غزة في مرمى النيران الإسرائيلية والقتلى 225

إيلاف، وكالات، عواصم: بدأ مجلس الامن الدولي مشاورات عاجلة لمناقشة طلب ليبي الوقف الفوري للغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة ردا على الصواريخ التي تطلقها حركة حماس. وقد بدأ ممثلو الاعضاء ال 15 في مجلس الامن مشاورات مغلقة سيقررون خلالها في البداية احتمال عقد اجتماع رسمي حول الغارات الاسرائيلية. وقدارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الجوية التي شنتها اسرائيل على غزة الى 228 قتيلا فلسطينيا و700 جريح، في هذه المحاولة لوقف اطلاق الصواريخ من هذه المنطقة التي تسيطر عليها حماس على الدولة العبرية. وبدأت عملية quot;الرصاص الصلبquot; عند الساعة 11,30 بالتوقيت المحلي (9:30 تغ).

وأفادت التقارير الواردة من غزة بأن الطيران الإسرائيلي يواصل قصفه للأهداف الرئيسية لحركة حماس، بينما أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء حشد الجيش لقواته البرية ومدرعاته بالقرب من الحدود مع القطاع حتى وقت متأخر من ليل أمس السبت وصباح اليوم الأحد. إلا أن مكتب المتحدث العسكري الإسرائيلي رفض التعليق على التقارير التي تحدثت عن حشد القوات على الحدود مع القطاع.

وادى هذا الهجوم الواسع النطاق الى مقتل 228 فلسطينيا معظمهم من افراد الشرطة التابعة لحماس، وجرح 700 آخرين بينهم 140 اصابتهم خطيرة، حسبما ذكر الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارىء. واوضح حسنين ان quot;عدد الشهداء في ازدياد نتيجة الغارات الاسرائيلية المستمرة واخلاء عدد من الشهداء من تحت انقاض المباني التى قصفت صباح اليومquot;.

ولم تشن اسرائيل هجوما بهذا الحجم على اراض فلسطينية من قبل. وقال مسؤول عسكري اسرائيلي ان سلاح الجو quot;لم يهاجم سوى اهداف عسكريةquot; ونجح في توجيه ضربة قاسية بمباغتته حماس. واضاف ان ذلك ليس سوى الفصل الاول من حملة quot;طويلةquot; لاجبار الحركة على وقف اطلاق الصواريخ.

وخلال دقائق، قصفت حوالى ستين طائرة اسرائيلية نحو خمسين موقعا للحركة الاسلامية وخصوصا مقر قيادة الشرطة في مدينة غزة ومعسكرات للتدريب. وبعد ذلك هاجمت طائرات مطلقي صواريخ. وبين القتلى قائد الشرطة المقالة اللواء توفيق جبر و120 من عناصر الشرطة على الاقل، حسبما ذكر ابو عبيدة نائب قائد الشرطة.واضاف ان الغارات ادت ايضا الى quot;استشهاد العقيد اسماعيل الجعبري مدير عام الامن والحماية في مدينة غزةquot; الذي وصفه بانه quot;قائد كبيرquot;. كما قتل قائد الشرطة في وسط قطاع غزة في الغارات.

ومساء أمس السبت، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جديدة اسفرت عن مقتل اثنين من ناشطي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس. وقال الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيين اطلقوا اكثر من سبعين قذيفة هاون من قطاع غزة على اسرائيل، ادت الى مقتل مدني وجرح اربعة آخرين.

من جهتها، اعلنت كتائب القسام التي توعدت اسرائيل quot;برد مزلزلquot; على القصف، مسؤوليتها عن اطلاق عدد من الصواريخ باتجاه عسقلان جنوب اسرائيل ودعت عناصرها الى الرد بكل قوة على هذا quot;العدو الغاصبquot;. وقالت القسام في بيان انها quot;قصفت مغتصبة (مستوطنة) نير اسحاق باربعة صواريخ قسام ومدينة المجدل بصاروخين ردا على المجزرة كما اطلق على الاقل عشرة صواريخ قسام على عدد من البلدات الاسرائيلية المجاورة لقطاع غزةquot;.

