لندن: نطالع في صحيفة الاندبندنت الصادرة هذا الصباح حوارا مع quot;أحد أكثر مفكري أميركا احتراماquot; المفكر الأميركي نعوم شومسكي قال فيه إن quot;بريطانيا فشلت في واجبها في منع الولايات المتحدة من ارتكاب quot;الأفعال المشينةquot; التي ارتكبتها بحق المعتقلين الذين اعتقلوا خلال الحرب على الإرهابquot;. وفي الحوار يدعو البروفيسور شومسكي، الذي يبلغ من العمر 79 عاما، quot;الحكومة البريطانية لاستخدام علاقتها الخاصة مع واشنطن في إغلاق معتقل معسكر خليج غوانتاناموquot;.

وتعرف الجريدة المفكر الأميركي الكبير بأنه quot;ناقد شجاع للسياسة الخارجية الأميركية منذ ستينيات القرن الماضي وذلك عندما أصبح أحد قادة المعارضين لحرب فيتنام بنشره بحثا عنوانه quot;مسؤولية المثقفينquot; عام 1967. كما أن آراءه السياسية الجريئة صنعت له أعداء كثر في بلده مما استلزم أن يعيش تحت حماية الشرطة.quot;

quot;لماذا نترك السياسيين ينجحون في كذبهم؟quot;

في الاندبندنت أيضا مقال لروبرت فيسك يتساءل فيه: quot;كيف يستطيع السياسيون الافلات من العقاب بعد كذبهم؟quot;. ويبدأ فيسك في سرد الأمثلة على كذب السياسيين وتقاعس الصحافة والتجمعات الدولية عن إدانة هذا الكذب.

المثال الأول الذي يسوقه فيسك هو حرب إسرائيل على لبنان حيث يسرد بشكل مختصر ما حدث خلال الحرب من تدمير كبير للبنية التحتية اللبنانية على يد سلاح الجو الإسرائيلي والقوة العسكرية الضخمة التي استخدمتها إسرائيل خلال الحرب، وذلك في أعقاب قيام حزب الله باختطاف جنديين اسرائيليين.

ويقول فيسك إن quot;زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله كذب عندما قال إنه لو كان يعلم رد الفعل العسكري الإسرائيلي على اختطاف الجنديين ما كان ليأمر بالعملية. لكن الكذبة الأكبر جاءت من وزير البيئة الإسرائيلي جدعون عيزرا والذي قال إن إسرائيل اختارت ألا تدمر البنية التحتية اللبنانية خلال حرب صيف عام 2006 وذلك لأنها لم تكن تريد معاقبة الشعب اللبناني بل كانت تريد استهداف حزب الله.quot;

ويضيف فيسك أن quot;الأميركيين الذين يسلحون إسرائيل لم يقولوا شيئا، تعقيبا على هذا التصريح. كما أن الاتحاد الأوروبي لم يقل شيئا. ولم يشر إلى هذا الكذب الصريح أي صحفي في أي عامود للرأي.quot;

quot;ولكن لماذا يقولون شيئا في الوقت الذي يعلن فيه الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس أن السلام سيتحقق بين الفلسطينيين والإسرائيليين بنهاية عام 2007، ثم يتراجعون عندما لا يروق الجدول الزمني لإسرائيل.... مرة أخرى السياسة الخارجية للولايات المتحدة تمليها إسرائيل. ومرة أخرى العالم يصمت عن هذا.quot;