أسامة مهدي من لندن: اكد وزير الخارجية الايراني منوجهر متكي خلال احتماع مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في طهران اليوم على ضرورة اخذ الحكومة العراقية بوجهات نظر الشعب والمراجع الدينية تجاه الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة فيما اشار بارزاني الى ان هذه الاتفاقية ليست مثالية لكن الصيغة الحالية لها افضل من كل الخيارات المطروحة وتضمن مصالح العراق وسيادته الوطنية.

وقال متكي في مؤتمر صحافي مشترك مع بارزاني ان بغداد تقف على اعتاب اتخاذ قرار هام وتاريخي داعيا اياها الى الاخذ بنظر الاعتبار بوجهات نظر الشعب والمراجع الدينية حيال الاتفاقية الامنية . واضاف quot;يجب ان لا ننسى ان العراق يواجه في الوقت الحاضر موضوعين الاول استمرار خضوع هذا البلد للبند السابع لميثاق الامم المتحدة والذي لا يوجد اي مبرر لاستمراره كما ان نوري المالكي اكد في الاجتماع الاخير لدول الجوار العراقي في الكويت على هذا الموضوع. وقال quot;في الحقيقة ينبغي على الامريكيين استغلال مثل هذه القضايا لتحقيق اهداف اخرىquot;.

واعتبر الوزير ان الموضوع الثاني هو الاتفاقية الامنية بين بغداد واشنطن حيث نوقشت عن طريق القنوات الرسمية والوطنية في العراق وان الشعب العراقي اعلن عن موقفه ازائها مرارا. واعرب عن امله عن اتخاذ الحكومة العراقية قرارها بشان الاتفاقية الامنية بما تقتضي فيه مصالح الشعب العراقي في ضوء آراء المراجع الدينية والشعب. ووصف محادثاته مع بارزاني بانها مفيدة مشيرا الى ان ايران دعمت منذ البداية المطالب المشروعة للشعب العراقي بما فيهم الاكراد لافتا ا الى ان العلاقات بين ايران والعراق بعد الاطاحة بنظام صدام تنمو بسرعة استنادا الى الارادة الجادة لقادة البلدين.

واشار الى ان محادثاته مع مسعود بارزاني تناولت التعاون بين البلدين وخاصة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية واقليم كردستان العراق في المجالات الاقتصادية والتجارية والمشاريع في منطقة كردستان العراق والتأكيد على ضرورة ايجاد التسهيلات المطلوبة لتنفيذ هذه المشاريع باسرع وقت ممكن. وقال ان بارزاني وعد خلال هذه المحادثات ببذل جهوده لكشف مصير موظفي القنصلية الايرانية الذين اعتقلتهم القوات الاميركية قبل عامين موضحا ان بارزاني اعرب عن اسفه لاجراء قوات الاحتلال ووصفه بانه اساءة الى المسؤولين العراقيين قبل ان يكون اساءة الى ايران.

واكد متكي على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية في العراق , مشيرا الى ان كردستان هي جزء من الشعب العراقي وان الدفاع عن الوحدة الوطنية اساس صلب للمحافظة على استقلال البلاد وتطوره كما نقلت عنه وكالة انباء مهر الايرانية . واشار الوزير الايراني الى ان حجم التبادل التجاري بين ايران والعراق بلغ ثلاثة مليارات دولار سنويا معربا عن امله في ان يصل الى مبلغ الى خمسة مليارات دولار.

من جانبه اكد بارزاني ان لا يوجد احد يريد ان يضر بالمصالح الوطنية والسيادة الوطنية للعراق معتبرا ان الصيغة الحالية للاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن صيغة مقبولة. واشار الى انه استنادا الى هذه الاتفاقية فان جميع القوات الاجنبية سترحل من العراق في نهاية عام 2011 وان السيادة القانونية ستكون بيد العراقيين واعرب عن اعتقاده بان الصيغة الحالية للاتفاقية الامنية افضل من كل الخيارات المطروحة وتضمن مصالح العراق وسيادته الوطنية.

وحول القصف التركي لمناطق في شمال العراق تستهدف النشاطات الارهابية لحزب العمال الكردستاني اكد بارزاني انه لايؤيد مطلقا اعمال العنف ودعا الى حل هذه القضية بالوسائل السلمية وعدم اللجوء الى الاساليب العسكرية . وقال quot;نتصور ان الجانبين لاينبغي ان يلجآ الي اتباع اساليب العنف في حل خلافاتهما بل ينبغي اتباع السبل السلميه وان الاسلوب العسكري لن يفضي الي حل المشكله ابدا .quot; وردا علي سوال حول وجود خلافات في وجهات النظر بينه وبين حكومه نوري المالكي حول التوقيع علي الاتفاقيه الامنيه الاميركيه قال انني لم اقل لمره واحده ان الاتفاقيه سيتم التوقيع عليها بل اعلنت دائما ان التوقيع علي مثل هذه الاتفاقيه قضيه صعبه .

ومن جهة اخرى اعتبر امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني ان استقرار وازدهار العراق quot;حق للشعب المظلوم في هذا البلدquot; واصفا تنمية العلاقات الشاملة بين ايران والعراق بانه امر حيوي لكلا البلدين. وقال خلال اجتماعه مع بارزاني ان تواجد قوات الاحتلال هو سبب انعدام الامن والاستقرار في العراق. واشار الى الاطماع التوسعية لبعض القوى قائلا quot;ان يقظة القادة والمشاركة الفعالة والواعية للشعب العراقي في هذه المرحلة الحساسة والتاريخية ستضمن استقلال ورفعة وتطور هذا البلد في المستقبلquot;. من جانبه شرح رئيس اقليم كردستان العراق الذي وصل الى طهران اليوم على رأس وفد يمثل جميع الاحزاب الكردية الاوضاع في هذه المنطقة.