واشنطن: قال مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية إن من المحتمل أن يكون بن لادن ميتا أو ضعيفا جدا بحيث يمكن اعتباره بمثابة الميت، وإن استمرار مطاردته في أفغانستان أو الحدود الأفغانية الباكستانية إلى أجل غير معلوم لا يخدم المصالح الأميركية.

وقال روبرت باير في مقال في مجلة تايم الأميركية نشر الثلاثاء أن البحث عن بن لادن لن يفعل سوى أن يطيل الحرب الأهلية هناك. وحث باير الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أن يوقف البحث عن بن لادن وأن يعتبره إما ميتا أو غير مهم، فهناك أعداء أولى في التعامل معهم والتركيز عليهم مثل إيران وروسيا، على حد تعبيره.

وقال باير إنه على الرغم من أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA الجنرال مايكل هايدن أكد الأسبوع الماضي أن بن لادن ما زال حيا، وعلى الرغم من أنه يثق برأيه في ذلك، غير أن اختفاء بن لادن طيلة الفترة السابقة هو أمر مثير للحيرة، فقد كانت آخر مرة شوهد فيها في أواخر عام 2001، في شريط فيديو ظهر فيه بلحية مصبوغة. غير أن عددا من المسؤولين في الاستخبارات الباكستانية يعتقدون أن الشريط تم التلاعب به باستخدام صور قديمة وأن بن لادن ميت بالفعل.

وأضاف باي في مقاله أنه بالنسبة للأشرطة الصوتية الأخرى التي صدرت عن بن لادن منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، فإن خبراء يقولون إن هناك برمجيات للتحرير الصوتي التي يمكن أن تتلاعب بتسجيلات قديمة لبن لادن بحيث يبدو أنه يتحدث عن قضايا حديثة.

واعتبر الكاتب أن غياب بن لادن خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية هو أمر أيضا يثير الاستغراب. وقال: quot;هل يعقل لهذا الشخص النرجسي الذي يعتقد أن له مكانة في التاريخ أن يدع الفرصة تفوت في أن يعطي رأيه في الانتخابات؟quot;

وقال الكاتب إنه سأل عددا من زملائه السابقين في الـCIA ممن كان لهم دور في البحث عن بن لادن وعن مصيره، فلم يجب أي منهم بكل ثقة عن أمره، فقد قال نصفهم إنه ميت، وقال النصف الآخر إنه ما زال حيا. ورجح الكاتب أن يكون ترددهم يعود إلى فشل الـCIA في ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل في العراق.

من ناحية أخرى، نقلت شبكة ABCNews الإخبارية عن مايكل شوير المسؤول الرفيع السابق في الـCIA قوله إنه من غير المرجح أن يتم العثور على بن لادن، لأنه خبير محترف في التواري وعدم القبض عليه منذ 25 عاما. وشوير من أولئك الذين يعتقدون أن بن لادن ما زال حيا.

وأضاف شوير أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة عرضت مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يأت بمعلومات تؤدي إلى القبض على بن لادن، وعلى الرغم من أن أفغانستان هي إحدى أفقر الدول في العالم، إلا أنه لم يأت أحد حتى الآن ليطالب بالمبلغ.

وقال سامويل برانين وهو خبير أمني عالمي يعمل في مركز الأبحاث الاستراتيجية والدولية في العاصمة واشنطن، لشبكة ABCNews إنه لا يعرف بالتأكيد ماذا ستكون نتيجة القبض على بن لادن في حال حصول ذلك، فهو حدث مهم جدا بسبب رمزيته، لكن من غير المعروف إلى ماذا سيؤدي. فهل سيعتبر شهيدا؟ أم هل ستصبح القاعدة بدون قيادة؟