القدس:غادر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اسرائيل مساء السبت الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس جورج بوش. وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته quot;يعتبر ايهود اولمرت انها زيارة وداعية لصديق حميم وحليف. ويريد ترجمة وعود قطعتها ادارة بوش لاسرائيلquot;.
وخلال اللقاء الذي سيعقد في البيت الابيض، يأمل اولمرت في الحصول من الرئيس بوش المنتهية ولايته على التزامات اخيرة حول الملف النووي الايراني. وكان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما اثار خلال حملته الانتخابية القلق في اسرائيل بدعوته الى الحوار مع طهران. وسيتسلم مهامه في 20 كانون الثاني/يناير. وتعتبر اسرائيل، القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط كما يقول الخبراء الدوليون، ايران العدو الرئيسي الاستراتيجي وتتهمها بالسعي الى حيازة السلاح النووي. وقد تكون زيارة اولمرت الى الولايات التي تستمر ثلاثة ايام، الاخيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل بسبب الشبهات بالفساد التي تحوم حوله، فيما ستجرى الانتخابات النيابية في 10 شباط/فبراير 2009. وقد سافر اولمرت الى الولايات المتحدة بعد ايام على لقاء جديد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ويصف مراقبون اللقاءالمرتقب بين اولمرت و بوش بأنه quot;اجتماع البط الأعرجquot;، مع قرب نهاية ولاية بوش وانتظار أولمرت الانتخابات النيابية لترك منصبه وقال داني آيالون، سفير تل أبيب السابق في واشنطن، إن الاجتماع هو quot;وداع مزدوجquot;، معتبراً أن الهدف منه هو وضع خلاصة للتفاهمات والاتفاقات التي توصل إليها الجانبان خلال السنوات الأخيرة، في حين رأى خبراء أن الاجتماع قد يشهد اتخاذ قرارات إستراتيجية تتعلق بمسار التفاوض مع الفلسطينيين، أو حتى توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.
وكان بوش قد دعا أولمرت إلى واشنطن في إطار جولة الاتصالات الأخيرة التي يجريها مع قادة دول العالم قبل مغادرته منصبه، في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان قد أعلن عزمه الاستقالة في سبتمبر/ أيلول المقبل، سيترك موقعه بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من فبراير/ شباط المقبل.
وسبق لأولمرت ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، أن تعهدا قبل عام بالعمل للتوصل إلى اتفاق سلام بنهاية 2008، قبل أن يقرّا بأن ذلك quot;بات صعباً للغايةquot;، رغم الزيارات المتكررة لوزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى المنطقة.
وأعرب أولمرت، في آخر أيام ولايته، عن ثقته بأن السلام مع الفلسطينيين لن يتحقق إلا بالانسحاب من الضفة الغريبة وأجزاء من القدس الشرقية، التي احتلها إسرائيل خلال حرب عام 1967، غير أن تقدم زعيم حزب الليكود اليميني، بنيامين نتانياهو، في استطلاعات الرأي أرخت ظلالاً من الشك على إمكانية حصول ذلك، باعتبار أن الأخير يرفض بشكل قاطع الانسحاب من تلك المناطق.
من جهته، لم يستبعد أبرام ديسكين، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، أن يشهد اجتماع أولمرت وبوش اتخاذ خطوات استراتيجية، رغم قرب انتهاء ولايتهما، بما في ذلك وضع مسودة اتفاق مبدئي مع الفلسطينيين، أو توجيه ضربة عسكرية جوية لإيران على خلفية برنامجها النووي.
ولفت ديكسين إلى سوابق تاريخية إسرائيلية في هذا السياق، على رأسها قيام مناحيم بيغن بضرب مفاعل quot;تموزquot; العراقي النووي خلال الحملة الانتخابية عام 1981، وعرض رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، اتفاق سلام مع الفلسطينيين في آخر ولايته عام 2001.
وختم بالقول: quot;هناك دافع كبير لدى بوش وأولمرت يتمثل برغبة كل منهما في ترك بصمته على التاريخ،quot; وفقاً لأسوشيتد برس.
وقد يكون الملف الإيراني نقطة خلاف محتملة بين إسرائيل وخليفة بوش في البيت الأبيض، باراك أوباما، الذي سبق له أن عبّر عن رغبته في مقاربة الملف الإيراني عبر مفاوضات مباشرة، وهو أمر انتقده عدد كبير من قادة إسرائيل، رغم ما صدر مؤخراً من تصريحات بلهجة مخففة حول هذا الموضوع.
إسرائيل قد تفرج عن فلسطينيين بمناسبة عيد الأضحى
من ناحية أخرى، قال رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية إن إسرائيل ستفرج عن 250 فلسطينياً لديها في بادرة حسن نية قبل عيد الأضحى.

وجاء إعلان عباس، في مؤتمر تستضيفه مدينة نابلس في الضفة الغربية، علماً أن أولمرت كان قد أشار الأسبوع المنصرم إلى نيته الإفراج عن سجناء فلسطينيين دون تحديد موعد لذلك.
وقالت الناطقة باسم أولمرت إن تحديد الموعد سيتم بعد لقاء مرتقب مع عباس قريباً، علماً أن عيد الأضحى قد يحل هذا العامة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول المقبل.