طلال سلامة من روما: يعترف المسؤولون السياسيون، قبل نظرائهم الاقتصاديين، أن الأزمة المالية العالمية أضحت خانقة على ايطاليا. فالحركة الاستهلاكية تنهار بالكامل، والبلاد دخلت مرحلة كساد حقيقي وليس تقني كما يحاول بعض الخبراء التمسك به للهرب من واقع سوداوي قد يواكب حكومة برلسكوني ربما لغاية العام 2013، أي نهاية مطافها التشريعي.

بعد المعارضة الشرسة، التي تلقاها برلسكوني من quot;فالتر فلترونيquot; زعيم المعارضة في الحزب الديموقراطي اليساري وquot;أنتونيو دي بياتروquot; زعيم حزب quot;قيم ايطالياquot; الذي تعرض نجله مؤخراً لتحقيقات قضائية قد تلطخ سمعة والده بالعار، يصطف quot;بيار فرديناندو كازينيquot;، زعيم حزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين من دون تردد مع ردود الفعل اليسارية. صحيح أن خطة برلسكوني القاضية بانتخاب رئيس الجمهورية المقبل مباشرة من الشعب لا تخلو من الإثارة والتحديث بيد أن برلسكوني عليه أولاً مكافحة الفقر المتفشي الذي جعل 5 في المئة من الأسر هنا غير قادرة على شراء المنتجات الغذائية، للعيش دون توسل.

ويبدو أن المعارضة سوية مع بيار فرديناندو كازيني، حليف برلسكوني السابق الذي شغل منصب رئيس البرلمان الإيطالي في ولاية برلسكوني الثالثة التي انتهت في عام 2006، ترتكز على قواعد جدلية منطقية لا يمكن لأحد رفع صوته عليها. فالموارد المالية لدعم الأطفال لغاية بلوغهم سن 18 عاماً كانت موجودة بالفعل. بيد أن حكومة برلسكوني قامت بهدر هذه الأموال عن طريق تمويل الثقب المالي في شركة quot;أليتالياquot; للطيران الوطني الذي سرعان ما تحول من مساعدات الى تبذير. علاوة على ذلك، قررت حكومة برلسكوني رفع الضرائب عن مالكي العقارات مما أثر على موازنات البلديات وشتى خدماتها التي كانت تستهدف الطبقة الفقيرة.

ويميل كازيني الى لعب دور الوساطة بين برلسكوني وفلتروني. فكل من يصف برلسكوني بأنه quot;الهتلر الجديدquot; غير مسؤول عن هذا التشبيه الجنوني. في الوقت ذاته، فان المعارضة ليست مؤلفة من فلتروني ودي بياترو فقط إنما من أشخاص معتدلين همهم الأول عرض نصائح متعقلة الى كل من يهمه الأمر. على صعيد ما يجري من أحداث سريعة في القلب اليساري، فان كازيني يؤمن بأن الإصلاحات في قطاع العدالة ستعرض علينا قريباً صلة الوصل الحقيقية بين فلتروني ودي بياترو.