يبحث حرية الصحافة والبث الإلكتروني والمعايير الأخلاقية للإعلام
إسطنبول تستضيف مؤتمر الإعلام والصحافة العراقية التركمانية

شكران قياجي
أسامة مهدي من لندن: تستضيف مدينة اسطنبول التركية على مدى ثلاثة أيام اعمال المؤتمر الثاني للاعلام والصحافة التركمانية في العراق بمشاركة اعلاميين عراقيين وعرب من داخل العراق وخارجه لمناقشة مواضيع تتعلق بحرية الصحافة والمعايير الاخلاقية للاعلام وأساليب نقل وصياغة الخبر العام في البث الاذاعي والتلفزيوني .

أهداف المؤتمر والمشاركون فيه
وابلغ عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاعلامي شكران قياجي في اتصال هاتفي مع quot; ايلاف quot; ان المؤتمر سيبدأ اعماله في اسطنبول يوم الجمعة الرابع عشر من الشهر الحالي لمدة ثلاثة ايام تحت عنوان quot; نحو اعلام تركماني معاصر quot; . واضاف ان المؤتمر يهدف الى الارتقاء بالاعلام التركماني وتطويره للدفاع عن القضية العادلة للعراق عموما والتركمان خصوصا ووحدة الخطاب التركماني ضمن الاطر القومية والوطنية وخلق اعلام حر ونزيه لا يقوم على اساس المنافع الشخصية والحزبية الضيقة . واشار الى انه ستتخل الموتمر ندوات ومحاضرات مختلفة ضمن مجال الاعلام والتقنيات المتاحة لنقل الخبر وتغطيته واتاحة الفرصة للاعلاميين التركمان في داخل البلاد وخارجها لتبادل الخبرات واساليب التعاون فيما بينهم quot; وبين ابرز الاعلامين من اخواننا العرب ضمن النخبة الوطنية quot; .

وعن المشاركين في المؤتمر قال قياجي ان اكثر من 70 شخصية اعلامية عربية وعراقية يشكل الاعلاميون التركمان من داخل العراق اكثر من نصفهم موزعين بحسب التوزيع الجغرافي من مدن تلعفر والموصل واربيل وكركوك وديالى اضافة الى العاصمة بغداد وهم رؤساء تحرير صحف ومجلات او عاملين في مجال الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ومن جميع التوجهات السياسية قومية كانت او اسلامية . واوضح ان شخصيات اعلامية بارزة ضمن النخبة الوطنية من شتى انحاء العالم ستشارك في اعمال المؤتمر كذلك .. وقال quot; كان من المؤمل مشاركة بعض الشخصيات الاجنبية الداعمة للوحدة الوطنية لكن الظروف الشخصية لبعضهم حالت دون مشاركتهمquot; .

وعن اسباب عدم عقد المؤتمر في العراق اشار الاعلامي التركماني الى ان الهدف دائما انعقاد الموتمر في داخل البلاد لكن الظروف الامنية التي يمر بها العراق عموما والمناطق التي تقطنها اغلبية تركمانية لا تتوفر فيها ابسط انواع الحماية الامنية وخصوصا التركمان الفئة التي لا تملك اية مليشيا او قوة عسكرية كما أن اختيار مدينة اسطنبول قد جاء نظرا لزخمها الاعلامي وكون الوصول اليها ميسرا لمن هم في الشتات.

علاقة المؤتمر بالقوى السياسية التركمانية
وحول علاقة المؤتمر بالقوى السياسية التركمانية وهل هي الراعية له قال ان هيئة الصحافة التركمانية المنبثقة عن الموتمر الاول هي التي تنظم المؤتمر المنتظر .. موضحا انها منظمة مستقلة لا ترتبط باية جهة سياسية وتمويلها ذاتي من اعضائها او من دعم ومساهمات شخصيات او منظمات المجتمع المدني . واشار الى انه قد دعيت الى المؤتمر شخصيات سياسية تركمانية من توجهات مختلفة حيث سيشارك في الموتمر اعضاء من مجلس النواب العراقي والكتلة التركمانية في مجلس محافظة كركوك ومختلف المنظمات السياسية والفكرية كما دعي لها الكثير من الاعلاميين العراقيين ومن مختلف الدول العربية والاجنبية.

