اسلام اباد: رفض الائتلاف الحكومي الباكستاني الخميس نداء المصالحة الوطنية الذي وجهه الرئيس الباكستاني برويز مشرف الاربعاء بمناسبة يوم الاستقلال وتعهد الائتلاف بتوجيه تهم للرئيس بهدف الاطاحة به من منصبه اذا لم يقدم استقالته.

وفي خطاب القاه عشية الذكرى ال61 لاستقلال باكستان نقله التلفزيون على الهواء مباشرة، قال مشرف انه سيتبنى quot;طريق المصالحة من اجل اعادة البلاد الى الاستقرارquot;.

واضاف quot;لا يمكننا ان نحارب الارهاب الا من خلال مناخ استقرار واقتصاد قوي. يجب ان نضع خلافاتنا جانبا والعمل من اجل جعل باكستان بلدا قوياquot;.

وفي اول تصريح له بعد قرار الائتلاف الحكومي دعوة البرلمان لتبني مذكرة لاقالة رئيس الدولة، قال مشرف ان الامر يتعلق بquot;مؤامرةquot; بهدف اضعاف البلاد.

الا ان نواز شريف الذي اطاح به مشرف في انقلاب عسكري في 1999 ويتزعم الان ثاني اكبر حزب سياسي في الائتلاف الحاكم، قال انه يجب على الرئيس الاستقالة.

وصرح امام حشد في مدينة لاهور الشرقية في اشارة الى تلميحات بتوجه مشرف الى المنفى لتفادي توجيه تهم جنائية له quot;لا يوجد ممر امن امامه الانquot;.

واضاف quot;انه يريد ممرا امنا بعد ان انتهك القانون. انه يريد ممرا امنا بعد انتهاك الدستور. ويريد ممرا امنا بعد المساومة على سيادتناquot;.

من ناحية اخرى دعا رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني الى تبني quot;سياسة مصالحةquot; -- الا انه اوضح ان ذلك لا ينطبق على مشرف.

وقال جيلاني في كلمة عقب مراسم رفع العلم التقليدية في اسلام اباد ان quot;فترة الاضطهاد انتهت الى الابد. واصبحت الدكتاتورية شيئا من الماضيquot;.

وقال حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو والذي يعتبر اقوى حزب في الائتلاف الحاكم، ان العمل على توجيه التهم الى مشرف بهدف عزله قد شارف على الاكتمال.

وصرح فرحة الله بابار المتحدث باسم الحزب quot;يسرني ان اعلن في يوم الاستقلال ان عملية توجيه التهم بهدف الاقالة ستتواصل الخميس.

ويحتاج الائتلاف الى اغلبية الثلثين في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ للاطاحة بمشرف، الا انه يمارس الضغط على الرئيس للاستقالة قبل بدء عملية توجيه الاتهام بهدف الاقالة.

ونقلت الصحف المحلية عن الحزب قوله ان عملية توجيه التهم بهدف الاقالة ستبدأ الاثنين.

ووافق ثلاثة من برلمانات الولايات الباكستانية هذا الاسبوع على تصويت بعدم الثقة بمشرف كما من المتوقع ان يفعل مجلس رابع الشيء ذاته الجمعة.

ومع ارتفاع حالة عدم الاستقرار بسبب هذه المسالة، اسفر اعتداء انتحاري عن سقوط ثمانية قتلى في لاهور (شرق) في وقت متاخر من ليلة الاربعاء وانفجار قنبلة استهدف حافلة عسكرية عن مقتل 13 شخصا في بشاور شمال غرب البلاد في اعتداء تبنته حركة طالبان الباكستانية.

وذكر مسؤولون انه من المرجح ان يكون الهجوم انتقاما من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني في مناطق القبائل المضطربة المحاذية لافغانستان والتي قتل فيها اكثر من 180 شخصا في الاسبوع الماضي.

وتواصل الخميس القتال في منطقة باجور القبائلية لمطاردة فلول القاعدة وطالبان، وتتعرض اسلام اباد لضغوط شديدة لوقف المسلحين من شن هجمات في افغانستان.

كما تواجه باكستان مشاكل اقتصادية من بينها ارتفاع التضخم بنسبة قياسية وازدياد البطالة ونقص الكهرباء الشديد وانخفاض السوق المالي.