عصام المجالي من عمّان: قال مسؤول أردني إن الأردن يشهد حاليًا إهتمامًا متزايدًا بالمشاريع الصغيرة والميكروية التي تعد من أفضل الطرق للحد من مشكلتي الفقر والبطالة، خاصة أن هذه المشاريع توظف 60 في المئة من القوى العاملة. ويحظى هذا القطاع باهتمام ورعاية خاصة من قبل الملكة رانيا العبد الله نظرًا لأثره الايجابي في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأفراد القادرين على العمل والإنتاج وخاصةً من النساء. كما قدمت الحكومة الأردنية الدعم لقطاع التمويل الميكروي منذ مرحلة التأسيس إيمانًا بالدور الايجابي الذي يقوم به في تمكين الأفراد من الوصول إلى الخدمات المالية وللمساهمة في تحسين ظروفهم المعيشية وخلق فرص عمل لهم.

وتخطط الحكومة الأردنية لدعم مؤسسات الإقراض الميكروي لتوسيع خدماتهم الاقراضية لتصل إلى المناطق النائية وتنويع منتجاتهم بهدف خدمة أكبر عدد ممكن من الشرائح الاجتماعية المستهدفة بمصادر التمويل الميكروي، وذلك ضمن الجهود الحكومية الرامية إلى تطوير ودعم هذا القطاع الهام والذي يحظى باهتمام ورعاية خاصة من قبل جلالة الملكة رانيا العبد الله في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للفئات الأقل حظًا القادرين على العمل والإنتاج.

وتشير أرقام دائرة الإحصاءات العامة حول التعداد الصناعي بأن ما يقارب93 في المئة من المنشآت الأردنية يعمل بها أقل من 5 أشخاص و88 في المئة منها مؤسسات فردية و54 في المئة منها دخلها السنوي أقل من 5 آلاف دينار.

وقال علي الغزاوي مدير عام صندوق التنمية والتشغيل أن ما يزيد على 17 مؤسسة متخصصة في التمويل الصغير والميكروي منها ست مؤسسات متخصصة بالإقراض تعمل في الأردن حاليًا، إضافة إلى مشروع تمويل المشاريع الصغيرة في مؤسسة الإقراض الزراعي. وقدمت هذه المؤسسات خلال مسيرتها الاقراضية 225.5 مليون دينار، ومولت أكثر من 154 ألف مشروع لتوفر أكثر من 65 ألف فرصة عمل.

ويرى الغزاوي في حديث لـ quot;إيلافquot; أن هذه المشاريع تتميز بكفاءتها في استخدام الموارد الأولية والخدمات المتاحة وتساهم بشكل فاعل في رفع الناتج المحلي الإجمالي حيث تشكل 50في المئة منه.

وأشار على قدرة هذه المشاريع على إنتاج سلع وخدمات قابلة للتصدير وبديلة للمستوردة وخلق قيمة مضافة في السلع والخدمات والتكامل مع المشاريع الكبيرة وتتميز بكفاءتها في استخدام الموارد الأولية والخامات المتاحة، كما تشكل بيئة مناسبة للابتكار والإبداع وتتيح المجال للشباب الطموح لتحقيق التشغيل الذاتي. ويسيطر قطاع الخدمات على النصيب الكبر من قطاع التمويل الميكروي والصغير وبنسبة تزيد عن 71في المئة من إجمالي قيمة التمويل، و755 من إجمالي عدد المشاريع.

وأوضح الغزاوي ان 63 ألف امرأة استفدن من خدمات مؤسسات التمويل الصغير والميكروي أو ما يعادل 70 في المئة من إجمالي العملاء في هذا القطاع، حيث تساهم هذه القروض بشكل ايجابي في تمكين المرأة الأردنية من تحسين المستوى المعيشي لأسرتها وتوفير فرص عمل موسمية ودائمة لها آخذين بعين الاعتبار ان معظم هذه المشاريع منزلية، خاصة وان نسبة البطالة لدى النساء تبلغ 25في المئة وهي ضعف النسبة لدى الرجال مما يستدعي المزيد من التمويل للنساء ليصبح هذا القطاع البديل الرئيس للنساء.

ويؤكد مدير عام صندوق التنمية والتشغيل إن أهم التحديات التي تواجه قطاع المشاريع الصغيرة في الأردن هي الفجوة التمويلية التي تبلغ 39 مليون دينار والوصول إلى الفئات المستهدفة والتنسيق بين مؤسسات القطاع الخاص والعام وبناء القدرة المؤسسية للقطاع التطوعي والأهلي والحاجة إلى مزيد من المؤسسات المتخصصة في تقديم الخدمات المساندة لهذا القطاع.

ومن الجدير بالذكر أن هنالك 37 مؤسسة عربية تمويلية مسجلة في MIXMarket عدد عملائها 1.6 مليون ومحفظتها الائتمانية بلغت 649 مليون دولار.