الأحزاب الكردية تتظاهر اليوم ضد نشر قوات الجيش بدل البيشمركة
دراسة : تراجع ثقة العراقيين بالأحزاب الدينية لصالح العلمانية
أسامة مهدي من لندن:
أكدت دراسة ميدانية عراقية للرأي تراجع ثقة المواطنين بالأحزاب الدينية لصالح العلمانية والوطنية وتأكيدهم على عدم الرغبة في المشاركة بإنتخابات مجالس المحافظات المنتظرة... بينما أكدت الأحزاب الكردية العراقية رفضها لنشر قوات الجيش في مدينة خانقين المتنازع عليها بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد بدلاً من قوات البيشمركة الكردية، وقالت إنها ستقاوم ذلك سلميًا وتنظم تظاهرات معارضة له اليوم.

فقد أظهرت دراسة أكاديمية عراقية quot;عدم ثقةquot; الناخبين العراقيين بمسؤولي الحكومة المركزية أو الحكومات المحلية جراء عجزها عن حل المشاكل اليومية للمواطنين، وأكدت أن quot;هناك تراجعًا للأحزاب الدينية أمام الأحزاب العلمانية والوطنيةquot;. جاء ذلك نتيجة استطلاع للرأي اجراه مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية وهو أحد مؤسسات المجتمع المدني حول العملية السياسية والانتخابات على مئات الأشخاص من مختلف الفئات العمرية للبالغين وما تحقق من مكتسبات للناخب العراقي ومدى تأييد الناخبين للأحزاب الدينية التي حظيت سابقًا بأغلبية الأصوات في مجلس النواب ومجالس المحافظات المحلية.

معروف أن الائتلاف العراقي الموحد الذي يضم احزابًا وقوى شيعية يشكل حاليًا أكبر الكتل السياسية في مجلس النواب حاليا وله 83 مقعدا من أصل 275 من مجموع مقاعد المجلس ويقود تكتلات اخرى في قيادة السلطة منذ ثلاثة اعوام وتولى رئاستي الحكومتين العراقيتين منذ عام 2005 اثنين من قياديي حزب الدعوة الاسلامية احد مكونات الائتلاف هما ابراهيم الجعفري سابقًا ونوري المالكي حاليًا.

وأكد مدير المركز الدكتور أحمد باهض تقي أن quot;هناك عدم ثقة من قبل الناخبين تجاه السياسيين في الحكومة المركزية والحكومات المحليةquot;. وأشار إلى ان نتائج هذه الدراسة التي ستعلن بالأرقام خلال الأيام القليلة المقبلة أظهرت استياء المواطنين من عجز الحكومات المركزية والمحلية عن حل مشاكل المواطنين اليومية ما دفع أكثرهم إلى اتخاذ موقف سلبي إزاء الانتخابات . يذكر ان مسؤولاً في المفوضية العليا للانتخابات العراقية أعلنفي الأول من أمس، أن المواطنين يقاطعون عمليات تحديث سجلات الناخبين التي تقوم بها حاليا حيث لم يراجعها لحد الان سوى ما نسبته 1% من مجموع عدد الناخبين البالغ 17 مليون نسمة الامر الذي اضطرها الى تمديد فترة استقبال المراجعين لمرتين تنتهي الخميس المقبل.

ووصف الدكتور تقي استياء المواطنين هذا في تصريح لوكالة quot;نيوزماتيكquot; بأنه quot;انتكاسةquot; حيث أبدى كثير ممن شملتهم الدراسة عدم الرغبة بالمشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة. وحذر في الوقت نفسه من أن quot;هذا الموقف قد يؤدي إلى وصول أشخاص ليسوا أكفاء إلى مقاعد مجالس المحافظات من خلال عمليات التلاعب أو الاستعانة بالأعوان والمتحزبين لإيصال هؤلاء حين يغيب معظم الناخبينquot; كما قال . واعتبر أنه quot;من الطبيعي أن يسجل الناخبون ملاحظات على الأداء الحكومي لكن من غير المنطقي عزوف الناس عن المشاركة في الانتخاباتquot;. وأشار إلى أن quot;الدراسة أظهرت تراجعًا للأحزاب الدينية أمام الأحزاب العلمانية والوطنيةquot; لافتًا إلى أنها quot;كشفت عن تسجيل المواطنين لملاحظات حول عمليتي الإعمار والتنميةquot;. يذكر ان موعدًا كان قد حدد في وقت سابق لاجراء انتخابات المحافظات في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل، لكن خلافات سياسية داخل مجلس النواب حول قانونها ما زال يعطل اصداره الامر الذي سيعطل اجراء هذه الانتخابات حتى العام المقبل .

