نيروبي: ادت موجة من عمليات الاختطاف التى قام بها القراصنة قبالة ساحل الصومال الى نشر قوة بحرية من عدة أطراف متحالفة للقيام بدوريات فى اخطر مياه فى العالم.

وقد نشرت سفينة حربية لاقتفاء اثر السفن المفقودة فى حين تناشد الحكومة الانتقالية الصومالية الامم المتحدة للتدخل العاجل لوقف عمليات الاختطاف التى تزداد سوءا قبالة الساحل الصومالى.

جاءت هذه المناشدة عقب الاستيلاء على سفينة بضائع المانية تبحر تحت علم باربودا وانتيغوا فى خليج عدن أمس، ليصل بذلك عدد السفن المختطفة فى المنطقة الى اربع سفن فى غضون 48 ساعة فقط.

وذكرت البحرية الاميركية ان سفنا حربية وطائرات تابعة للتحالف الغربى ستقوم بدوريات لتعزيز الامن فى خليج عدن بعد ان قام القراصنة باختطاف سفينة المانية قبالة ساحل الصومال، وهو سادس اختطاف من نوعه هذا الشهر.

وتقل السفينة تسعة من افراد الطاقم ولكن لم تعرف جنسياتهم بعد.

ولكن المسؤول البحرى بالمنطقة اندرو موانجورا صرح أمس بأن الرهائن الـ 13 فى السفينة الالمانية فلبينيون وروس وسلوفاكى يعمل ربانا للسفينة.

وقال الليفتنانت ستفان موردوك المتحدث باسم الاسطول الخامس الاميركى quot;إن الهدف هو مواجهة نشاط زعزعة الاستقرار وردعه فى المنطقةquot;.

وأضاف quot;ان هذا يأتى فى اطار خطة تهدف الى مساعدة الامن الاقليمى فى المنطقة. انها منطقة نراقبها عن كثبquot;.

تعد سفينة البضائع المملوكة لالمانيا احدث سفينة تتعرض لهجوم أمس عقب الاستيلاء على سفن ايرانية ويابانية وماليزية أول أمس.

اصبح القراصنة اكثر جرأة فى الشهور الاخيرة ويبحرون بعمق اكبر فى المياه الدولية لمهاجمة السفن التجارية وناقلات النفط واليخوت الخاصة وحتى سفن الرحلات.

ويستخدم المهاجمون القوارب السريعة للوصول ويسلحون انفسهم بقنابل يدوية مدفوعة بالصواريخ واسلحة آلية.

وذكر موردوك ان دوريات التحالف ستقودها كندا ولكنه لم يقدم تفاصيل عن عدد السفن المشاركة أو مواقعها بالضبط لاسباب امنية.

وقال موردوك ان الهدف هو quot;السماح للبحارة الصغار بعبور منطقة السيطرة بدون مشكلاتquot;.

وذكر quot;هناك قرصنة ولكن هناك ايضا تهريب للمخدرات وتهريب للبشرquot;. وعادة ما يطلق سراح السفن عقب دفع الفدية، وهى ممارسة يقول خبراء الشحن إنها ستشجع على وقوع المزيد من الهجمات.

يعد الخط الساحلى للدولة الواقعة فى القرن الافريقى احد اخطر مناطق المياه فى العالم بسبب القرصنة.

وذكر مكتب البحرية الدولية ان عدد الهجمات التى تعرضت لها السفن تزايد بمقدار يتجاوز ثلاثة اضعاف العام الماضى ليصل الى 31 هجوما، مقارنة بعشرة هجمات فى العام السابق له.

ونصحت الوكالة جميع السفن بالابتعاد لمسافة لا تقل عن 200 ميل بحرى عن الساحل الصومالى.

وذكر رئيس مركز الابلاغ عن القرصنة فى غرفة التجارة الدولية نويل تشونغ انه لا يوجد سبيل سهل للخروج من هذه القرصنة، وأضاف انها الوسيلة السهلة امام القراصنة وامراء الحرب لكسب المال.

وقال تشونغ quot;إن هناك تحقيقا يجرى حاليا لمعرفة ما اذا كانت مجموعة مختلفة من القراصنة ارتكبت هذا العمل الخطيرquot;.

كما تتصاعد المخاوف من ان تزداد القرصنة سوءا. وطلب مكتب الابلاغ عن القرصنة فى المكتب من قوات بحرية التحالف بقيادة الولايات المتحدة المساعدة فى وقف هذا التهديد.

وذكر تشونغ ان الهجمات الاخيرة وقعت فى أوقات متقاربة ولكن لم يتمكن من ذكر ما اذا كانت نفس المجموعة تتحمل المسؤولية وما اذا كانت هناك مجموعة مختلفة من القراصنة، وأضاف quot;لا يمكننا التحدث عن ذلك حتى يتم اجراء تحقيق. ولقد ارسلنا تحذيرا عاجلا لجميع السفن التى تبحر عبر خليج عدنquot;.

وقال تشونغ quot;إن جميع الهجمات وقعت بالقرب من نفس المنطقة، ولكننا لا نعرف ما اذا كانت نفس المجموعة ام مجموعات مختلفة من القراصنة قامت بتنفيذهاquot;.

وذكر ان الاستيلاء على السفينة الالمانية جاء بعد ساعات من الهجمات التى تعرضت لها ناقلة يابانية وحاملة بضائع ايرانية.

وذكرت شركة ((ام اى اس سى))، وهى اكبر مالك لناقلات الغاز الطبيعى المسال، أمس ان احدى سفنها المحملة بزيت النخيل اختطفت يوم 19 اغسطس.

وفى الاسبوع الماضى تم الاستيلاء على سفينة مملوكة لشركة تروسن التايلاندية وكانت تحمل خشبا رقائقيا، فى حين اختطف مسلحون صوماليون سفينة نيجيرية يطلق عليها اسم ((يناجوا اوشن)) يوم 9 اغسطس.

تقع الصومال عند مدخل خليج عدن الذى يؤدى الى البحر الاحمر وقناة السويس التى يبلغ طولها 166 كم وهى احدى أهم قنوات الشحن فى العالم.

انزلقت البلاد فى اقتتال طائفى بين امراء الحرب ولم يكن لها إدارة مركزية عاملة منذ الاطاحة فى عام 1991 بالدكتاتور السابق محمد سياد برى.

وذكرت مؤسسة اى بى ام، التى تراقب جرائم الشحن، انه فى ابريل تم تسجيل 49 هجوما للقراصنة على سفن فى الشهور الثلاثة الاولى من عام 2008 مقارنة بـ 41 خلال نفس الفترة من العام الماضى.

وسجلت المؤسسة 263 هجوما للقراصنة العام الماضى بزيادة عن 239 هجوما فى العام السابق له، وهى أول زيادة خلال ثلاث سنوات.