واضاف ان المؤتمر الاول للاعلام والصحافة التركمانية كان قد انعقد بأسطنبول في تموز (يوليو) عام 2006 وكان من اهم نتاجاته ميثاق الشرف الصحفي التركماني الذي وقع عليه اكثر من 20 جهة اعلامية كما انبثقت عن المؤتمر هيئة الصحافة التركمانية التي انتخب البرفسور صبحي ساعاتجي امينا عاما لها.

وعما اذا كان قد تم الالتزام بالميثاق وفيما اذا ستجري تعديلات عليه خلال المؤتمر المقبل اكد قياجي عدم حدوث حدوث أي خرق واضح للميثاق من قبل الموقعين عليه مما يدل على حسن صياغته وحرص الموقعين عليه الالتزام ببنوده .. وقال quot; لكن هذا لا يمنع من اضافة او تعديل مواده وهناك توجه لزيادة اعضاء السكرتارية العليا للصحافة التركمانية العراقيةquot;.

وردا على سؤال عما اذا كان اداء الاعلام التركماني مرضيا على صعيد خدمة قضية التركمان في العراق والمطلوب منه ليحقق هذا الهدف قال الاعلامي التركماني quot;لا يخفى على المطلع على مجريات الاحداث والتاريخ الحديث للعراق ما يعانيه التركمان العنصر الاساسي الثالث في الطيف العراقي فقد مورست مختلف اساليب الاستبعاد والتهميش ضدهم في العهدين الملكي والجمهوري بغض النظر عمن كان يدير دفة الحكم فبعد ان كان التركمان قد نشروا اول صحيفة في العراق وهي quot;زوراءquot; التي تحتفل فيها الصحافة العراقية لحد الان بيوم تاسيسها لم يرتق الاعلام التركماني الى المستوى الذي يليق به بسبب تلك السياسات وحتى وصل في العقدين الماضيين الى درجة التلاشي ولم يبق منه سوى القلة القليلة التي لم تخرج من الدائرة الضيقة التي رسمتها لهم الحكومات السابقةquot;. واضاف لكنه بعد عام 2003 والظروف التي احدثتها وجد الاعلامي التركماني منفذا له للعودة والظهور في الساحة العراقية والعالمية quot;فنرى اليوم العديد من الصحف المحلية والمواقع الالكترونية التركمانية اضافة الى قناة تلفزة فضائية واخرى محلية كما اعطت الاحزاب السياسية اهتماما اكثر لاعلامها بعد ان ايقنت مدى قوة هذا السلاح quot;. واشار الى ان quot;هذا لايعني ان الاعلام التركماني بخير ويسر لا بل العكس فهو بحاجة الى فترة طويلة ودعم مادي ومعنوي اضافة الى كوادر متخصصة وادارة جيدة للارتقاء بها ومؤتمرنا هذا احدى هذه المحاولات للرقي بهquot; .

الموضوعات التي سيناقشها المؤتمر
وعن جدول اعمال المؤتمر قال قياجي ان جلسة الافتتاح ستشهد كلمات ضيوف المؤتمر .. ثم تجري مناقشة موضوع quot;الصحافة المقروءة التركمانية ومشاكلهاquot; .. وورقة عمل عن quot;حرية الصحافة، المعايير الأخلاقية والحيادquot; .. وكذلك quot;ملاحظات حول الإعلام التركماني المرئي والمسموعquot; .. اضافة الى ورقة عمل عن quot;أساليب نقل وصياغة الخبر العام في البث الاذاعي والتلفزيونيquot; . وفي اليوم الثاني للمؤتمر وهو السبت فستتم مناقشة quot;الأدب والإعلامquot; .. وورقة عمل حول quot;تأثير الأدب في الإعلامquot; .. ومحاضرة بعنوان quot;تركمان العراق على مشارف العالم الجديدquot; .. وquot;المواقع الالكترونية التركمانية ومشاكلهاquot; .. وquot;الإعلام في شبكة الانترنيتquot; .. اضافة الى ورقة عمل عن quot;الاستخدام الأمثل للفضاء الالكتروني وأهميته الخبريةquot; .. ثم quot;لغة الحوار و مشاكل أسلوب الكتابةquot; .. وورقة عمل عن quot;التكامل اللغوي والفكريquot; .

