لندن: تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية بين تغطية زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لدمشق، ومتابعة حادثة اختطاف ناقلة نفظ سعودية على أيدي القراصنة الصوماليين، وغيرها من القضايا. ففي صحيفة التايمز كتب ريتشارد بيستون وكاثرين فليب واوليفر أوغست تحت عنوان quot;بريطانيا تؤسس مجددا لتعاون استخباراتي وثيق مع سورياquot;، يقولون إن بريطانيا أقدمت على هذه الخطوة فيما يقوم وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند بزيارته التاريخية لدمشق.

ومضت التايمز تقول إن التعاون الاستخباراتي بين البلدين سيكون مفيدا للغاية لبريطانيا فمن المعروف ان لسوريا واحد من أفضل نظم الاستخبارات في الشرق الأوسط وخاصة في تعقب تحركات المتشددين الاسلاميين في العراق وفي المنطقة بصفة عامة.

وكان مليباند قد سأل نظيره السوري وليد المعلم خلال قائهما في نيويورك في وقت سابق من العام الحالي عما إذا كان بالامكان تحقيق تعاون على مستوى عال بين البلدين في المجال الاستخباراتي؟ وقد دعا المعلم مليباند إلى اصطحاب مسؤولين استخباراتيين خلال زيارته لدمشق.

وقالت الصحيفة إن زيارة ميليباند تستهدف جس نبض دمشق تجاه الغرب وخاصة بعد تغير الادارة الأميركية التي كانت تصر على عزلها، وتوقد بريطانيا وفرنسا الجهود الرامية إلى إخراج سورية من عزلتها.

وذكرت التايمز ان ميليباند حث سورية على القيام بدور أكبر في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرة إلى أن سورية وإسرائيل خاضتا بالفعل عدة جولات من المفاوضات مؤخرا بوساطة تركية.

وفي هذا الاطار أيضا، نسبت الاندبندنت لوزير الخارجية البريطاني القول ان محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد تركزت على بحث سبل تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط.

كما نقلت عنه الصحيفة القول quot;إن عام 2009 سيكون مهما ولدينا جميعا خيارات حول سبل تحقيق السلام. ونسبت الصحيفة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم القول ان المحادثات وضعت أساس علاقات قوية بين بريطانيا وسوريا.

قراصنة الصومال

وحول ملف قراصنة الصومال، كتبت صحيفة الغارديان تقول ان استيلاء قراصنة الصومال على ناقلة النفط السعودية يعتبر أخطر عملية يقومون بها على الاطلاق. وأشارت الغارديان إلى قيام هؤلاء القراصنة بنحو 92 عملية خلال العام الحالي أسفرت عن احتجازهم لنحو 268 من البحارة.

وقد ارتبط هؤلاء القراصنة بميناء ايل الذي شهد ازدهارا مع نجاح عملياتهم ويعتبر العديد منهم أبطالا بالنسبة لسكان الميناء.

وقالت الصحيفة إن القراصنة مدربون بشكل جيد ويستخدمون أجهزة حديثة مثل هواتف الأقمار الصناعية وأجهزة الاستدلال بالأقمار الصناعية. وفي مثل هذا الوضع يطرح السؤال نفسه ما هو الحل للتصدي لهم وإنهاء خطرهم.

وأجابت الغارديان قائلة إن نشر قوة بحرية غربية في المنطقة لن يكون أفضل حل بل يجب تشجيع أساطيل دول المنطقة وحرس السواحل فيها على التصدي لنشاط القراصنة وقد كان لاقدام اساطيل اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند على التصدي للقراصنة في مضيق ملجا أفضل الأثر في تراجع نشاطهم هناك.

ولم يخف ذلك عن مصر التي دعت دول المنطقة إلى ان تحذو هذا المثال.

ومن جانبها وصفت التايمز القرصنة البحرية بالارهاب وتحت عنوان quot;الارهاب البحريquot; قالت الصحيفة ان البشرية عرفت منذ القدم هذا النشاط الذي ارتبط بالقسوة والبربرية واللهاث وراء الذهب.

وقالت التايمز ان أوروبا عانت طويلا من قراصنة شمال افريقيا فضلا عن قراصنة منطقة الكاريبي.

ومضت الصحيفة تقول ان القرصنة هذه الأيام لا تقل قسوة وبربرية فهي نشاط ارهابي يتم في البحر واستيلاء القراصنة الصوماليين على ناقلة النفط السعودية ينقل نشاطهم إلى مستوى جديد.

وأكدت الصحيفة انه يجب ايقاف هؤلاء القراصنة الذين ينشطون في أكثر المناطق ازدحاما بالحركة الملاحية في العالم مما يكبد شركات التأمين الكثير ويعرض الأرواح للخطر وناهيك عن علاقاتهم مع القاعدة مع ما يوفره هذا النشاط من مكاسب مادية.

هيلاري لا تصلح

وفيما يتعلق بتشكيل الادارة الأميركية الجديدة وما تردد عن احتمال تولي السناتور هيلاري كلينتون حقيبة الخارجية، كتب براون مادوكس في التايمز تحت عنوان quot;إن هيلاري كلينتون ليست من يصلح للمنصبquot; يقول quot;هناك قاعدة أساسية لا تعين من لا تستطيع إقالته لذلك فان الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما سيرتكب خطأ فادحا لو عين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجيةquot;.

وقالت الصحيفة إن الأمر لا يتعلق بكفاءة فمن المؤكد انها ستقوم بعمل ممتاز ولكنها ستنجزه بطريقتها وبناء على وجهة نظرها وليس وجهة نظره هو.

إنها ستكون وزيرة خارجية رائعة ولكنها لن تساعد أوباما كرئيس، إنه يقول انه يريد ان يكون وجه أميركا الجديد، فهل يريد ان يكون ممثلا بأحد وجوه الماضي؟

ومضت التايمز تقول إن السياسة الخارجية هذه الأيام باتت أكثر حميمية بين القادة عبر الهاتف أو في رحلات صيد السمك وأصبح دور وزير الخارجية فنيا أكثر واقل استقلالية، واسألوا في ذلك وزير الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أو وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند.

فهل ستكون كلينتون سعيدة بلعب دور فني؟ بالطبع لا ولن يمر وقت حتى يظهر خلافها مع اوباما في المواقف والأسلوب.

إن أوباما لن يكون بوسعه في النهاية أن يعرض عليها هذا المنصب.