تشدد تجاه تواجد البيشمركة خارج حدود إقليم كردستان
بوش في بغداد قريباً لتوقيع الاتفاقية الأمنية
عبد الرحمن الماجدي- إيلاف:
بعد يومين من تعيين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمستشار الأمن القومي موفق الربيعي لرئاسة طاقم التفاوض مع الفريق الأميركي حول الاتفاقية الامنية طويلة الأمد بين بغداد وواشنطن، اعلن في بغداد اليوم عن زيارة قريبة للرئيس الأميركي جورج بوش للتباحث حول الاتفاقية وتسريع موعد التوقيع عليها. يأتي ذلك مع تصريحات لقيادي في الائتلاف الشيعي حول عبور قوات البيشمركة الكردية للخط الازرق الذي يفصل مناطق الاقليم عن بقية مناطق العراق على خلفية أزمة انسحاب تلك القوات من مناطق خانقين وقرة تبه والسعدية في محافظة ديالى، شرق بغداد، التي ما زالت لم تنقض فصول حيث أثار سحب لواء البشمركة بأمر من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاسبوع الماضي انتقاد رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني الذي عاد من رحلة خاصة له قبل أيام خارج العراق.

وفي بغداد أشارت مصادر قريبة من المفاوضات حول الاتفاقية الأمنية أن يُعلن خلال زيارة قريبة للرئيس الأميركي جورج بوش عن الانتهاء من المفاوضات بين البلدين بعد التوافق على النقاط الخلافية. حسب ما أورده راديو دجلة العراقي اليوم.
واضافت تلك المصادر ان هناك خيارين لتوقيع الاتفاقية في حال التوصل الى اتفاق نهائي بشأنها، الاول ان يتم التوقيع في بغداد، فيما يتضمن الثاني توقيعها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين الرئيسين المالكي وبوش اما خيار التوقيع في واشنطن فان اطرافا سياسية عراقية رفضته.

ونوهت المصادر بأن التوجه الحالي يركز على التوصل الى اتفاقية تحفظ السيادة الوطنية ومصالح الشعب العراقي. وكان رئيس الوزراء العراقي قام باستبدال طاقم الوفد العراقي الذي يرأسه محمد الحاج حمود وكيل وزير الخارجية ويتولى المفاوضات بشأن الاتفاقية الامنية طويلة الامد مع الولايات المتحدة الاميركية ليكلف مستشار الأمن القومي موفق الربيعي برئاسة الطاقم العراقي الذي سيتكون، اضافة إلى الربيعي، من طارق نجم مدير مكتب المالكي ، وصادق الركابي مستشار المالكي والعضو في حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي الذي تشير مصادر مقربة منه إلى أنه أوعز إلى موظفين في مكتبه بتولي تسريع ابرام الاتفاقية الامنية التي يشرف هو بنفسه عليها الآن حسب تصريح الناطق باسم الحكومة علي الدباغ.
وكانت مصادر صحافية عراقية أشارت الى ان تغيير طاقم التفاوض حول الاتفاقية طويلة الأمد مع واشنطن وسحب الملف من وزارة الخارجية حيث كان يشرف عليه وزير الخارجية هوشيار زيباري لرئاسة الوزراء غير بعيد عن خلافات المالكي مع القادة الاكراد حيث ينتمي وزير الخارجية زيباري للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البرزاني، اذ يسعى المالكي إلى الظهور بمظهر القوي وجعل جميع الملفات المثيرة للجدل تحت تصرفه لكسب التأييد له في الشارع العراقي حيث مازال محافظا على نسبة من التأييد غير قليلة داخليا بعد مطاردته للميليشيات السنية والشيعية وتنظيم القاعدة في العراق.

ولم تستبعد تلك المصادر ان تكون تصريحات القيادي في الائتلاف الشيعي همام حمودي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان حول البيشمركة بعيدة من النزاعالشيعي الكردي حيث قال حموديإن رئيس الوزراء نوري المالكي ابلغ القيادات الكردية بان تواجد اي عنصر من قوات حماية اقليم كردستان quot;البيشمركةquot; خارج الخط الازرق، سيعرضه للملاحقة القانونية.

وقال حمودي في حديث له خلال اعمال مؤتمر الصادقون الذي اقيم يوم أمس الجمعة في ايران، أن المالكي ابلغ الاكراد أن أي مسلح من البيشمركة خارج الخط الازرق القديم، هو ملاحق من قبل القانون.
وقد تفاقمت ازمة تواجد قوات البيشمركة خارج حدود اقليم كردستان العراق بعد عملية بشائر الخير في محافظة ديالى التي انطلقت في التاسع والعشرين من شهر تموز الماضي واستهدفت المسلحين فيها لكنها اصطدمت بوجود قوات البيشمركة في مناطق قرتبة وخانقين ومناطق اخرى فيها اغلبية كردية رفضت اطاعة اوامر وزارة الدفاع العراقية بالانسحاب من المحافظة الامر الذي تطلب تدخل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والدخول في مفاوضات مع القادة الكرد حيث انسحبت قوات البيشمركة مخلفة شرخاً سياسياً في العلاقات بين التحالف الكردستاني والائتلاف الشيعي.

وفي كربلاء جنوب بغداد أصدرت محكمة استئناف كربلاء اليوم السبت حكما يقضي بإعدام احد قادة المجموعات المسلحة والعقل المدبر لاحداث الزيارة الشعبانية التي شهدتها مدينة كربلاء العام الماضي.
وأوضح القاضي عبد نور الفتلاوي للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) quot;حكمت محكمة استئناف كربلاء اليوم بإعدام علي شريعة بعد ثبوت الأدلة عليه واعترافه بتخطيطه الرئيس للمواجهات المسلحة في الزيارة الشعبانية في مدينة كربلاء عام 2007quot;.
ولم يعط الفتلاوي مزيدا من التفاصيل مكتفيا بالقول إن المحكمة أصدرت حكمها بعد ان رأت أن شريعة quot;مذنب ويستحق مثل هذا الحكمquot;.
وشهدت كربلاء في الثامن والعشرين من شهر آب من عام 2007 مواجهات مسلحة بين الأجهزة الأمنية وجماعات مسلحة أثناء الاحتفالات بمولد الإمام المهدي الإمام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة والتي يطلق عليها زيارة النصف من شعبان أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المواطنين وتسببت بتأجيل الاحتفالات في ذلك العام.

واعتقلت الأجهزة الأمنية العراقية والقوات الأميركية في مطلع شهر حزيران يونيو الماضي علي شريعة مع أربعة من معاونيه وهم ومحسن عبد طحان الملقب بمحسن شريعة وحيدر جوري ومناضل جاسم محمد الملقب بسيد مناضل ورزاق السماك آمر كتيبة ما يسمى علي بن ابي طالب ومسؤول العمليات في منطقتي الغدير والعامل في كربلاء، كما ذكرت مصادر أمنية.
وينفي التيار الصدري تسببه بتلك المواجهات ويلقي باللائمة على مسلحين تابعين لمنظمة بدر ومن ايران لكن منظمة بدر تنفي بدورها تلك الاتهامات.