة للنفط والمالية ورابعة للمناطق المتنازع عليها ولجنة خامسة لسياسة العراق الخارجية .


وقال بارزاني إن العراق يحتاج الى توقيع الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة واشار الى ان موقف الجانب الكردستاني كان أوضح من بقية الاطراف العراقية وعبر عن حاجة العراق لهذه الاتفاقية شرط ألا تمس سيادته . واضاف quot; اننا لسنا مع اتفاق يخرق سيادة بلدنا ولكن الصيغة النهائية التي اتوا بها الاميركيون نعتقد ان فيها مراعاة للوضع العراقي والسيادة العراقية ومصالحها وانها في صالح العراق واقليم كردستان وفي صالح جميع الأطرافquot;. وأوضح ان الاتفاقية تتضمن جدولة الانسحاب حتى نهاية 2011 مشيرا الى ان هناك العديد من النقاط الايجابية وجميعها في صالح العراق . واضاف ان هناك مخاوف عديدة من عدم رفع الحصانة الاميركية عن الاموال العراقية في حال عدم توقيع هذه الاتفاقية وقال انه في حال عدم ابرام الاتفاقية الامنية فإن البدائل المطروحة ستكون تمديد الوضع الحالي الذي quot;يسمح لضابط اميركي باعتقال جميع اعضاء مجلس الوزراءquot; .. والاحتمال الاخر هو الانسحاب الكامل للجيش الاميركي وعدم بقاء اي التزام له في العراق .
ووصف بارزاني إجتماعه مع وفد الخارجية التركية برئاسة نائب وزير الخارجية مراد اوزجليك في بغداد الاسبوع الماضي وهو الاول من نوعه بالإيجابي معتبراً إياه تمهيداً لعقد لقاءات اخرى في المستقبل. وقال إن هذا اللقاء قد كسر الجليد بين الطرفين quot;ونتمنى ان يكون هذا سببا في الوصول الى نتائج مناسبةquot;.


وحول الاتهامات التي وجهت للاكراد في استهداف المسيحيين في مدينة الموصل مؤخرا وصف بارزاني هذه الاتهامات بالباطلة وقال quot;هذه اتهامات باطلة وظالمة ومبتذلةquot; . واشار الى انه قد اصدر تعليماته الى حكومة الاقليم بضرورة حماية المسيحيين وتقديم كل الدعم لهم وايوائهم . وقال quot;ونحن ندين عملية تهجيرهم وهذه جريمة لاإنسانية وبشعة وهي ضمن سلسلة الجرائم التي ترتكب بحق المواطنينquot; .
ومن المنتظر ان يتوجه بارزاني خلال ايام الى طهران لبحث مسائل تهم علاقات الحكومتين الكردستانية والايرانية والنشاط المسلح لفرع حزب العمال الكردستاني الايراني على الحدود المشتركة .
وقال بيان صحافي لرئاسة ديوان رئاسة اقليم كردستان ان وفدا سياسيا رفيعا سيرافق بارزاني في زيارته الرسمية هذه quot;للتباحث حول توطيد العلاقات بين الطرفين وتبادل وجهات النظر بشأن الاوضاع في العراق والمنطقةquot;. واشار الى ان الوفد سيضم ممثلي المجلس الاعلى للاحزاب السياسية في اقليم كردستان كلا من فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني وارسلان بايز عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الرئيس العراقي جلال طالباني والنائب صلاح الدين محمد بهاء الدين الامين العام للاتحاد الاسلامي الكردستاني وقادر عزيز سكرتير حزب كادحي كردستان وفؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان .


وبالإضافة الى العلاقات السياسية والاقتصادية والتجاربية بين اقليم كردستان وايران فإنه من المتوقع ان يناقش بارزاني مع المسؤولين الايرانيين ايضا قصف مدفعية جيشهم المستمر للقرى الحدودية الكردية العراقية حيث كان اخر نشاط عسكري لها الجمعة الماضي عندما قصفت تلك القرى لملاحة عناصر حركة quot;بزاكquot; التابعة لحزب العمال الكردستاني. وشمل القصف قرى سينموكة وبشت آشان وسوردي وسركي نيل التابعة لناحية سنكسر في قضاء بشدر في محافظة السليمانية الشمالية الشرقية المحاذية للاراضي الايرانية واستمر لساعات عدة . وتقصف المدفعية الايرانية بين الحين والآخر القرى الحدودية في اقليم كردستان لملاحقة عناصر حركة بزاك على الشريط الحدودي بين العراق وايران. وتقول السلطات الايرانية إن حزب quot;الحياة الحرةquot; المعروف اختصارا باسم بزاك المؤيد لمنظمة حزب العمال الكردستاني التركي والمعارض لها ويتخذ من المنطقة قاعدة له.

