سراييفو:
يرى بعض المراقبين للتطورات الراهنة في صربيا وكوسوفو أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ومسؤول ملف توسع الإتحاد الأوروبي أولي رين الى بلغراد جاءت ضمن خطة اوروبية تهدف الى تليين موقف بلغراد من اعلان استقلال كوسوفو.

وذكرت مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في زغرب اندريا فيدلمان في تصريح بالهاتف أن الاتحاد الاوروبي الذي تترأسه فرنسا في دورته الحالية طالب بلغراد بابداء مرونة اكثر في موقفها تجاه حقيقة اعلان استقلال كوسوفو على اعتبار ان موقفها الحالي لن يفضي الى نتائج ايجابية لمساعي انضمامها الى الاتحاد الاوروبي.

واكدت فيدلمان أن الاتحاد الاوروبي لا يود مساومة صربيا باعترافها باستقلال كوسوفو مقابل انضمامها للاتحاد الاوروبي الا انه لا يرغب في ضم صربيا اليه في ظل جو التوتر الذي تخلقه بسبب تدخلاتها المستمرة في دولة كوسوفو الجديدة بصرف النظر عن عدم اعتراف صربيا باستقلال كوسوفو. وقالت فيدلمان ان حقيقة استقلال كوسوفو لم تعد موقع تساؤل لدى دول الاتحاد الاوروبي لذا فان موقف صربيا في التعنت ضد استقلال كوسوفو لن يؤثر في حقيقة الامر على موقف الاتحاد مشيرة الى ان بلغراد قد بدأت تدرك ان امر استعادة كوسوفو لسيادتها لم يعد مطلبا واقعيا.

واستدلت فيدلمان على ذلك بأن قرار صربيا باعادة سفرائها الى عواصم الدول التي اعترفت باستقلال كوسوفو والتي كانت قد سحبتهم احتجاجا على ذلك الاعتراف قد جاء بسبب ادراك الساسة الصرب ان استقلال كوسوفو حقيقة حتمية يصعب تغييرها بالرغم من الدعم الروسي لموقف بلغراد باعادة ملف استقلال كوسوفو الى طاولة المفاوضات.

ورات فيدلمان ان سعي بلغراد المحموم للانضمام الى الاتحاد الاوروبي قد يساهم في تقارب موقفها من موقف الاتحاد الاوروبي الرامي الى تعزيز الامن والاستقرار في كوسوفو وذلك من خلال انجاح خطة السكرتير العام للامم المتحدة لتوسيع سلطات الحكومة المحلية في كوسوفو.