إيلاف من الرياض : في ضوء تطورات قانونية طرأت مؤخرا على مسار قضيته، أكدت محامية المعتقل السعودي في غوانتانامو محمد مانع القحطاني أن الأمل بالرجوع إلى وطنه ، والحصول على حريته بعد أكثر من ست سنوات قضاها في المعتقل quot; قد عاد إليه من جديد quot; .

وأوضحت المحامية الأميركية جيتانجالي جويتيريز في حديث لصحيفة الوطن السعودية أن إسقاط التهم التي وجهت للقحطاني في مايو الماضي ، بعد أن أصدرت المحكمة العليا قرارا يقضي بالسماح للمعتقلين في غوانتانامو بحق الاعتراض على اعتقالهم بموجب الدستور الأميركي ، كان له أعظم الأثر في عودة الأمل إلى موكلها من جديد. مضيفة أنها واثقة من أن الولايات المتحدة لن تخضع القحطاني للمحاكمة العسكرية بتهمة quot;جرائم الحربquot; لأن الأدلة التي استندت عليها الحكومة لإدانته كانت قد حصلت عليها إما بتعذيبه أو بتعذيب غيره، وبالتالي لا قيمة قانونية لها، وأن بقاء القحطاني في غوانتانامو غير مبرر.

من جانبه أكد أحمد القحطاني، شقيق المعتقل إنهم تحدثوا مع محمد القحطاني هاتفيا الأسبوع الماضي عن طريق الهلال الأحمر، موضحا أن حالة والديه quot;لا يمكن تصورهاquot;، وأن quot;سعادتهما لا توصفquot; عندما تحدثا مع ابنهما بعد انقطاع دام أكثر من ست سنوات، وأن والدة محمد أضناها التعب والحسرة على ولدها، وجاءت المكالمة لتخفف بعض آلامها. وناشد مانع أحمد القحطاني حكومة خادم الحرمين الشريفين للتدخل وإعادة محمد إلى وطنه.

وتعرض المعتقل القحطاني، المولود في 1979، لأسوأ أنواع التعذيب، وأُخضع quot;لبرنامج تحقيق خاصquot; أقره وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد عام 2002 يتضمن الضرب، والإبقاء ساعات طويلة في وضع جسدي غير مريح، والتهديد بالكلاب، وتعريض المعتقل للموسيقى المدوية، والبرودة الشديدة، وجعله يحاكي الخنزير لينشل القمامة من الأرض بفمه، وتهديده بالتعرض بالسوء لأسرته، ومنعه من النوم لعشرين ساعة في اليوم لأشهر متواصلة، والإذلال الجنسي، وإرغامه على التعري أمام محققات.

ونجم عن ذلك، وفق ما ذكرته جويتيريز، أصابة القحطاني بإصابات جسدية ونفسية وصعوبات في التركيز وضعف في الذاكرة. كما أنه حاول الانتحار عدة مرات بعد أن استبد به اليأس بسبب الاتهامات الموجهة له من المحكمة العسكرية وإصابته بانهيار عصبي لاعتقاده بأن إعدامه بات وشيكاquot;.

وأفادت جويتيريز أن الوثائق الرسمية التي بحوزتها تفيد بأن قيادات عليا في البيت الأبيض كانت على اطلاع بتعرض القحطاني للتعذيب، بل أعطوا موافقتهم الصريحة بذلك، وكانوا على علم بتطورات تعذيبه أولا بأول.

معتبرة أن قضية القحطاني هي إحدى تلك القضايا المهمة التي استند عليها مركز حماية الحقوق الدستورية وهو منظمة مستقلة، في تقديم الدعاوى ضد بعض المسئولين الحكوميين في المحاكم الأوروبية، لمنعهم من الشعور بالأمان القانوني عند سفرهم لتلك البلاد مستقبلا.

وأشادت جويتيريز بالمسؤولية التي أبدتها السعودية في مساعدة العائدين وإيجاد وظائف لهم ومساعدتهم على الزواج، والعودة إلى حياتهم الطبيعية في المجتمع.

يذكر أن الحكومة الأميركية زعمت أن القحطاني كان ينوي الانضمام للخاطفين الـ19الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001، إلا أن القحطاني ظل ينفي ذلك باستمرار.