بيروت: عبر الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر عن امله في ان ينخرط الرئيس المنتخب باراك اوباما في عملية السلام في الشرق الاوسط حال تسلمه مهام منصبه الجديد الشهر المقبل. وقال كارتر، الذي امتدت فترة رئاسته بين عامي 1977 و1981، إن اوباما اخبره بأنه quot;سيشرع في بذل جهود في هذا المضمار في الايام الاولى لولايته.quot;

وقال كارتر في محاضرة القاها في الجامعة الاميركية ببيروت: quot;لقد عزلت الولايات المتحدة في السنوات الثماني المنصرمة نفسها عن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل. ولكني آمل في ان نشهد قريبا تحركا جديدا باتجاه تحقيق سلام شامل في هذه المنطقة.quot;

يذكر ان كارتر الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2002 لعب دورا اساسيا في التوصل الى اتفاقات كامب ديفيد التي ارست اسس السلام بين مصر واسرائيل عام 1979.

واتخذ كارتر موقفا معارضا للسياسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وقد اثار كتابه (فلسطين: سلام لا فصل عنصري) الذي اصدره عام 2006 غضب الحكومة الاسرائيلية آنذاك. كما وجهت له انتقادات قوية في وقت سابق من العام الجاري بسبب لقائه زعماء من حركة حماس التي يدرجها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة كمنظمة ارهابية.

وقال كارتر في محاضرته إنه لا يشك quot;بالجرأة السياسيةquot; التي يتمتع بها اوباما، ولكنه مضى للقول: quot;انا اعرف مدى الضغط السياسي الهائل الذي يتعرض له المسؤولون في بلادي بلا استثناء للامتثال لرغبات وسياسات الحكومة الاسرائيلية.quot;

يذكر ان العديد من العرب استبشروا لانتخاب اوباما في الشهر الماضي، معتبرين ان انتخابه سيضع حدا للسياسات التي اتبعتها ادارة الرئيس بوش في المنطقة. الا ان قيام اوباما بتعيين شخصيات موالية لاسرائيل في مناصب حساسة في ادارته الجديدة قد قلل من التفاؤل الذي شعر به هؤلاء مبدئيا.

الا ان كارتر قال إن اختيار اوباما للجنرال المتقاعد جيمس جونز مستشارا للامن القومي يعتبر علامة ايجابية بالرغم من تعيينه راهم ايمانيويل المقرب من اسرائيل مديرا لمكتبه.

اما فيما يخص وزيرة الخارجية المعينة هيلاري كلينتون، قال كارتر إنها quot;قريبة جدا من لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية (ايباك) اكبر جماعات الضغط الموالية لاسرائيل في الولايات المتحدة.quot;

ولكنه استطرد قائلا: quot;ولكني اعتقد ان جيمس جونز ملم الماما تاما بالاوضاع في فلسطين.quot;

ويقول دبلوماسيون إن جونز انتقد اسرائيل في تقرير اعده هذا العام تناول مدى التزامها والتزام الفلسطينيين بالتعهدات الامنية التي قطعها الجانبان على نفسيهما.