الخرطوم: قال عمال معونات وجماعة لحقوق الانسان ان القتال العشائري اسفر عن مقتل اكثر من 40 شخصا ونزوح الاف المدنيين معظمهم نساء واطفال في منطقة دارفور السودانية المضطربة هذا الشهر.
وقال مصدر معونات دولي ان احدث موجة من القتال اندلعت في جنوب دارفور مطلع اكتوبر تشرين الاول الجاري بين قبيلتي المعالية العربية والزغاوة الافريقية بسبب المواشي حول بلدة مهاجرية.
واضاف المصدر لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته quot;قتل 51 رجلا من الجانبينquot;. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها الولايات المتحدة ليل الجمعة ان اكثر من 40 quot;مدنياquot; لقوا حتفهم في القتال.
ويهدد العنف في دارفور بعرقلة الجهود الرامية لانهاء الصراع الذي يقدر خبراء دوليون انه اودى بحياة 200 ألف شخص واجبر 2.5 مليون اخرين على النزوح عن ديارهم منذ 2003 . وتقول الخرطوم ان عشرة الاف فقط قتلوا.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها وفرت حشايا للنوم وملابس واقمشة مقاومة للماء الاسبوع الماضي لاكثر من اربعة الاف شخص quot;نزحوا جراء اشتباكات طائفيةquot; في المنطقة.
وقال خوان كارلوس كاريرا رئيس الوفد الفرعي للجنة في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور quot;ترك الناس بدون الاحتياجات الاساسية.quot;
واوضح بيان للجنة الصليب الاحمر ان معظم النازحين التمسوا المأوى تحت الاشجار وعلى ضفاف نهر موسمي قريب حيث تتوفر المياه بسهولة لكن ظروف المعيشة قد quot;تتدهور بسرعةquot; مع اقتراب الشتاء.
ويقول محللون يتابعون ازمة دارفور ان قبيلة الزغاوة استوطنت مناطق ومن بينها مهاجرية وطلبوا تملك الارض متجاهلين حقوق المالكين التاريخيين ومن بينهم معالية.
وقالت هيومان رايتس ووتش ان مليشيا عربية تدعمها قوات حكومية شاركت في القتال في منطقة معالية.
وقالت جورجيت جانيون مديرة ادارة افريقيا بالمنظمة في بيان quot;مرة اخرى يتحمل المدنيون الآثار المدمرة للقتال في دافور.quot;
واوضحت اللجنة ان الميليشيا هاجمت أكثر من 13 قرية بين 5 و 17 أكتوبر تشرين الاول واحرقت منازل وسرقت ماشية.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مكتب والي جنوب دارفور علي محمود.
لكن متحدثا باسم الجيش السوداني نفى يوم السبت مشاركة القوات الحكومية في القتال. وقال ان القتال دار بين قبيلة معالية وفصيل من جماعة جيش تحرير السودان المتمردة. واكد مصدران للمعونات ان القتال كان قبليا وان القوات الحكومية لم تكن موجودة.
ووقت وقوع القتال قال زعيم متمرد ان مليشيات عربية موالية للحكومة نصبت كمينا لمقاتلين من فصيل تابع لجيش تحرير السودان والجبهة المتحدة للمقاومة شرق مهاجرية.
ويقول تقرير للامم المتحدة ان 30 مدنيا على الأقل لقوا حتفهم وأحرق مئة منزل عندما هاجمت المليشيات بدعم حكومي فيما يبدو مهاجرية في اكتوبر تشرين الاول من عام 2007. ونفت الحكومة اي تورط من جانبها.