القدس: قال مصدر سياسي إسرائيلي يوم الخميس إن العاهل الأردني الملك عبد الله طلب من زعماء إسرائيليين خلال إجتماع سري عقد في العاصمة الأردنية عمان هذا الأسبوع الإمتناع عن القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. وصرح المصدر مؤكدا تقريرا سابقا لراديو اسرائيل بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امتنع عن الالتزام بذلك قائلا ان اسرائيل quot;لا تستطيع ان تتحلى بضبط النفس طويلاquot; وانها قد تغزو غزة اذا استمر النشطون الفلسطينيون في اطلاق الصواريخ عليها.

وكان راديو اسرائيل قد ذكر ان مصدرا رسميا أكد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الدفاع ايهود باراك سافرا سرا الى الاردن حيث أبلغهما الملك بقلقه من أن مثل هذا العنف قد يثير متاعب للاردن. وتقيم اسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة مع الاردن منذ عام 1994 لكن بعض الاجتماعات رفيعة المستوى لا يعلن عنها مسبقا لدواعي الامن في الاغلب.

وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان الملك عبد الله استدعى اولمرت وباراك على وجه السرعة الى عمان يوم الثلاثاء وأبلغهما انه يخشى من ان يؤدي الغزو الاسرائيلي لغزة الى وقوع خسائر كبيرة في الارواح مما قد يهدد حكمه.

ونقل المصدر الاسرائيلي عن اولمرت قوله quot;قد لا يكون هناك خيار اخرquot; سوى غزو غزة التي تحكمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اذا استمر اطلاق الصواريخ على اسرائيل من القطاع الساحلي لكن باراك أكد للاردن اهتمام اسرائيل باستمرار الهدنة التي توسطت فيها مصر. وتصاعد العنف عبر الحدود بين اسرائيل وغزة هذا الشهر مما هدد وقف اطلاق النار المعلن منذ منتصف يونيو حزيران.

وتقول اسرائيل انها لن تتسامح مع اطلاق الصواريخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. واطلق نشطون عشرات من الصواريخ منذ شنت اسرائيل غارة على القطاع قبل اسبوعين. وقتلت اسرائيل أكثر من 12 نشطا فلسطينيا على الاقل. وزعزع العنف هدنة مضى عليها خمسة أشهر. كما أبقت اسرائيل المعابر الحدودية مغلقة رافضة دعوة الامم المتحدة يوم الاربعاء لفتحها والسماح بمرور امدادات غذائية لغزة.

وقال مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس انه سيجتمع مع العاهل الاردني يوم الخميس بعد ان دعاه الملك عبد الله لاجراء محادثات. وسيطرت حماس على غزة بعد ان هزمت قوات فتح التابعة لعباس منذ نحو عام.