أسامة مهدي من لندن: طمأن العراق جارته الشرقية ايران يأن الاتفاقية الامنية طويلة الامد مع الولايات المتحدة لاتمس امنها القومي لانها تنص على منع استخدام الاراضي والاجواء والمياه العراقية لشن هجمات على دول اخرى.

فقد اجتمع زيباري مع السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي اليوم واستعرض معه موقف الحكومة العراقية ومصادقتها على الاتفاقية الأمنية مؤكدا للسفير الإيراني عدم مساسها بمصالح الأمن القومي لدول الجوار بحسب بيان للخارجية. واوضح للسفير موقف الحكومة العراقية ومصادقتها على الاتفاقية الأمنية وأكد بأن الاتفاقية لا تتضمن أي بنود للمساس بمصالح الأمن القومي لدول الجوار. وأكد زيباري أن العراق ldquo;سوف لن يستخدم كقاعدة أو منطلق للاعتداء على أي دولة من دول الجوارquot;. مشيرا الى إن ldquo;وفودا حكومية زارت وستزور دول الجوار لتوضيح وشرح الاتفاقية.

وفي وقت سابق اليوم وقع زيباري والسفير الاميركي في بغداد رايان كروكر quot;مبدئياquot; على اتفاقية سحب القوات الاجنبية من العراق. وقال زيباري في كلمة له اثر التوقيع بانه يمثل يوما تاريخيا في مسيرة العلاقات العربية الاميركية. واشار الى ان الحكومة العراقية اقرت الاتفاقية امس بعد اشهر من المفاوضات الشاقة والمضنية حيث ارسلت الى مجلس النواب الذي ستكون له الكلمة الفصل في تقرير مصيرها. واضاف ان الاتفاقية تضع اطارالعلاقات البلدين السياسية والعلمية والثقافية والصحية بما يشكل فرصة لبناء علاقات متميزة بين العراق والولايات المتحدة اضافة الى وضع اطر حول وضع القوات الاميركية في العراق. واشاد زيباري بالمفاوض العراقي الذي قال انه استطاع التوصل الى افضل الصيغ للاتفاقية وبما سيمكن الحكومة من الدفاع عنها امام المواطنين العراقيين والعالم كله.

ومن جهته قال كروكر ان هذا التوقيع يشكل مناسبة تاريخية للعراق والولايات المتحدة في الاتفاق على الاتفاقية التي تحدد علاقات البلدين خلال الاعوام المقبلة والتعامل مع الامن والمجالات الاخرى المختلفة. واوضح ان الاتفاقية وضعت اطارا لتعهدات اميركية بمساعدة العراق في مجالات الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والصحة والثقافة. واشار الى انه في الوقت الذي ستبدأ القوات الاميركية عمليات الانسحاب من العراق فان ذلك سيمثل نجاحات امنية حقيقية تحققت على الارض. وهنأ المفاوض العراقي على نجاحه في قيادة مفاوضات معقدة وصعبة وقال ان العراقيين سفخرون بما انجزه هذا المفاوض.

وقد انهى مجلس النواب العراقي اليوم القراءة الاولى للاتفاقية على ان يعقد جلسة ثانية الاربعاء المقبل لمناقشتها في حين سيعقد جلسة ثالثة الاثنين المقبل للتصويت عليها بالقبول او الرفض.

واذا ما صادق المجلس على الاتفاقية فان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش سيوقعان عليها في النهاية حيث ستكون سارية المفعول بدءا من اول العام المقبل.

ورحبت واشنطن بموافقة الحكومة العراقية امس على الاتفاقية الأمنية التي تسمح ببقاء القوات الأميركية في العراق حتى 2011 واعتبر البيت الأبيض أن هذه الموافقة هي خطوة مهمة وإيجابية.

وقد صادقت الحكومة العراقية بالاغلبية الساحقة في جلسة استثنائية واستمرت حوالي ثلاث ساعات على الاتفاقية الامنية طويلة الامد مع الولايات المتحدة بضمان سحب القوات الاميركية من المدن والبلدات العراقية منتصف العام المقبل ومن البلاد بنهاية عام 2011 وموافقة الجانب الاميركي على سيطرة العراقيين على الاجواء العراقية وعدم قيام الاميركان بعمليات دهم وتفتيش من دون التنسيق مع العراقيين اضافة الى نص يؤكد على عدم انستخدام القوات الاميركية في العدوان على دول الجوار العراقي.

ومن المنتظر ان توفر الاتفاقية اطارا قانونيا لوجود القوات الاميركية في العراق والذي ينتهي مع انتهاء تفويض الامم المتحدة في 31 من الشهر المقبل حيث انها تنص على ان يغادر العراق 152 الف جندي اميركي موزعين على اكثر من 400 قاعدة بنهاية عام 2011 بعد ثمانية اعوام من الحرب التي اسقطت النظام السابق فيما سينسحبون من مدن وقصبات البلاد منتصف العام المقبل.