وخلال اليوم الاخير للمؤتمر وهو الاحد فسستم مناقشة quot;التواصل الحضاري ومبادؤه في خدمة الخطاب العالميquot; .. وورقة عمل حول quot;الخطاب الإعلامي ومقترحات تحسين الأداءquot; .. كما سيتم بعد ذلك انتخاب المجلس الأعلى للصحافة التركمانية العراقية .. ومناقشة البيان الختامي للمؤتمر .. ثم عقد مؤتمر صحفي لتلاوة هذا البيان .

ميثاق الشرف الاعلامي التركماني
ويشير ميثاق الشرف الصحفي التركماني العراقي الى ان أسرة صحفيي تركمان العراق أسرة واحدة، تستمد وجودها من ارتباطها بضمير الشعب التركماني العراقي، وتكتسب شرعيتها من ولائها للحقيقة، وتمسكها بالقيم القومية التركمانية والوطنية العراقية ومبادئ الأخلاق السامية للمجتمع الإسلامي . ويؤكد على ان الصحافة مسؤولية اجتماعية ورسالة إنسانية، يجب على القائمين عليها الالتزام بالموضوعية والدقة المهنية العالية. والصحافة في مجملها سلطة ممنوحة من قبل الجمهور للصحفيين، وهذه السلطة يجب أن تستمد شرعيتها من الثقة التي سيحرص هؤلاء الصحفيون طوال الوقت على إدامتها بينهم وبين الجمهور. وبما أن الهدف الرئيسي من النشاط الصحفي هو رفد المجتمع بالمعلومات وتمكينه من إصدار الأحكام حول القضايا الراهنة، لذا فأن الصحفيين الذين يسيئون استخدام هذه السلطة الممنوحة لهم لدوافع أنانية أو لأغراض غير جديرة يكونون قد خانوا الثقة الممنوحة لهم ويفقدون بذلك شرعية السلطة الصحفية.

واكد الميثاق التزام الموقعين عليه بتجنب التصرفات غير اللائقة، أو إظهار المادة الصحفية بمظهر غير لائق .. وعليهم أيضا تجنب أي تضارب في المصلحة العامة أو ما يدل على هذا التضارب. وعليهم ألا يسعوا وراء أي نشاط قد يؤثر أو يبدو أنه يؤثر في كرامتهم وأمانتهم.

ويشير الى إن الحصول على ثقة القارئ هو أساس الصحافة الجيدة، ويجب بذل كل جهد ممكن لضمان أن يكون المحتوى الإخباري للصحيفة دقيقا وخاليا عن أي انحياز، وأن يكون في نطاق الموضوع، وأن يغطي النص جميع الجوانب وتنشرها بعدالة. و يجب أن تتمسك المقالات والتحليلات والتعليقات أيضا بنفس مبادئ الدقة في التعرض للحقائق مثلما تفعل النصوص الإخبارية. أما الأخطاء التي تصدر بغير قصد فيجب تصحيحها فورا وفي مكان بارز. ويقول ان الممارسة السليمة للعمل الصحفي تتطلب أن يكون هناك فصل واضح أمام القارئ بين ما تقدمه الصحيفة كأخبار ونصوص على ذمة ناقليها أو كاتبيها، وبين رأي الصحيفة. فالمقالات التي تحتوي على آراء وتفسيرات شخصية يجب أن يتعرف عليها القارئ بوضوح في صفحة الرأي.

وعن كتابة النصوص الخبرية يشدد الميثاق على انه يجب على الصحفيين أن يحترموا حقوق الأشخاص الذين لهم علاقة بالأخبار، وأن يراعوا المعايير المشتركة للأمانة والشرف، وأن يكونوا مسئولين أمام الجمهور عن عدالة تقاريرهم الإخبارية ودقتها. كما أن الأشخاص الذين يتم اتهامهم علنا يجب إعطاءهم حق الرد في أقرب فرصة. كما أن العهود التي يقدمها الصحفي بالحفاظ على سرية مصادر أخباره لا بد من الوفاء بها مهما كان الثمن.
ويشير الميثاق الى ان هذه المبادئ الهدف منها حماية وتقوية رابطة الثقة والاحترام بين الصحفيين التركمان وبين قراء الصحافة التركمانية وهي رابطة تعتبر أساسية لبقاء الثقة المتبادلة بين الطرفين.

