شيكاغو: اختار الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما يوم الخميس توم داشل وهو سياسي مخضرم من واشنطن يعرف كيفية التعامل مع اعضاء الكونجرس لتزعم ملف اصلاح الرعاية الصحية وهو من أكثر البرامج طموحا وتكاليفا في الادارة الجديدة.
ورغم ان اوباما كان يريد الالتزام بالحديث عن القضية التي يقول كثير من الاميركيين انها تمثل الاولوية بالنسبة لهم الا انه اضطر الى تخصيص معظم الوقت في المؤتمر الصحفي الذي عقده في التحدث بدلا من ذلك عن فضيحة حاكم ايلينوي رود بلاجويفيتش الذي وجه اليه الاتهام بأنه حاول بيع مقعد اوباما في مجلس الشيوخ والذي اصبح شاغرا الآن.
وقال اوباما انه لم يبحث القضية مع الحاكم وطلب من العاملين معه جمع معلومات بشأن أي اتصالات مع بلاجويفيتش. وقال ايضا ان حاكم ايلينوي فقد القدرة على ان يحكم ويجب عليه ان يتنحى.
وقال اوباما وهو يركز على قضية الرعاية الصحية انه من الصعب الحديث عن الحاجة العاجلة لاصلاح النظام الاميركي الذي أصبح فيه عدد كبير من المواطنين لا يمكنهم تحمل تكاليف الرعاية الاساسية اضافة الى ان 15 في المئة من الاميركيين أي نحو 46 مليون شخص غير مؤمن عليهم.
وقال اوباما quot;خلال السنوات الثماني الماضية زادت اقساط التأمين الى المثلين وتواجه مزيد من الاسر الاميركية ديونا طبية أكثر من أي وقت مضى.quot;
واضاف quot;يوم بعد يوم نشهد الاهانة التي يتعرض لها الاباء وهم غير قادرين على اصطحاب طفل ميرض الى الطبيب ومواطنين كبار غير قادرين على سداد تكاليف الادوية التي يحتاجون اليها واشخاص ينتهي بهم المطاف الى غرف الطواريء لانهم ليس لديهم مكان اخر يذهبون اليه.quot;
وقل اوباما انه سينشيء مكتبا بالبيت الابيض بشأن اصلاح الرعاية الصحية. وسيرأس داشل المكتب بالاضافة الى توليه منصب وزير الصحة والخدمات الانسانية.
أوباما يدعو حاكم إيلينوي للاستقالة لمحاولته بيع مقعده بالكونغرس
من جهة ثانيةدعا الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، حاكم ولاية إيلينوي، رود بلاغوفيتش، الذي أوقفته الشرطة بتهمة الفساد ومحاولة quot;بيعquot; مقعد أوباما في مجلس الشيوخ للمرشحين باستخدام صلاحية التعيين الموكلة له، إلى الاستقالة مجدداً، معتبراً أنه لم يعد قادراً على خدمة سكان الولاية بفاعلية.
وقال أوباما، خلال مؤتمر صحفي: quot;أتمنى أن يتوصل الحاكم إلى قناعة ذاتية بأنه بات عاجزاً عن الخدمة بفعالية، وبالتالي يستقيل،quot; مشدداً على أن الأنباء حول فساد الحاكم - الذي ينتمي بدوره للحزب الديمقراطي - quot;خيبت ظنه كما سائر الناسquot; نافياً بشكل مطلق أن يكون أحد من طاقمه قد تورط في هذه الفضيحة.

وعن مقعد سيناتور إيلينوي قال أوباما إنه quot;ليس ملكاً للسياسيين، بل لشعب إيلينويquot; شاجباً بالتالي المساومة على تعيين شخص فيه مقابل بدل مالي.
وكان عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI قد قاموا الثلاثاء باعتقال رود بلاغوفيتش، وذلك على خلفية تهم فساد، بتعلق بعضها بمساومات قام بها في سياق تطبيق صلاحياته باختيار سيناتور للولاية يحل محل الرئيس المنتخب، باراك أوباما.
وقال الناطق باسم FBI، روس رايس، إن عملية اعتقال بلاغوفيتش، وكبير مساعديه، جون هاريس، جرت quot;دون حوادث،quot; في حين أشارت مصادر لـCNN أن التهم الموجهة إليهما تشمل التآمر لاقتراف عملية احتيال بالبريد، والسعي للحصول على رشى.
وذكرت المصادر أن بلاغوفيتش وهاريس quot;تآمرا للحصول على منافع شخصية من عملية اختيار السيناتور المقبل للولاية.quot;
كما أنهما حاولا وضع اليد على المساعدات الخاصة بمؤسسة quot;تريبيونquot; العملاقة للنشر، والتي تمتلك صحيفة quot;شيكاغو تريبيونquot; الواسعة الانتشار للمساومة عليها مع المؤسسة عبر عرض منحها المبلغ مقابل إقالة أعضاء مجلس الإدارة المعارضين لسياسة الحاكم.
وأشار مكتب الإدعاء العام إلى أن بلاغوفيتش وهاريس سيمثلان أمام القضاء الثلاثاء، مشيراً إلى أن التحقيقات في هذا الملف بدأت منذ عدة أعوام.
وتظهر لوائح الاتهام المكونة من 76 صفحة إلى أن بحوزة الإدعاء تسجيلات هاتفية لبلاغوفيتش وهو يساوم جهات معينة على منحها مقعد السيناتور، الذي شغر بانتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة، مقابل منافع مادية له ولزوجته، باتي.

كما طلب، في اتصال آخر الحصول على راتب ثابت من جهة خاصة، وتسجيل زوجته للحصول على راتب سنوي قد تصل قيمته إلى 150 دولار، إلى جانب طلبه الضغط لإقالة مدراء في quot;تريبيونquot; وتعيين محررين موالين له في الصحيفة.
وكانت صحيفة quot;شيكاغو تريبيونquot; قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن الشرطة تحقق في ملفات بلاغوفيتش، وأنها تعتمد في ذلك على مساعده السابق، غير أن الحاكم رد بالقول إنه وضعه سليم، داعياً كل من يرغب بتسجيل مكالماته الهاتفية إلى القيام بذلك.