تمثل تحديًا للصحف المحلية الناطقة بالإنكليزية
فايننشال تايمز تطبع في ابوظبي نسخة للشرق الأوسط
تاج الدين عبد الحق من أبو ظبي:
يُنتظر أن يعلن يوم غد الثلاثاء عن إطلاق طبعة لجريدة الفايننشال تايمز البريطانية من ابوظبي في خطوة تعزز المكانة الاقتصادية لإمارة ابوظبي كأكثر المناطق جاذبية، من حيث الإستثمار وإطلاق مبادرات الشراكة. وعلى الرغم من التكتم الذي يحيط بهذه الخطوة، إلا أنها تمثل ايضًا تحديًا للصحف المحلية الناطقة بالانكليزية والتي كان آخرها صحيفة ذا ناشونال والتي صدرت عن شركة ابوظبي للاعلام التي تصدر عنها ايضًا جريدة الاتحاد وتمتلك قناة ابوظبي التلفزيونية .

وعلى الرغم من أن الصحف العربية لا تنظر الى فايننشال تايمز كتحد لها، إلا انها تخشى ان يكون اصدار صحيفة اجنبية في الامارات مقدمة لإصدار طبعات اماراتية لصحف عربية . وهناك عدد من الصحف العربية التي تطبع في المنطقة الحرة الاعلامية بدبي، إلا انها الطبعات نفسهاالتي تصدر في الخارج، ولا توجد فيها صفحات خاصة بالامارات. وكانت صحيفة الحياة اللندنية قد حاولت اصدار طبعة اماراتية، إلا ان المشروع ما لبث ان توقف بعد اعتراض السلطات المسؤولة التي قالت ان اصدار طبعة اماراتية يحتاج الى ترخيص مستقل عن تصريح الطباعة .

ويتولى المجلس الوطني للاعلام منح التراخيص الخاصة بتأسيس المؤسسات الاعلامية الجديدة . وعلى الرغم من أن هناك نوعًا من التساهل في منح المجلات المتخصصة تراخيص لاصدار طبعات لها في الامارات، إلا ان المجلس لا يمنح تراخيص مماثلة للصحف اليومية السياسية، بل إن هناك نوعًا من التشدد في منح تراخيص لإصدار صحف اماراتية جديدة والتي تصدر فيها 5 صحف يومية عربية وعدد مماثل من الصحف الانكليزية.
وسيرافق الإعلان عن طبع جريدة فايننشال تايمز في الامارات تنظيم ندوة متخصصة بعنوان quot; التوسع الاقتصادي في دول الخليج، ومكانته في الاقتصاد العالمي، وسيتحدث في الندوة كلٌّ من الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية وخلدون خليفة المبارك، المدير التنفيذي لشركة مبادلة للتنمية وحسين النويس، نائب رئيس شركة ابوظبي للصناعة الأساسية وجيمس هوجان، الرئيس التنفيذي لطيران الاتحاد ولوكا مونتزمولو، رئيس مجلس فيراري.
ولا يعرف ما اذا كانت اطرافًا اماراتية ستتولى توظيف استثمارات في الطبعة الاماراتية . لكن المرجح ان تكون هناك صيغة للشراكة المالية بين الطرفين، خاصةأن الطبعة الاماراتية ستكون لها حصة اعلانية معتبرة في ضوء توجه ابوظبي للظهور كلاعب اقتصادي عالمي.

واطلاق طبعة اماراتية للفايننشال تايمز ليس هو المشروع الوحيد الذي تستقدم فيه تجربة عالمية الى البيت الاماراتي فقد تم التعاقد على فتح متحفين عالميين في ابوظبي هما متحف اللوفر وجوجينهام بالاضافة الى فتح فروع لجامعات عالمية من ابرزها جامعة السوربون التي بدأت بالفعل العمل في العاصمة الاماراتية .
ولن تكون هناك رقابة على الطبعة الاماراتية من الفايننشال تايمز ، لكن اذا تضمن عدد من الاعداد ما يمكن ان يسيء الى الامارات او موروثها الديني او الثقافي، فإن العدد الذي يتضمن مثل هذه المواد سيعامل معاملة اي جريدة او مجلة يتم استيرادها من الخارج .