السعودية تتعامل مع الحج من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي
حجاج غزة ضاع موسمهم وحماس استغلت القضية لكسب الشرعية
خلف خلف من رام الله:
يقترب خمسة آلاف فلسطيني من الوصول إلى منازلهم في الضفة الغربية عائدين من الديار الحجازية بعد أداء مناسك الحج. في المقابل يأمل نحو 3500 مواطن من سكان قطاع غزة، منعتهم المناكفات السياسية بين حكومتي رام الله وغزة من مغادرة القطاع، بأن يتمكنوا من أداء فريضة الحج العام المقبل، ويبتهلون أن يحل موسم الحج المقبل عليهم من دون خلافات كالتي نشبت بين حركتي فتح وحماس وكان لها انعكاسات سلبية جراء تضارب الصلاحيات وتنازع التمثيل.
وقصة الحجاج الفلسطينيين، برزت بشكل كبير هذا العام، لأنها تحولت إلى قضية سياسية بحتة، شكلت المناكفات بين حكومتي رام الله وغزة وقودًا لها، وقد تطورت القضية تدريجيًا حين تناقلت وسائل الإعلام تصريحًا لعاطف عدوان عضو المجلس التشريعي عن حركة quot;حماسquot; يتهم عبره المملكة العربية السعودية بالمشاركة في منع حجاج غزة من الوصول إلى الديار الحجازية.

وردت المملكة على هذه التصريحات مؤكدة أنها تنظر إلى جميع الفلسطينيين بعين المساواة. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أن بلاده منحت الآلاف منهم من جميع الأراضي المحتلة بما فيها قطاع غزة تأشيرات دخول للمملكة لأداء فريضة الحجquot; مشيراً إلى أنه تم تسليمها للسلطة الفلسطينية.

يذكر أن المملكة العربية السعودية تتعامل مع موضوع الحج من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي التي لا تعتبر حركة حماس عضوا فيها، وبالتالي فإن المملكة تتعامل بشكل مباشر مع السلطة الفلسطينية في رام الله.

ويرى مراقبون لـ إيلاف أنَّ حركة حماس أرادت استخدام موضوع الحجاج للاعتراف بها كـquot;حكومة شرعيةquot;، وحاولت أن تكون quot;معبرًا وحيدًاquot; للراغبين في الذهاب إلى السعوديَّة لآداء فريضة الحج.

من ناحيتها، قالت حركة حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم لـ إيلاف إن quot;سلطة المقاطعة في رام اللهquot; غررت بالمملكة العربية السعودية، حينما أوهمتها أن حصص الحجاج تشمل الضفة وغزة وأحضرت لها أوراقا ومعلومات مزيفة في هذا الخصوص، لتقوم بالسطو على حصص حجاج غزة. واعتبرت حماس أن quot;سلطة رام الله حاولت من خلال موسم الحج هذا العام، دق الأسافين بين حركته والمملكة العربية السعودية من جهة، وبين حماس وجمهورية مصر العربية من جهة أخرى، بالإضافة لإشعال الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطينيquot;.

أما quot;فتحquot;، فشنت هجومًا على quot;حماسquot;، وأشار المتحدث باسمها، أحمد عبد الرحمن لـ إيلاف إلى أنَّ حركة حماس رفضت الاعتراف في نظام القرعة المعتمد منذ تأسيس السلطة الفلسطينية لاختيار أسماء المواطنين الذين يحق لهم الحج هذا العام. وبين عبد الرحمن أن حماس أرادت إبعاد أي شخص عن الحج لا يدعم سياساتها، وقال عبد الرحمن: quot;لقد أثبت التجربة أن الحركة (حماس)، تتاجر بالدين من أجل تمرير برامجها ومخططاتها، فقد أعلنت السلطة أنها ستقوم بنقل الحجاج جوًا، ولكن حماس منعتهم من فعل ذلك.

وجذور القصة، عائدة لكون حكومة حماس المقالة وضعت قائمة بأسماء حجاج القطاع، وطالبت المملكة العربية السعودية بمنحهم تأشيرات، وذلك كمحاولة لمنح شرعيّة لحكومتها، ولكن السعودية ليست قادرة على فعل ذلك، لا سيما أن نصيب الدول من الحجاج يوزع على أعضاء المؤتمر الإسلامي، وحركة حماس ليست عضوًا في المؤتمر، وهي لا تمثّل دولة بجميع الأحوال.

يذكر أن موسم الحج شهد العام الماضي أزمة مشابهة، حين أصرت حكومة quot;حماسquot; المقالة على إرسال أسماء المسجلين لدى حكومتها إلى سفارة المملكة العربية السعودية في مصر، بينما أرسلت حكومة رام الله بزعامة سلام فياض أسماء المسجلين للحج في الضفة إلى سفارة المملكة في عمان، وهو ما خلق تضاربا في الصلاحيات بين الحكومتين. وقد بذلت المملكة العربية السعودية جهودا كبيرة ونجحت في حل الإشكالية حيث أدّى الفلسطينيون سواء من الضفة أم غزة فريضة الحج في ذاك العام.