وكانت القسام اكدت ان quot;كل الخيارات مفتوحةquot; قبل ان تدعو عبر مكبرات الصوت في شوارع غزة quot;سكان سديروت والعدو الصهيوني في كل مكان الى تحضير الاكفان البيضاء لان ردنا قادم وبسرعةquot;.

واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من جهته ان العملية ستستمر طالما لزم الامر. وقال للصحافيين ان quot;العملية ستستمر وستتكثف طالما لزم الامرquot;، مؤكدا ان quot;الكفاح صعب وطويل لكن حان الوقت للتحرك والقتالquot;. وتابع الوزير الاسرائيلي quot;لسنا متحمسين لفكرة المواجهة، لكننا مستعدون لها. منذ اشهر ونحن نستعد لتوجيه ضربة قاسية لحماس حتى توقف هجماتها على المدنيين الاسرائيليينquot;.واكدت السلطات الاسرائيلية ان هذه الغارات quot;ليست الا بداية عملية تم شنها بعد قرار من الحكومة وقد تستغرق وقتاquot;.

من جهته، تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مساء السبت بالعمل على منع حدوث quot;ازمة انسانيةquot; في قطاع غزة، مؤكدا ان اسرائيل quot;لا تحارب الشعب الفلسطينيquot; بل حركة حماس.

واضاف رئيس الوزراء في كلمة الى الامة quot;تحدثنا الى قادة العالم لنوضح لهم جليا اننا اضطررنا الى التحرك لوقف الهجمات على مواطنينا وان اسرائيل ستبذل بالموازاة كل ما يسعها لتفادي حدوث ازمة انسانية في قطاع غزةquot;. واضاف ان اهداف العملية الجوية اختيرت بحيث quot;نتجنب سقوط ضحايا من المدنيينquot; معتبرا ان سلاح الجو عمد في الغارات الى quot;تقليص عدد الضحايا الابرياء الى الحد الادنىquot;.

واكد اولمرت ان الهدف هو quot;احداث تغيير جوهري في الوضع في جنوب اسرائيلquot; بحيث quot;يتخلص مئات الاف الاسرائيليين من خطر الصواريخquot;، متهما حركة حماس بالسعي الى التصعيد. ورد اسماعيل هنية رئيسس الوزراء الفلسطيني المقال والقيادي في حركة حماس قائلا ان الهجمات الاسرائيلية لن تجعل حركته تتراجع quot;حتى لو ابادت اسرائيل غزةquot;. واضاف quot;نقول للاحتلال لن نتنازل ولن نتراجع حتى لو ابدتم غزة ولن تتمكنوا لانها عصية على الكسرquot;، مؤكدا ان quot;هذه المجزرة البشعة لم توقف زخم المقاومة وسنواصل مسيرتنا في وجه الاحتلال المتغطرس وسياساته الماكرةquot;.

وكانت حماس دعت جناحها العسكري الى الرد على quot;العدوان الاسرائيلي بكافة اشكال المقاومةquot;، مؤكدة ان quot;كل العمليات يجب ان تستهدف كل صهيونيquot;. من جهته، دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الشعب الفلسطيني الى انتفاضة جديدة ضد اسرائيل والى مواصلة quot;العمليات الاستشهاديةquot;. وقال في حديث لقناة الجزيرة الفضائية quot;نريد انتفاضة عسكرية في وجه العدو والمقاومة ستستمر بالعلميات الاستشهاديةquot;، موضحا ان quot;كتائب القسام تعرف واجباتها في الرد على العدوانquot;.

