يديعوت: الجيش أكمل استعداداته وينتظر الأمر
صحف إسرائيل تتحدث عن الهجوم البري المحتمل ضد غزة

خلف خلف من رام الله: ركزت الصحف العبرية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء على سيناريوهات توسيع الهجوم الجوي ضد قطاع غزة ليشمل دخول قوات إسرائيلية برية معززة بفرق المظليين والدبابات. يأتي هذا في وقت صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت بأن العملية العسكرية في قطاع غزة على أشدّها ويجري تنفيذ المرحلة الأولى من بين عدة مراحل صادق عليها المجلس الوزاري. وتحت عنوان quot;القوات البرية تنتظر الأمرquot; كتبت صحيفة يديعوت تقول: quot;استكمل الجيش الإسرائيلي حشد القوات البرية حول قطاع غزة وهو مستعد للدخول إليه حسب الأمرquot;.

وتبين الصحيفة أنه في مناطق التوغل في قطاع غزة توجد قوات من لولاء جولاني، وفرق المظليين، وقوة من المدرعات، كما نصبت في الوقت ذات قوة من المدفعية، والتي أوقف استخدامها خلال الشهور الماضية بفعل ضغوط داخلية إسرائيل، كون قنابلها مدمرة وغير دقيقة، إذ سقط العديد من الفلسطينيين الابراء بنيران المدفعية التي كانت تستخدم لقصف مناطق محددة في القطاع.

وتنقل يديعوت عن أحد الجنود الإسرائيليين من فرقة المظليين الذين يستعدون لدخول غزة، قوله: quot;quot;الصواريخ تطير هنا من فوق الرؤوس، ونحن فقط ننتظر الأمر. على مدى أشهر استعدينا وتدربنا لليوم الذي نضطر فيه إلى مقاتلة حماس. لا احد منا مسرور من الحرب التي تجري هنا، ولكن كل واحد منا يفهم بان الوضع في الجنوب لا يمكنه أن يستمر وانه يجب الوصول إلى لحظة يكون فيها بوسع السكان هنا العيش بهدوءquot;.

وتسلط الصحيفة في تقريرها الضوء على الجدل الحاصل في إسرائيل حول تنفيذ الهجوم البري، وتشير إلى أن المعضلة التي تقف أمام الجيش الإسرائيلي، تتمحور في السؤال الآتي (هل ينطلق الجيش في عملية برية واسعة، أم يتم الاكتفاء بالتدمير الذي لحق حماس. ولكن من التوجهين أصوات تدعمه. إذ يقول مصدر عسكري إسرائيلي كبير: quot;من هنا نحن لا يمكننا إلا أن ننزلquot;، بينما على الجهة الأخرى، ينقل عن محافل إسرائيلية معارضة للحملة البرية قولها: quot;صور مجنزرات أو دبابات تصاب بصواريخ مضادة للدبابات هي صور لا داعي لهاquot;.

وبالمقابل يدعي المؤيدون للحملة البرية بان فضائلها عديدة وتتضمن ضربا حقيقا في مناطق إطلاق الصواريخ، في البنى التحتية وفي الأنفاق. وفضلا عن ذلك فإنها ستشدد الإصابة للمقاومين الفلسطينيين وتجبي ثمنا باهظًا جدًا، وعمق المناورة سيؤثر على حماس بشكل كبير. وحسب تلك المحافل، فان الأثر الذي في الحملة الجوية حقق هدفه، وعمليا توجد خطوة النار في مرحلة متقدمة، ولن يكون ممكنا استعادة انجاز الضربة الأولية.

وتبين التقارير المتدفقة في وسائل الإعلام العبرية أن الجيش الإسرائيلي يدرك تمامًا أن قدرات حماس تضررت بشكل كبير، ولكن الحركة لم تعلن الاستسلام بعد. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حماس تعيش صدمة حالياً بفعل ضربات الجيش القوية التي تلقتها خلال الأيام الثلاثة الماضية، وتعتقد تل أبيب أن الحركة تحاول الانتعاش والتركيز على مهام الدفاع والتحضير للتصدي لأي هجوم بري إسرائيلي.

وبحسب صحيفة يديعوت فإنهم quot;في الجيش (الإسرائيلي) يقولون أنها (حماس) تلقت ضربة تعد سابقة، ولكن أساس قوة الذراع العسكري لم يصب بأذى، وكمية الصواريخ التي في حوزتها لا تزال كبيرة وذات مغزى، بما في ذلك الصواريخ لمدى 40كمquot;.

ومن ناحيتها، توضح صحيفة quot;هآرتسquot; أن الحملة الإسرائيلية التي يطلق عليها أسم quot;الرصاص المتدفقquot;، شارفت على الانتهاء وإسرائيل تبحث عن مخرج سياسي مناسب. ولكن الصحيفة تعود وتشدد على أن احتمالية تنفيذ حملة برية ضد القطاع ممكنة بهدف تشديد الخناق والضغط على حركة quot;حماسquot; ودفعها لقبول الاملاءات الإسرائيلية.

