هل ستكون دمشق مركز المصالحة!؟
زيارة الرئيس الفلسطيني لسوريا .. عيون تترقب الأمل المفقود

نجلاء عبد ربه من غزة:
يلقي وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأحد إلى العاصمة السورية دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، بظلاله نحو عودة الأمور لما كانت عليه بين الفلسطينيين، نحو مصالحة وطنية بين حركة فتح ومعها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس التي سيطرت على غزة عسكرياً، قتل خلالها 350 مواطن غزي وبترت أقدام أكثر من 700 آخرين. ويتطلع الفلسطينيون لزيارة الرئيس محمود عباس لسوريا ببالغ الأمل، خاصة وأن القيادة السياسية لحركة حماس تقيم هناك في دمشق، وذهب البعض إلى تمني عقد لقاء ثلاثي يجمع الرئيسين بشار الأسد ومحمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسية لحركة حماس.
ويعول الفلسطينيون على سوريا التي تحتضن مشعل وطاقم مكتبه، بأن تسعى جاهداً هذه المرة لمصالحة فلسطينية- فلسطينية تنطلق من دمشق. ويقول الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مازن حمدونة لإيلاف إن القيادة السورية تستطيع أن تؤثر بشكل قوي جدا على حركة حماس.
ويضيف حمدونة quot; أتوقع أن لا تتوج زيارة الرئيس أبو مازن بلقاء مع خالد مشعلquot;. وحسب ما قال فإن quot;النفوس ليست جاهزة للمصالحة، وحماس لا زالت متمسكة بكافة شروطها للمصالحةquot;، وتساءل كيف يمكن أن يتصالح المرء مع الآخر في الوقت الذي يخونه ويحتل مكان إقامته!؟.
وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدمشق التي ترأس دورة القمة العربية هذا العام، بعد مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس عباس و بدون أي شروط، تنفيذاً للاتفاقية اليمنية كما صدرت. فيما استبق الرئيس السوري تلك الزيارة بعقد اجتماع مع قادة حركة حماس في دمشق برئاسة خالد مشعل ، الذي عرض 9 شروط لعودة الحوار الفلسطيني- الفلسطيني.
وأستبق الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة التكهنات حول لقاء عباس مشعل، قائلا quot; أبو مازن لن يلتقي أيا من قادة حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى خلال زيارته إلى سوريا.. ليس هنالك أي ترتيب لأي لقاء سواء مع قادة حماس أو غيرهاquot;. وهو ما أكده إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس بأن quot;لا ترتيب لأي لقاء بين الرئيس عباس وقيادة حركته في دمشقquot;.
وكانت حركة حماس صعدت من لهجتها الإعلامية في الفترة الأخيرة خاصة بعد لقاء الأسد ndash; مشعل، وذلك خلاف ما كان من المقرر والصادر عن الحركة بتهيئة الأجواء للحوار الوطني، والامتناع عن التحريض الإعلامي، تكرست بتحويل المنتدى الرئاسي بغزة إلى مركزاً للشرطة التابعة لحركة حماس.
وإنتقدت حماس السلطة الفلسطينية في رام الله، واعتبرتها أنها تسعى لاستئناف المفاوضات مع تل أبيب على حساب البدء في حواري وطني فلسطيني ينهي حالة الانقسام القائمة حاليا.وأعتبر إسماعيل رضوان الناطق باسم quot;حماسquot;، إن التحرك نحو استئناف المفاوضات بين السلطة وتل أبيب، يحمل في طياته quot;دعوات مريبة ضد مشاريع المصالحة الوطنية. وقال وquot;هذا يفسر كذلك عدم تحرك خطوات الحوار الوطني حتى اللحظة بشكل عملي، وذلك لان سلطة رام الله تصر على التعلق بأوهام المفاوضات العبثيةquot;.
من ناحيتها إعتبرت حركة الجهاد الإسلامي على لسان القيادي فيها نافذ عزام، أن ما يحزن الفلسطينيين اليوم أن الحوار quot;تأخر وان ترجمة دعوة الرئيس أبو مازن نفسه للحوار بدون شروط واستجابة الإخوة في حماس في حينه لهذه الدعوة تأخرت، ولم يشرع حتى الآن بخطوات عملية لجلوس الفلسطينيين معا ومحاولة ترتيب أوضاعهم.

وأضاف القيادي عزام quot; أن هذا الأمر يجب أن يكون ملحاً علينا جميعاquot;، مشيراً إلى أن شعبنا الفلسطيني لا يجد أي أعذار أو مبررات لتأخر الحوار ومحاولة الخروج من متاهة الصراع الداخلي.
ويعلق محللون سياسيون لإيلاف على قدرة الرئيس بشار الأسد في لعب دور مهم على صعيد القضية الفلسطينية، وجمع الفرقاء وتطبيق قرار القمة العربية الأخير الذي تبناه الإجماع العربي، بخصوص المبادرة اليمنية. وذهب بعضهم بالقول quot;قد يتم لقاء في اللحظة الأخيرة من زيارة أبو مازن دمشق مع خالد مشعل، حتى وإن لم يخرج اللقاء لكونه لقاء فقطquot;.