لندن، وكالات: تطرقت الصحافة البريطانية إلى خبر محاكمة سائق أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة سليم أحمد حمدان. الا ان التغطية المفصلة لهذا الحدث انفردت بها صحيفة الغارديان التي، وبالاضافة الى المحاكمة نفسها، نشرت سيرة لحمدان حررها مارك تران بالاشتراك مع اليزابيت ستيوارت، كما نشرت قطعة صغيرة تحت عنوان: quot;خليج غوانتانامو: كيف تعمل المحاكم؟quot;.

وفي هذا التوضيح، تقول الينا شور مراسلة الصحيفة في واشنطن ان quot;في محاكمات غوانتانامو ما لا يمكن مشاهدته في المحاكم الواقعة على الاراضي الاميركية، فمثلا خلال محاكمة حمدان، تم عرض شريط فيديو يقارن تنظيم القاعدة بالنظام النازي، كما ان تقديم ادلة من قبل طرف ثالث تقبل به المحكمة دون جدل، وذلك بالاضافة الى التحقيقات التي تتميز بالعنفquot;.

وتضيف المراسلة انه خلال محاكمات غوانتانامو quot;يعتبر المشتبه به مذنبا حتى ثبوت العكس وهو ما يتناقض مع المبدأ القضائي المعروف بقرينة البراءة، وذلك بالاضافة الى اخفاء الادلة عن محامي الدفاعquot;. ولكنها تختم بالقول ان افظع ما في غوانتانامو هو quot;ضرب عرض الحائط بمبدأ مدة الاعتقال بحيث يحق للجيش الامريكي اعتقال من لم توجه اليه الاتهامات وذلك دون مدة محددةquot;.

ويعتبر الحكم الذي صدر بحق حمدان الاول من نوعه الذي تصدره المحكمة المنعقدة في سجن غوانتانامو. وقرر المحلفون ان حمدان مذنب في خمس من القضايا الثماني التي ادين بها، الا ان الهيئة وجدته غير مذنب بتهمة التآمر والنية في المشاركة في قتل أميريين، وهي تهم تعتبر اكثر خطورة من تلك التي ادين بها. ويواجه حمدان اليمني الاصل والبالغ من العمر 40 عاما عقوبة السجن المؤبد.

وعبر البيت الابيض عن سروره بهذه الادانة، مؤكدا إن حمدان تلقى محاكمة عادلة، الا ان جماعات حقوق الانسان وصفت الحكم بأنه يفتقر الى العدالة. وقد اعتبرت ستاسي سيلفان التي راقبت المحاكمة ممثلة عن منظمة هيومان رايتس ووتش اعتبرت ادانة حمدان بانها حتمية.

وقد أصدر البيت الأبيض بيانا رحب فيه بالحكم بادانة السائق السابق لأسامة بن لادن قائلا إنه نال quot;محاكمة عادلةquot;. واضاف البيان إن الحكومة قدمت لائحة الاتهامات ضده وتحملت مسؤولية اثبات أنه مذنب دون أي مجال للشك. وقد اتيحت لحمدان الفرصة للتقدم بدفاعه ضد ما وجه إليه من اتهامات. لكن المحكمة العسكرية أدانت حمدان لتقديمه دعما ماديا للإرهاب.

ومضى البيان قائلا quot;إن نظام القضاء العسكري هو نظام عادل ومناسب لمحاكمة المحتجزين المتهمين بارتكاب جرائم ضد الولايات المتحدة أو ضد المصالح الأميركية. ونحن نتطلع إلى دفع قضايا أخرى إلى المحاكمة.

وكان قد تم القبض على حمدان، وهو مواطن يمني، في أفغانستان عام 2001. وتقول مراسلة بي بي سي كيم غطاس التي حضرت الجلسة إنه بدا هادئا لدى البدء بالنطق بقرار الحكم، الا انه سرعان ما اجهش بالبكاء. وقد استغرقت مداولات لجنة المحلفين ثماني ساعات على مدار ثلاثة أيام.

وكان الادعاء قال إن حمدان لعب دورا quot;حيوياquot; في المؤامرة المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر/ ايلول 2001 إلا أن محامي الدفاع قالوا إنه كان مجرد موظف صغير. ويقول آدم بروكس مراسل بي بي سي في واشنطن إن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش سوف يسعى إلى استخدام القرار الذي توصلت إليه المحاكمة الأولى الكاملة من نوعها كدليل على فعالية النظام المعمول به في معتقل غونتنامو.