وعزا مدير مركز التنمية والدراسات الإستراتيجية دوافع مشاركة الناخبين بكثرة في الانتخابات العراقية الماضية بعكس العزوف الحاصل الآن إلى أن quot;الاصطفاف الطائفي والقومي والمناطقي كان قويًا خلال السنوات الماضية ما دفع بالناخبين إلى المشاركة في الانتخابات دون التركيز على البرنامج السياسي للكيانات المرشحةquot;. وأوضح أن quot;المشاعر الطائفية بدت أقل حدة اليوم وصارت المساحة الأكبر من الناخبين تفكر بطريقة أخرى بعيدا عن الطائفية ما يعني تراجعا حتميا للأحزاب الدينية .
الاحزاب الكردية تتظاهر اليوم ضد نشر الجيش بدل البيشمركة بخانقين
أكدت الاحزاب الكردية العراقية رفضها لنشر قوات من الجيش العراقي في مدينة خانقين بمحافظة ديالى وهي من المناطق المتنازع عليها واكدت انها ستقاوم ذلك بالوسائل السلمية وتنظم اليوم الثلاثاء تظاهرات ضد هذا الانتشار .
وتمركزت قوة جديدة من الجيش أمس في اطراف قضاء خانقين تضم عدة وحدات نصبت نقطة تفتيش مسلحة على الجسر الاخضر في اطراف القضاء وعلى طريق المنذرية ومتنزه خوشي .
ويقع قضاء خانقين على مسافة 155 كم شمال شرق مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى التي تبعد 65 كم شمال شرق بغداد . ويتبع قضاء خانقين محافظة ديالى إلا أن حكومة إقليم كردستان أصدرت قرارًا في شباط (فبراير) الماضي يقضي بتشكيل إدارة quot;كرميانquot; تتبع حكومة الإقليم من الناحية الإدارية وتعتبر بمثابة محافظة وتضم أقضية خانقين وكفري وكلار وجمجمال.

ويعد قضاء خانقين من المناطق المتنازع عليها حيث تطالب حكومة اقليم كردستان بضمه الى الاقليم وتقول ان غالبية سكانه هم من الاكراد .
وعقدت قيادات الاحزاب الكردية هناك وهي الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اضافة الى الحزب الشيوعي الكردستاني اجتماعا في المدينة الليلة الماضية وإتفقت على رفض وجود قوة الجيش العراقي في القضاء وطالبت بإنهاء تواجدها. وقد اتفقت هذه الاحزاب على معالجة الموضوع بالطرق الرسمية والسلمية وستنظم تظاهرة سلمية جماهيرية اليوم الثلاثاء في القضاء تعبيرًا عن رفض وجود هذه القوات .

أما سالار محمود مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في خانقين فقال ان اصرار القوات العراقية على التمركز في القضاء من شأنه احياء وادامة سياسة التعريب التي نفذها النظام السابق . وقال ان على الحكومة الاتحادية تحمل تبعات سياستها في المنطقة في حال اصرارها على اللجوء الى القوة لتنفيذ مآرب تناقض تطلعات المجتمع الكردستاني . واضاف quot;أننا لا نستطيع الوقوف امام سخط الرأي العام في المنطقة وان الشعب هنا وعلى الرغم من هذا التحدي اختار طريق السلم والحوار كمبدأ ثابت في التعامل مع الاحداث ولكن قد يطفح الكيلquot;. ومن جهته قال قائمقام قضاء خانقين محمد ملا حسن ان اسبابا سياسية وراء دخول القوات النظامية الى خانقين quot;لأنها دخلت بحجة مطاردة الإرهابيين بينما تعد خانقين من أكثر مناطق العراق استقرارا.quot;
وكان اللواء 34 لقوات البيشمركة الكردية يتمركز في ناحية قره تبه وجلولاء واطراف خانقين بمحافظة ديالى وساهم في حفظ الامن بالمنطقة وإنتهت مهام هذا اللواء في تلك المناطق لتحل محله قوات عراقية. وتنفذ القوات العراقية والاميركية حاليا عملية أمنية واسعة بدأت الشهر الماضي في محافظة ديالى أطلق عليها quot;بشائر الخيرquot; في عدد من مدن وأقضية المحافظة بهدف القضاء على الجماعات المسلحة التي تنشط فيها.