وشدد الميثاق على التزام الموقعين عليه بالمحافظة على سرية مصادر المعلومات والالتزام بالتحقق من صحة المعلومات والأخبار قبل نشرها والتقيد بمبادئ الشرف والاستقامة والنزاهة ومباديء النظام العام والأخلاق .. واحترام القيم الدينية باعتبارها أساسا للتراث الحضاري والفكري .. والدفاع عن قضايا الحرية وتعميق ممارسة الديمقراطية وتأييد حق الإنسان في المشاركة إيجابيا في الأمور التي تهمه بصورة مباشرة أو غير مباشرة .. والعمل على تأكيد الوحدة الوطنية وصيانتها لتكون أساسا لقوة المجتمع وتطوره. كما ينص على التأكيد على التاريخ المشترك والحاضر والمستقبل لمختلف فئات الشعب العراقي ومساندة حقوق المواطنين والابتعاد عن التمييز العنصري والطائفي .. وعدم استغلال المهنة أو الموقع للحصول على مكاسب شخصية بدون وجه حق وتجنب عبارات السب والقدح والتجريح الشخصي والالتزام بالمسؤولية الوطنية دون شطط أو ابتذال أو تسفيه .. وتأكيد سيادة القانون ومساندة العدالة فيما يتصدى له القضاء والابتعاد عن الإثارة في نشر الجرائم والفضائح وعدم نشر التقارير والمقالات والصور المنافية للأخلاق والآداب العامة واحترام سمعة الأسر والعائلات والأفراد والأمور الحياتية الخاصة بالمواطنين .. اضافة الى تجنيب الأمانة العامة أية خلافات أو مهاترات بين الأسرة الصحفية والحفاظ على كيان الأمانة والأسرة الصحفية التركمانية لخدمة رسالة الصحافة والعاملين فيها والاحتكام إلى بنود ميثاق الشرف الصحفي وقرارات الأمانة العامة للميثاق في كل ما يتصل بالمسائل الصحفية.

ويحظر الميثاق على الصحفي مخالفة القوانين والأنظمة المعمول بها في البلد الذي يمارس فيه الصحفي نشاطاته، وكذلك مخالفة التعليمات الخاصة بميثاق الشرف الصحفي التركماني .. والقيام بأي عمل أو تصرف يتنافى مع أخلاقيات المهنة أو يسيء إلى العمل الصحفي التركماني أو إلى المنتسبين إليه .. والخروج على قواعد اللياقة وتقاليد المهنة في التعامل مع زملائه أو مع الآخرين، أو تجريح أعضاء الأسرة الصحفية دون حق أدبي أو مادي تقره القوانين والأنظمة أو تقاليد المهنة .. وقبول أية هبات أو تبرعات أو مساعدات أخرى مهما كان نوعها أو صورتها إلا إذا كانت غير مشروطة ولخدمة الأهداف التركمانية والوطنية العامة .. ومخالفة وعرقلة تطبيق بنود ميثاق الشرف الصحفي التركماني .. واستغلال الكلمة المكتوبة أو المرسومة استغلالا خاصا لمنفعة شخصية ضارة بالغير .. اضافة الى حظر إثارة غرائز القراء بأية وسيلة من وسائل الإثارة وتضليل الجمهور بالمعلومات غير الصحيحة وتصوير الوقائع تصويرا غير أمين. واستغلال وسائل النشر للوشاية والتشهير .. او نشر البيانات والمعلومات المغلوطة وتجاهل تصحيحها فور الإطلاع على الحقيقة.

ونص الميثاق على تشكيل أمانة عامة متابعة للتقيد بمبادئ والتزامات الميثاق تكون جهة مستقلة غير تابعة لأي حزب أو تشكيل سياسي وتتكون من أمين عام وعضوين .