أسامة العيسة من القدس: لم يشأ راتناسيري فيكرامنايكا رئيس وزراء سريلانكا، الذي زار اسرائيل والاراضي الفلسطينية، ان يزعج مضيفيه من الاسرائيليين والفلسطينيين، فاسمعهم ما يرغبون سماعه، ففي اسرائيل تحدث عن ما اسماه الارهاب، وفي الاراضي الفلسطينية تحدث عن الجدار العازل.

وبدات زيارة فيكرامنايكا، امس لاسرائيل، والتقى نظيره الاسرائيلي إيهود أولمرت، وخلال اللقاء وصف رئيس وزراء سريلانكا كيفية مواجهة بلاده منذ عدة عقود لمما اسماها مشكلة إرهاب خطير يؤثر على مجرى الحياة اليومية والاقتصاد الوطني. ورد عليه اولمرت ناصحا ومؤكدا quot;أنه لا يجوز تقديم التنازلات للإرهاب أو الرضوخ له بل يجب محاربته بلا هوادةquot;، ووافقه الضيف السريلانكي.

وبعد هذه النصيحة، أطلع اولمرت ضيفه على ما اسماه قلق إسرائيل من سعي إيران للحصول على السلاح النووي، معتبرًا إيران رمزًا عالميًا للتشدد quot;مما يحتم على المجتمع الدولي رص صفوفه والتصدي للاتجاهات الخطيرة التي تقودها إيرانquot;. وشكر رئيس وزراء سريلانكا في ختام الاجتماع أولمرت على الدعم الذي كانت إسرائيل قد قدمته لبلاده بعد فقدان حياة نحو 40 ألفًا من مواطنيها في كارثة أمواج المد البحري العملاقة (التسونامي) التي اجتاحت سواحل جنوب شرق آسيا.

واليوم بدا فيكرامنايكا، زيارة الاراضي الفلسطينية من مدينة بيت لحم، ووقف ممثل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، ينتظره خارج الحاجز العسكري الاسرائيلي الفاصل بين مدينتي بيت لحم والقدس، ومن هناك انطلق موكب فيكرامنايكا الى وسط المدينة لزيارة كنيسة المهد.

وبدا فيكرامنايكا، متاثرا بالجدار المحيط ببيت لحم، والحواجز العسكرية الاسرائيلية التي فتحت لاجله، وراى في اعين مضيفيه الفلسطينيين طلبا لموقف منه، فتشجع، ماخوذا بالاجواء الروحية في كنيسة المهد، وقال بان الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في محيط المدن الفلسطينية غير ضروري، وان الشعوب والدول تنفتح على بعضها البعض في ظل النظام العالمي الجديد، ولا تبني جدرانا، لتفصل ما بينها.

وعندما وصل رام الله، استقبلته السلطة الفلسطينية بحرارة، وزار شارعا فيها يحمل اسم الرئيس السريلانكي ماهيندا راجباكسه القريب من مكتب تمثيل هذا البلد في مدينة رام الله، وغرس عددًا من الأشجار بجانب الشارع.والتقى مع نظيره الفلسطيني الدكتور سلام فياض، وسط اجواء احتفائية، بعد استقبال رسمي، سار فيه الاثنان على البساط الاحمر.

واكد فيكرامنايكا، على دعم بلاده للقضية الفلسطينية، في حين اشار فياض الى أن سريلانكا كانت من أولى الدول التي فتحت ممثلة لمنظمة التحرير الفلسطينية على أرضيها عام 1976، وأنها افتتحت ممثلتيها في فلسطين منذ ستة شهور. والتقى فيكرامنايكا، رئيس السلطة محمود عباس، الذي كان اكثر كرما من اولمرت فأقام له مأدبة غداء.