المالكي يؤكد العمل على إعادة جميع العائلات المسيحية المهجرة
اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع السفير الفرنسي في بغداد جان فرانسوا غيرو حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع فرنسا في جميع المجالات مشددا العمل على إعادة جميع العائلات المسيحية المهجرة من الموصل .


وقال رئيس الوزراء quot;ان المسيحيين في العراق هم اخواننا وهم من سكان العراق الاصليين ولهم جميع الحقوق التي يتمتع بها ابناء الشعب العراقي وان ما تعرضوا له مؤخرا من تهديدات وأعمال إرهابية هو نتيجة استهدافهم من تنظيم القاعدة الارهابي وبقايا النظام البائد وان جميع العراقيين لا يرضون بما تعرض له اخوانهم المسيحيينquot; .
واضاف المالكي ان القوات الامنية واللجان التحقيقية التي كلفت بمتابعة هذا الموضوع في الموصل، اعطتنا خيوطاً توصلنا الى الجناة والجهات التي تقف خلفهم. وشدد على ان الحكومة ستقوم باعادة جميع المسيحيين الى ديارهم وتوفير الحماية اللازمة لهم، حتى لا تتكرر الاعمال الارهابية ضدهم في المستقبل . واكد ان الحكومة تحرص على توفير الامن لجميع الاقليات في العراق ومنهم الشبك والصابئة ومتطلبات العيش الكريم لهم كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; .
ومن جانبه جدد السفير الفرنسي quot;دعم بلاده للحكومة العراقية في جهودها من اجل تحقيق الامن والاستقرار في العراق ، مؤكدا ان فرنسا والاتحاد الاوروبي يثمنان الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة العراقية من اجل حماية المسيحيين واعادتهم الى ديارهمquot;.
وعلى الصعيد نفسه فقد حل في مدينة الموصل اليوم رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء العراقي على رأس وفد وزاري لبحث أوضاع المسيحيين والخدمات المقدمة الى المدينة .


وبدأ العيساوي مباحثات مع المسؤولين المحليين العسكريين والمدنيين لمناقشة أوضاع العائلات المسيحية المهجرة والاجراءات المتخذة لإعادتها الى مساكنها الاصلية اضافة الى مناقشة الواقع الخدمي للمدينة .
وتشهد مدينة الموصل الشمالية حاليا انتشارا عسكريا كثيفا اثر نزوح اكثر من الفي عائلة مسيحية وعمليات قتل طالت 12 شخصا منهم وتفجير منازل . وكانت وتيرة استهداف المسيحيين في الموصل تصاعدت خلال الايام القليلة الماضية الأمر الذي دفع بعدد منهم الى الفرار نحو اطراف المدينة . وتعرض المسيحيون في المدينة لسلسلة من الاعتداءات ابرزها خطف اسقف الكلدان المطران بولس فرج رحو في شباط (فبراير) الماضي والعثور عليه مقتولا بعد اسبوعين في شمال الموصل. وتتعرض كنائس المسيحيين في العراق باستمرار الى اعتداءات ما ارغم عشرات الالاف منهم على الفرار الى الخارج او اللجوء الى سهل نينوى ومناطق اقليم كردستان العراق.

.. ويبحث العلاقات الصحية مع الولايات المتحدة
اكد رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة في جميع المجالات لا سيما ما يتعلق بالصحة والتعليم لتكون افضل رسالة لتوثيق العلاقات بين البلدين .
جاء ذلك خلال اجتماع المالكي في مكتبه الرسمي في بغداد اليوم مع وزير الصحة الاميركي داعيا الى ضرورة التعاون بين وزارتي الصحة في البلدين وزيادة التنسيق بينهما . واضاف quot;لقد توقفت الحركة العلمية في العراق عموماً ومجال الطب خصوصا في زمن النظام السابق ونحن نعمل الان على تطوير قطاع الطب ليكون في مراحل متقدمة كما نعمل على زيادة خبرة الكفاءات العراقية الى جانب الاستفادة من الخبرات العالميةquot;. وقال quot;نحرص على تطوير عمل المؤسسات الصحية وبناء مستشفيات وفق الاسس العلمية الحديثة والمتطورة في عموم العراقquot; . واشار الى ان الحكومة تعمل وبجد وبعد التحسن الامني على عودة الكفاءات العلمية العراقية الموجودة في الخارج والتي تركت البلاد نتيجة الحروب السابقة والسياسات الخاطئة للنظام السابق .
ومن جانبه اكد وزير الصحة الاميركي استعداد الولايات المتحدة لمساندة الحكومة العراقية في جهودها لتطوير المؤسسات الصحية وتدريب الكوادر العراقية والارتقاء بمستوى الواقع الصحي في العراق.