الخرطوم : قال زعماء للمتمردين إن القوات السودانية هاجمت مخيما للنازحين في دارفور يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل 27 وإصابة العشرات. وظل مخيم كلمة في جنوب دارفور - الذي يأوي نحو 90 ألف شخص فروا من ديارهم خلال خمس سنوات من القتال - مركزا للاضطرابات.

وتتهم الحكومة أنصار المتمردين المسلحين باللجوء الى مخيم كلمة في حين يتهم سكان المخيم ميليشيات مدعومة من الحكومة بشن سلسلة من الهجمات على المخيم.

وقال يحيى البشير المتحدث باسم فصيل لجيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور والمقيم في لندن ان القوات دخلت المخيم لمحاولة اخلائه من السكان.

وأضاف ان هذه رسالة تحد للمجتمع الدولي ودعا قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي الى أن تؤدي مهمتهما وتدافع عن النازحين.

وتواجه القوة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المنتشرة في منطقة غرب السودان معوقات شديدة بسبب نقص المعدات والجنود.

وينفي الرئيس السوداني عمر حسن البشير اتهامات بأن قواته مسؤولة عن مذابح جماعية في دارفور وتقول دول عربية وافريقية ان الخطوة التي تدرسها المحكمة الجنائية بتوجيه اتهامات للبشير من الممكن أن تعيق جهود السلام.

وقال زعماء فصيلين للمتمردين لرويترز ان جنودا في نحو مئة سيارة حاصروا مخيم كلمة الساعة الخامسة صباحا (0200 بتوقيت جرينتش) يوم الاثنين ثم فتحوا النار.

وقال ابكر سليمان وهو زعيم قبلي بارز داخل المخيم الساعة العاشرة صباحا انه داخل مخيم كلمة وما زال هناك اطلاق رصاص الان كما أن هناك اطلاقا مكثفا للنيران. وأضاف أنهم جاءوا الى المخيم وقتلوا الناس وهناك منازل تحترق.

وكان قد قال في وقت سابق ان ما يصل الى 18 شخصا قتلوا وان هناك عددا غير معروف من الجرحى.

وقال أحمد عبد الشفيع زعيم فصيل اخر من جيش تحرير السودان انه تأكد مقتل 27 في ما قال انه هجوم من القوات المسلحة السودانية ولكن مصدرا من الامم المتحدة تحدث عن تقارير غير مؤكدة بشأن تورط عناصر مسلحة من الشرطة السودانية.

وأضاف عبد الشفيع ان النازحين يقاومون مشيرا الى أنه يتوقع خسائر في الارواح. وقال ان حكومة السودان تريد هدم مخيم كلمة وتريد اجبار الناس على الرحيل.

وقال كمال سيكي المتحدث باسم قوة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة ان هناك تقارير غير مؤكدة عن أن هناك تبادلا لاطلاق النار بين سكان كلمة والسلطات الحكومية التي حاولت القيام بعملية تفتيش في المخيم الواقع قرب نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وذكر مسؤول اخر في القوة المشتركة أن الشرطة السودانية أبرزت لقوات حفظ السلام أمرا بالتفتيش يجيز لها دخول مخيم كلمة للبحث الاسلحة وعن quot;شخصيات محتملة مطلوب القبض عليهاquot;. وبذلت السلطات في الماضي محاولات غير ناجحة لنزع أسلحة سكان مخيم كلمة.

وأضاف المسؤول أن ضباطا من القوة المشتركة في طريقهم الى المخيم لاعداد تقرير كامل.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من أي مسؤول من القوات المسلحة السودانية.

ويصل جبريل باسولي الوسيط الجديد المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور الى الخرطوم يوم الاثنين لتولي مهام منصبه.

ويقول خبراء دوليون ان أكثر من 2.5 مليون من أبناء دارفور نزحوا من ديارهم ولجأوا الى مخيمات مثل كلمة بسبب خمس سنوات من القتال أسفرت عن مقتل 200 ألف. ويتهم السودان وسائل الاعلام الغربية بالمبالغة في حجم الصراع ويقول ان عدد القتلى عشرة الاف فقط.