أما صحيفة معاريف، المعروفة بتوجهاتها اليمنية، فكتبت تحت عنوان quot;العائق البريquot; تشير إلى أنه إذا ما وعندما تدخل القوات البرية للجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة، فإنها ستجد أمامها منظمة عسكرية مسلحة وجاهزة للمواجهة.

وبحسب الصحيفة فإنه في سياق بدأ قبل خمس سنوات ونال الزخم بعد فك الارتباط أصبح الذراع العسكري لحماس جسما عسكريا مرتبا خزن السلاح، زرع العبوات وضرب المقاتلين الذين ينتظرون المعركة مع الجيش الإسرائيلي.

وتتطرق الصحيفة إلى أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة quot;حماسquot;، وتقول: quot;الرجل الذي وقع أكثر من أي شخص آخر على تحويل حماس إلى جيش هو احمد الجعبري، الذي يعتبر اليوم قائد الذراع العسكري. وتسهب معاريف في الحديث عن مشاركات الجعبري في تدريب مجموعات القسام. وتقول: quot;وقد بدأ الجعبري عملية تحويل الخلايا الإرهابية الصغيرة إلى وحدات عسكرية مرتبة: شمال القطاع تحت قيادة احمد غندور، مدينة غزة بقيادة رائد سعد، وسط القطاع بقيادة أيمن نوفل (معتقل الآن في مصر)، خانيونس بقيادة محمد سنوار وجنوب القطاع بقيادة محمد أبو شمالة. بالتوازي مع الكتائب تعمل قوة بحرية تضم 200 نشيطا وقوة تنفيذية لزرع العبوات، إطلاق الصواريخ وجمع المعلومات، تعد مئات النشطاء.

وتردف الصحيفة الإسرائيلية: quot;جيش حماس، الذي يعد حسب التقدير نحو 20 ألف مقاتل، يعمل اليوم حسب سلسلة قيادية مرتبة نسبيا. في السنوات الأخيرة، كاستخلاص للدرس من الاشتباكات مع جنود الجيش الإسرائيلي تعلمت المنظمة كيفية استخدام القوات المساعدة مثل مطلقي قذائف الهاون للتغطية على القوات المقاتلةquot;.

quot;من أجل الوصول إلى مستوى عملياتي جيد، أقامت حماس أكاديمية عسكرية وقواعد تدريب في كل إرجاء القطاع. وبزعم مصادر فلسطينية، فان حماس بعثت بجزء من رجالها إلى دورات تدريب في إيران، فعاد هؤلاء إلى القطاع لنقل ما تعلموه إلى باقي نشطاء المنظمةquot;، تقول معاريف.

وتتابع: quot;في السنوات الأخيرة وفي النصف سنة الماضية بقوة اكبر، هربت حماس إلى قطاع غزة كميات هائلة من الوسائل القتالية. إلى جانب البنادق، المسدسات، بنادق القنص والذخيرة نجحت المنظمة في أن تهرب وسائل أكثر تطورا كالصواريخ المضادة للدبابات من طراز كونكورس، رشاشات ثقيلة تستخدم لإطلاق النار على الطائرات وكميات كبيرة من المواد المتفجرة ذات المواصفات الرسميةquot;.

في أثناء التهدئة، تقول مصادر أمنية فلسطينية، أعدت حماس المنطقة لحملة برية من الجيش الإسرائيلي. رجال المنظمة حفروا الأنفاق المتفجرة، زرعوا العبوات الناسفة الكبيرة في محاور السير واجروا تدريبات على القتال في منطقة مبنية. وإضافة إلى ذلك، تحسنت بشكل جوهري قوة الخلايا المضادة للدبابات لدى المنظمة وبنيت خنادق تحت أرضية تستخدم كمخازن للوسائل القتالية، القيادات ومواقع إطلاق النار، الرقابة وإطلاق الصواريخ. ولا تزال بانتظار قوات الجيش الإسرائيلي منازل مفخخة، أنفاق طعم مفخخة، وانتحاريين.

ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي روى قبل بضعة أشهر بأن احد لا يستخف بقدرات حماس. وقال الضابط: quot;في السنة الأخيرة تعنى حماس كل القوت بزرع العبوات على طول القطاع. بعضها في حفر عميقة ما أن تمر عليها دبابة حتى تنفجر. كما توجد حفر لاختباء المخربين. نحن نتوقع شبكة قناصين مدربة مع معدات نوعية. ما يوجد لحزب الله في لبنان هرب إلى غزة أيضا. نحن جاهزون لكل شيء، ونعرف كيف نتصدى لهذه القدراتquot;.