وقد اكدت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة في بيان ان quot;هذه المجزرة ... لن تفت في عضدنا ولن تنال من عزيمتنا واصرار شعبنا على مواصلة برنامج الصمود وخيار المقاومةquot;، مشددة على quot;حق شعبنا وفصائل المقاومة بالدفاع عن شعبنا بكل الوسائل المتاحةquot;. واعلنت الحكومة المقالة الحداد العام لثلاثة ايام.

ودافعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني السبت عن الغارات الجوية معتبرة ان الخيار الوحيد المتاح امام اسرائيل ضد حماس هو الخيار العسكري. واتهمت الوزيرة الاسرائيلية حماس بانها تستغل quot;بوقاحةquot; المدنيين في الاراضي التي تسيطر عليها quot;لاسباب دعائيةquot;. وقالت انه quot;اذا اصيب مدنيون فالمسؤولية عن ذلك تقع على عاتق حماسquot;.

ودان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الهجوم معتبرا انه quot;عدوان جبانquot;. وعقدت الحكومة الفلسطينية اجتماعا طارئا السبت في رام الله وطالبت في بيان عقب الاجتماع وزراء الخارجية العرب ب quot;اتخاذ ما هو ضروري من خطوات لضمان وقف العدوان والوقوف مع شعبنا في محافظات قطاع غزةquot;.

ورأى البيت الابيض ان حماس تستطيع وقف اطلاق الصواريخ بينما حملت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس حماس مسؤولية هذا الهجوم. و اكدت رايس السبت في بيان quot;ادانتها الحازمةquot; للهجمات التي تشنها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على اسرائيل، وقالت انها quot;تحمل حماس المسؤولية عن انتهاك وقف اطلاق النارquot; في غزة. وقالت رايس ان quot;الولايات المتحدة تدين بقوة الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون ضد اسرائيل وتحمل حماس المسؤولية عن انتهاك وقف اطلاق النار وعن تجدد اعمال العنف في غزةquot;. واضافت رايس quot;يجب اعادة العمل بوقف اطلاق النار فوراquot;.

والغت الخارجية الاميركية صيغة سابقة للبيان واعتمدت بدلا منها صيغة مختلفة قليلا تعبر عن قلق واشنطن من اعمال العنف وتدعو الى quot;حماية حياة الابرياءquot;. واوضح البيان ان التهدئة التي استمرت ستة اشهر وانتهت في 19 كانون الاول/ديسمبر واعلنت حماس انها لن تجددها quot;يجب ان يعاد العمل بها فورا وان تحترم بشكل كاملquot;.

واكد ان الولايات المتحدة quot;تدعو كل الاطراف الى تلبية الاحتياجات الانسانية العاجلة للسكان الابرياء في قطاع غزةquot;. من جهته، قال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو من تكساس حيث يمضي الرئيس بوش اعياد نهاية السنة في مزرعته ان quot;هؤلاء (اعضاء حماس) ليسوا سوى مارقين واسرائيل تدافع عن شعبها من الارهابيين مثل حماسquot;. واضاف جوندرو امام الصحافيين quot;لو اوقفت حماس اطلاق الصواريخ لما احتاجت اسرائيل الى شن ضربات في غزةquot;.

واكد الناطق الرئاسي ان quot;الولايات المتحدة تحمل حماس مسؤولية خرق وقف اطلاق النار ونريد اعادة العمل بوقف اطلاق النار. نحن قلقون بشأن الوضع الانساني ونريد ان تتأكد كل الاطراف من ان سكان غزة يتلقون المساعدة الانسانية التي يحتاجون اليهاquot;. وبحث بوش هاتفيا السبت في الوضع في غزة مع رايس. كما ناقش الرئيس الاميركي عبر الدائرة المغلقة الوضع في غزة مع مستشاره لشؤون الامن القومي ستيف هادلي.

