بيشاور: ذكر مسؤولون وشهود عيان أن حركة طالبان الباكستانية أحرقت عشرات الحاويات المحملة بامدادات للقوات الغربية في أفغانستان في مداهمة على مشارف بيشاور وذلك لليلة الثانية على التوالي. فبعد أن أحرق المسلحون في الساعات الاولى يوم الاحد نحو مئة شاحنة كان بعضها يحمل مركبات عسكرية شنوا هجوما اخر يوم الاثنين حيث استهدفوا مركزا للحاويات على بعد كيلومترين من الهجوم الاول.

وقال محمد زمان وهو حارس أمن في مركز الحاويات الواقع على الطريق الدائري في بيشاور quot;جاء المسلحون بعد منتصف الليل بقليل وأطلقوا النار في الهواء وسكبوا البنزين على الحاويات ثم أشعلوا فيها النار.quot; وأضاف quot;أبلغونا أنهم لن يؤذونا لكن طلبوا منا ألا نعمل لحساب الأميركيين.quot; وتم تدمير نحو 50 حاوية.

وأطلق مسلحون أيضا صواريخ على شاحنتين كانتا تحملان امدادات لقوات حلف شمال الاطلسي أثناء مرورهما بالطريق الدائري ليل الأحد. والطريق من بيشاور عبر ممر خيبر الى بلدة طورخم الحدودية هو أهم خط امداد بالنسبة للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الاطلسي. وأثارت موجة من الهجمات قلقا بشأن الامن الذي توفره باكستان لقوافل الشاحنات وبشأن انتشار الحركة المسلحة حتى منطقة خيبر القبلية وبوابات بيشاور.. أهم مدينة بشمال غرب البلاد.

وكان مسلحون قد دمروا قبل أسبوع 22 شاحنة تحمل امدادات غذائية. ولم يتضح عدد المسلحين الذين شاركوا في هجوم يوم الاثنين. وكان حراس أمن قد ذكروا ليل الأحد أنهم واجهوا نحو 200 مسلح كانوا يهتفون quot;الله أكبرquot; وquot;لتسقط أمريكاquot; أثناء اقتحامهم مركز الشاحنات.

وأضافوا أن المسلحين أطلقوا صواريخ وألقوا قنابل يدوية مما أسفر عن مقتل أحد الحراس في تبادل لاطلاق النار بين المسلحين والشرطة. وبينما تنقل معظم الامدادات للقوات الاجنبية في أفغانستان على متن شاحنات عبر باكستان من خلال ممر خيبر فان الطريق البري الرئيسي الاخر يمتد من مدينة كويتا بجنوب غرب البلاد مرورا ببلدة تشامان الحدودية الى مدينة قندهار بجنوب أفغانستان.

وأثار تصاعد أعمال العنف مخاوف بشأن استقرار باكستان حيث تواجه حكومتها المدنية المشكلة منذ ثمانية شهور ازمة اقتصادية. ويعتبر دعم باكستان حيويا لجهود الغرب للقضاء على تنظيم القاعدة في مختلف أنحاء العالم وعلى طالبان في أفغانستان. والى جانب تدهور الوضع الامني بشمال غرب البلاد تحاول الحكومة أيضا معالجة التوتر مع الهند.

وتقول نيودلهي ان المسلحين الذين قتلوا 171 شخصا على الاقل في هجمات مومباي الشهر الماضي متشددون مقرهم باكستان وطالبت بأن تتخذ الحكومة اجراء ضد تلك الجماعات.