نيويورك، وكالات: دعت quot;منظمة هيومن رايتس ووتشquot; اليوم الإثنين وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إلى إثارة موضوع حقوق الإنسان خلال زيارته إلى سوريا. وقالت المنظمة في بيان أن الوزير الذي يبدأ مساء الاثنين زيارة في سوريا quot;يجب ان يدعو الحكومة السورية الى اخلاء سبيل النشطاء المحتجزين لمجرد ممارسة حقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعياتquot;. واضافت quot;كما وينبغي عليه ان يدعو السلطات السورية الى الكشف علنا عن كل المعلومات المتوفرة عن احداث القمع العنيفة لتمرد سجن صيدنايا في تموز 2008quot;.

وقال مدير مكتب quot;هيومن رايتس ووتشquot; في لندن توم بورتيوس quot;على ميليباند ان يصر على ان تحسن سوريا سجلها في مجال حقوق الانسان كشرط لعلاقات افضل مع بريطانيا والاتحاد الاوروبيquot;.

واوضحت المنظمة ان ميليباند سيكون اول مسؤول بريطاني رفيع المستوى يزور دمشق منذ زيارة رئيس الوزراء السابق توني بلير في تشرين الاول 2001. وذكرت انه في 29 تشرين الاول حكمت محكمة جنايات دمشق على 12 قياديا من المجلس الوطني لاعلان دمشق الذي يدعو الى تغيير ديمقراطي وبينهم النائب السابق رياض سيف بالحبس 30 شهرا، مشيرة الى استمرار سجن الكاتب ميشال كيلو والناشط محمود عيسى على الرغم من قرار محكمة النقض الذي قضى بالافراج عنهما. وكان الوزير البريطاني قد اجتمع في القدس مع المتنافسين الرئيسيين على رئاسة الحكومة تسيبي ليفني وبنيامين نتنياهو كل على انفراد.

ومن المقرر ان يعقد الرئيس عباس اجتماعا مع رئيس الحكومة الاسرائيلية المنصرف ايهود اولمرت في وقت لاحق من يوم الاثنين. ويقول محرر شؤون الشرق الاوسط في بي بي سي جيريمي بوين إن بريطانيا تشعر بوجود فرص لتحقيق بعض التقدم في مجال حل الخلافات في المنطقة في وقت ينتظر العالم بتلهف تسلم الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما مهام منصبه في شهر يناير/كانون الثاني المقبل.

وكان مليباند قد عبر عن معارضته القوية لقيام اسرائيل ببناء وتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. كما يحاول وزير الخارجية البريطاني اقناع الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بفرض قيود اشد على منتوجات هذه المستوطنات التي تعتبر غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي.

يذكر ان بعض منتوجات المستوطنات الزراعية والصناعية تدخل الاسواق الاوروبية باعتبارها quot;منتجات اسرائيليةquot; مستفيدة بذلك من التسهيلات الجمركية التي توفرها اتفاقية وقعتها اسرائيل مع الاتحاد الاوروبي.

هجوم

في غضون ذلك، سعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى الحصول على دعم مليباند للموقف المتشدد الذي تتخذه بلادها ازاء قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة حماس. وكانت اسرائيل قد فرضت اغلاقا شبه شامل للقطاع منذ اسبوعين لا يستثني الا بعض الشحنات المحدودة من الوقود. وقالت الوزيرة الاسرائيلية: quot;لا يمكن لاسرائيل الركون جانبا بينما يتعرض مواطنوها للهجوم، كما ولا يمكن للمجتمع الدولي ان يغض الطرف عن ذلك.quot; وقام مليباند بزيارة تفقدية لبلدة سديروت الاسرائيلية الجنوبية المحاذية للحدود مع قطاع غزة، والتي ما لبثت تتعرض اكثر من سواها للقصف الصاروخي الفلسطيني.

يذكر ان 16 مسلحا فلسطينيا على الاقل قتلوا في صدامات وقعت مع الجيش الاسرائيلي في الاسبوع الماضي. وقالت الشرطة الاسرائيلية إن المسلحين الفلسطينيين اطلقوا ستة صواريخ على اهداف جنوبي اسرائيل يوم الاثنين، سقطت كلها في الخلاء دون ان تصيب احدا بجراح. وكانت اسرائيل وحركة حماس قد اتفقتا على الالتزام بالتهدئة في يوليو/تموز الماضي، الا ان هذا الاتفاق بدأ بالانفراط اوائل الشهر الجاري.

وكانت منظمة اوكسفام الخيرية البريطانية قد حذرت يوم الجمعة الماضي من وقوع كارثة انسانية في غزة في حال انهيار اتفاق التهدئة بشكل كامل. ودعت اوكسفام زعماء العالم الى بذل كل ما لديهم من جهود لكسر الحصار الاسرائيلي للقطاع، كما وحثت اسرائيل على استئناف ايصال الامدادات الى غزة دون ابطاء.