عربيا، قالت مصادر دبلوماسية عربية مسؤولة شاركت في اجتماع المندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة مساء السبت في القاهرة انه quot;تم الاتفاق على عقد قمة عربية طارئة في الدوحة الجمعة المقبل لبحث الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزةquot;، ولكن مصر تبدو متحفظة على عقدها.

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي مساء السبت ان وزير الخارجية احمد ابو الغيط اجرى اتصالات مع نظرائه العرب quot;استهدفت الاعداد للاجتماع الوزاري الطارىء (للجامعة العربية) ويتوقع ان ينظر هذا الاجتماع في المقترح الخاص بعقد قمة عربية طارئة وما اذا كان هناك حاجة لهاquot;.

وقالت المصادر الدبلوماسية ان اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب سيعقد في القاهرة الاربعاء المقبل لبحث الهجمات الاسرائيلية على غزة. ومن جهته، اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى امام الصحافيين ان اجتماع وزراء الخارجية سيعقد الاربعاء المقبل في القاهرة.

وفي ما يتعلق بالقمة، قال موسى ان quot;الموعد المقترح لها هو نهاية الاسبوعquot;. واضاف ان قطر وسوريا تقدمتا بطلب لعقد قمة عربية غير عادية quot;وسوف ننتظر وصول ردود الدول رسميا عليها لتحديد النصاب القانوني لانعقاد القمة وفور وصول الردود سنعمل لعقد القمةquot;. وكان هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة اكد ان قطر تقدمت بمذكرة رسمية الى الجامعة العربية تطلب فيها quot;عقد قمة عربية طارئة في الدوحة الجمعة المقبلquot;.

وصرح السفير الفلسطيني في القاهرة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية للصحافيين بان quot;هناك اجماعا عربيا على عقد قمة عربية طارئةquot;، مضيفا ان الجامعة العربية ستجري مشاورات لتحديد زمانها ومكانها. من جهته، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم لقناة الجزيرة الفضائية ان دعوة بلاده لعقد القمة تستهدف quot;اتخاذ موقف عربي موحد لمساعدة اخواننا ضد الحصار الذي نتجت عنه كل هذه التبعاتquot;.

واعتبر بن جاسم انه بصرف النظر عن الجدل الدائر حول ما اذا كانت حماس تبدأ باطلاق الصواريخ واسرائيل ترد عليها ام العكس فان جوهر المشكلة هو ان quot;الفلسطينيين (في قطاع غزة) تحت الحصار منذ اكثر عامquot; متسائلا quot;ماذا يراد منهمquot; وهم في هذا الوضع. واضاف quot;نحتاج الى وقف فوريquot; للهجمات الاسرائيلية على غزة وquot;الى العمل على فك الحصارquot;.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت قطر ستدعو حماس للمشاركة في اجتماعات القمة اذا ما عقدت في الدوحة، قال quot;لم نناقش هذا بعد وكل شيء مطروح ومن المهم جدا للرد على العمل الاسرائيلي ان تكون هناك وحدة عربية ووحدة فلسطينيةquot;. واضاف ان quot;اجتماع الفلسطينيين جميعا (ممثلو السلطة وحماس) تحت مظلة واحدة قد يكون المحرك للقضية الفلسطينية اذا كان هناك دعم وتوحد عربي خلف هذا الاتفاق الفلسطينيquot;.

من جانبه طالب الملك عبدالله الثاني إسرائيل بوقف كل العمليات العسكرية ضد القطاع وإنهاء المعاناة الكارثية الذي خلقها العدوان والحصار على الأبرياء وحذر من أن العنف لن يؤدي إلا الى تفاقم ألازمة ولن تجلب السلام لإسرائيل. كما وجه الحكومة إلى اتخاذ كل الخطوات اللازمة والممكنة لإسناد الأشقاء في غزة وتقديم مساعدات إنسانية وطبيبة. ورجحت مصادر دبلوماسية انه quot;من المتوقع وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العاصمة الأردنية في وقت متأخر من الليلة (السبت).