بروكسل: يبدأ مجلس الإتحاد الأوروبي إجتماعاته اليوم للتحضير لإجتماع المجلس الاوروبي (القمة الاوروبية) المقرر عقده في 11 و 12 من ديسمبر المقبل. ذكر مصدر في مجلس الاتحاد الاوروبي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان اجتماعات المجلس (وزراء الخارجية ووزراء الدفاع ووزراء التنمية) التي تستمر يومين سيتضمن العديد من القضايا الدولية وايضا مناقشة سياسة الدفاع والامن الاوروبية والازمة المالية العالمية.

وقال المصدر ان المجلس سيعد جدول اعمال القمة الذي يتضمن معاهدة لشبونة والاستقرار المالي والمراقبة المالية والنظام المالي العالمي والنمو ومعدات البطالة ووضع التنافسية والتنمية العلمية التقنية والطاقة والتغير المناخي والسياسات الزراعية. واضاف انه سيعقد على هامش اجتماعات المجلس الاوروبي اجتماع لمجلس المساعدات الاوروبي مع الاردن ولمجلس المساعدات الاوروبي مع تونس.

واوضح ان وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي (المجلس الوزاري) سيناقش الاعداد للقمة الاوروبية الروسية المقرر عقدها في مدينة نيس الفرنسية في 14 الشهر الجاري وتقييم وقف المحادثات مع روسيا الذي اقره المجلس الاوروبي خلال قمته في اول سبتمبر الماضي اثر الازمة الجورجية الروسية.

يذكر ان الازمة الجورجية الروسية اندلعت في السابع من اغسطس الماضي اثر ارسال جورجيا قواتها عبر الحدود الى اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي في محاولة منها لاخضاعه لسيطرتها بقوة السلاح فيما ردت روسيا بقوة على هذا التصرف حيث شنت قواتها هجوما كاسحا وصل به الى عمق الاراضي الجورجية.

وذكر ان المجلس الوزاري الاوروبي سيبحث الاوضاع في الكونغو الديمقراطية حيث سيستعرض وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير نتائج الزيارة التي قام بها الى مدينة غوما شرق الكونغو في 31 الشهر الماضي بعد ان تصاعدت حدة القتال في اقليم شمال كيفو. وقال ان المجلس سيعرب عن قلقه ازاء المعارك الدائرة هناك والاوضاع الانسانية ونزوح المواطنين من الاقليم مؤكدا استمرار الاتحاد الاوروبي في ايجاد حل دبلوماسي مع دعوة الاطراف هناك الى احترام وقف اطلاق النار وتسهيل الوصول الى حل سياسي.

وكان مفوض الاتحاد الاوروبي للتنمية والشؤون الانسانية لويس ميشيل قد قام بزيارة الى الكونغو الديمقراطية ورواندا لبحث لانهاء الازمة التي بدأت تتفاقم شرقي الكونغو بعد المعارك الضارية في اقليم كيفو الشمالي الواقع شرقي الكونغو بين متمردين تتهم رواندا بدعهم والقوات الحكومة. واضاف ان المجلس الوزاري سيبحث العديد من القضايا الدولية منها الاوضاع في البوسنة والهرسك وبورما والعراق ولبنان وافغانستان وعلاقات الاتحاد مع الصين وتقييم التعاون مع افريقيا بعد مرور سنة من قمة لشبونة. واوضح بانه سيتم عقد اجتماع للمجلس المشترك بين وزراء الخارجية والدفاع لمناقشة سياسة الدفاع والامن الاوروبية.

وحول اجتماع مجلس وزراء الدفاع ذكر المصدر ان الاجتماع سيناقش سياسية الدفاع والامن الاوروبي والاوضاع في افغانستان وفي غرب البلقان وبحث العمليات والقدرات العسكرية الاوروبية والمبادرة حول خطة تبادل الضباط الشباب. وقال ان سيتم بحث اجراءات الاتحاد حول مكافحة القرصنة على السواحل الصومالية وحماية سفن برنامج الغذاء العالمي عن طريق عمليات من المقرر ان تبدأ اوائل الشهر المقبل وعمليات الاتحاد في تشاد وجمهورية وسط افريقيا. واضاف انه من المقرر ان يرحب المجلس بالمشاركة الفعالة لبعثة مراقبة الاتحاد الاوروبي الى جورجيا التي بدأت اعمالها بداية الشهر الماضي والعمل المجدي لها.

وكانت بعثة المراقبة الاوروبية لجورجيا المكونة من 300 مراقبا قد اكدت اكمال روسيا انسحابها من مناطق كانت قواتها تحتلها في الاراضي الجورجية حول اقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليين في الموعد المقرر لذلك بحسب خطة وقف اطلاق النار. واوضح بان المجلس سيجدد عمل بعثة الاتحاد الاوروبي القانونية للعراق الى يونيو العام المقبل كما سيجدد بعثة الاتحاد الاوروبي لدعم الشرطة المدنية الفلسطينية لمدة عامين حتى 31 ديمسمبر 2010 وبعثة المراقبة على معبر رفح الى 24 نوفمبر العام المقبل التي اوقفت عملها بعد اغلاق المعبر.

واشار الى ان وزراء الدفاع سيبحثون استعدادات بعثة الاتحاد القانونية لكوسوفو المقررة في اوائل الشهر المقبل. وقال انه سيعقد على هامش اجتماعات المجلس الوزاري اجتماع لمجلس قيادة وكالة الدفاع الاوروبية. وحول اجتماع مجلس وزراء التنمية ذكر المصدر انه سيتم مناقشة تأثير أزمة ارتفاع اسعار الاغذية والازمة المالية العالمية على الدول النامية حيث من المنتظر ان يؤكد ضرورة العمل على مساعدة الدول الاكثر تضررا ودعم منتجات الزراعة للدول النامية وتخفيض تأثير ارتفاع اسعار المواد الغذائية على تلك الدول.
وقال ان الوزراء سيبحثون استراتيجية مشاركة دول الاتحاد في اجتماع الامم المتحدة حول الاقتصاد من اجل التنمية المقرر عقده في الدوحة من 29 الشهر الجاري الى الثاني من الشهر المقبل كما يبحثون تأثير الازمة المالية والاقتصادية على مساعدات التنمية. واضاف انه من المقرر ان يستعرض وزراء التنمية ما تم التوصل اليه من قبل دول الاتحاد الاوروبي بخصوص تحقيق اهداف استراتيجية التغير المناخي.

يذكر ان دول الاتحاد الاوروبي ال27 تدعم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الارض بنسبة 20 في المئة بحلول عام 2020 مقارنة بمستويات انبعاثها عام 1990 كما تسعى الى ايجاد اتفاق ملزم يجعل الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تمثل 20 في المئة من استهلاك الطاقة بحلول عام 2020. وينتج الاتحاد الاوروبي ما يقرب من 14 في المئة من مجمل الانبعاثات العالمية من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بينما تنتج الولايات المتحدة وحدها 25 في المئة منها.