بهية مارديني من دمشق: يبحث الرئيس السوري بشار الأسد اليوم مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند العلاقات السورية البريطانية وسبل تفعيلها إضافة إلى قضايا المنطقة وخاصة عملية السلام والدور البريطاني فيها ، خاصة بعد زيارة الوزير البريطاني إلى المنطقة ولقاءاته المسئولين الإسرائيليين.

ووصل ميليباند دمشق أمس وسيجري محادثات مع نظيره السوري وليد المعلم كما يعقد مؤتمرا صحفيا قبل أن يغادر إلى بيروت.
واستهل ميليباند زيارة دمشق بتصريحات أكد فيها على اهمية سوريا ودورها الأساسي في تعزيز استقرار المنطقة ، وقال quot;انه يتطلع لمناقشة هذا الدور خلال المحادثات التي سيجريها مع المسؤولين السوريينquot;، ولفت إلى quot;أهمية اللقاء الذي جمعه مع وزير الخارجية وليد المعلم وزير الخارجية مؤخراً في لندن وضرورة الحوار بين الأطراف في ضوء وجود نوايا جدية تجاه قضايا المنطقةquot; ، وتجول ميليباند في دمشق القديمة التي تشهد حراكا مكثفا جراء زيارة ضيوف مؤتمري الثقافة العرب والاعلام والاتصالات العرب. .

وكان المعلم زار لندن أواخر تشرين الأول الماضي ، وأجرى مباحثات مع ميليباند تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة والهجوم الأمريكي على سوريا ، الا انه عقد مؤتمرا صحافيا منفردا دون نظيره البريطاني ، لكن ميليباند قال في وقت سابق إنه قبل الدعوة السورية لزيارة دمشق بعد quot;حدوث تغير هام في منهج الحكومة السورية، بالأخص القرار التاريخي بتبادل السفراء مع لبنانquot;، واضاف quot;إنه سيستمر بالضغط على سوريا من أجل التعاون بمجال مكافحة الإرهاب، وقضايا لبنان ، والعراق ، وجهود السلام في الشرق الأوسطquot;.

وميليباند أول مسئول بريطاني رفيع المستوى يزور دمشق منذ عقد رئيس الوزراء السابق توني بلير محادثات مع الرئيس الأسد في تشرين الأول 2001.
وكان ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل أعرب عن تفاؤله بعودة المفاوضات السورية الاسرائيلية مطلع 2009 وأجرى ميليباند مباحثات مع اولمرت قبيل وصوله إلى دمشق تناولت تحريك محادثات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية تركية.

وتأجلت الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين والتي كان من المتوقع انعقادها في أوائل أيلول الماضي ، بناء على طلب إسرائيلي ، نتيجة لتطورات الوضع السياسي الداخلي الإسرائيلي.
وطالبت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس من ميليباند ان يستغل زيارته إلى سوريا لإثارة موضوع حقوق الإنسان. وقالت quot;يجب على ميليباند أن يدعو الحكومة السورية إلى إخلاء سبيل النشطاء المحتجزين لمجرد ممارسة حقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعيات ، وينبغي عليه أن يدعو السلطات السورية إلى الكشف علناً عن كل المعلومات المُتوفرة عن أحداث القمع العنيفة لتمرد سجن صيدنايا العسكري في تموز 2008quot;.

واشارت هيومن رايتس الى عدة خُطب ألقاها ميليباند مؤخراً، ركز فيها على دعم بريطانيا لحقوق الإنسان وقال إن على بريطانيا أن تساند ما دعاه بـ quot;التحركات المدنيةquot; التي تدفع للمطالبة بالمزيد من الحريات والديمقراطية في الدول الشمولية. إلا أنه في المؤتمر الصحفي المُنعقد في 13 تشرين الثاني، لم يذكر ميليباند أيّ من المعتقلين السوريين ممن سعوا لمزيد من الحريات والديمقراطية .
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على وزير الخارجية البريطاني أن يدعو نظيره السوري إلى الأمر بفتح تحقيقات مستقلة في استخدام الشرطة للقوة المميتة في السجن، والكشف علناً عن كل المعلومات المتوفرة عن أحداث الشغب في سجن صيدنايا، بما في ذلك أسماء القتلى والمصابين.