اسلام اباد: يستعد النواب الباكستانيون لإنتخاب آصف علي زرداري زوج الزعيمة الراحلة للمعارضة بنازير بوتو الذي لا يتمتع بشعبية والمثير للجدل رئيسا في بلد مهدد أساسا بالفوضى السياسية والاقتصادية وبمخاطر الارهاب الاسلامي. وسيخلف زرداري برويز مشرف الجنرال الذي قام بانقلاب للاستيلاء على السلطة قبل تسع سنوات، بعدما اضطر الى الاستقالة في 18 اب/اغسطس تحت ضغوط ائتلاف هش من الفصائل المعارضة سابقا فاز في الانتخابات التشريعية في شباط/فبراير.

وتجمع الصحف تقريبا في افتتاحياتها على ابداء تخوفها منذ الان حيال quot;التأثيرات السلبيةquot; لتنصيب شخصية مثيرة للجدل الى هذا الحد في وقت تقف البلاد على شفير الافلاس والفوضى. واضافة الى ذلك فقط شهدت البلاد موجة من العمليات الانتحارية اوقعت حوالى 1200 قتيل خلال عام وشنت واشنطن اول هجوم معلن لها على مقاتلين اسلاميين في شمال غرب البلاد انطلاقا من افغانستان المجاورة معلنة استيائها من نشاطات القاعدة وطالبان في هذه المنطقة القبلية الباكستانية.

ومن النادر للغاية مصادفة شخص في الشارع يمنح زرداري صك براءة بعدما كان رمزا للفساد في التسعينات الى حد انه لقب quot;السيد عشرة في المئةquot;، وهو لقب ما زال يلازمه حتى الان. غير انه لن يكون من الممكن رغم ذلك نقض ولاية زرداري الرئاسية لخمس سنوات بعد فوز حزب الشعب الباكتساني الذي يتزعمه بعد مقتل زعيمته رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو في 27 كانون الاول/ديسمبر في عملية انتحارية، في الانتخابات التشريعية في 18 شباط/فبراير.

واسقط القضاء قسما من الملاحقات بحق زرداري الذي امضى 11 عاما في السجن بتهمة الفساد والقتل في وقت كانت زوجته في السلطة (1988-1990 و1993-1996) وقد عفا عنه الرئيس مشرف قبل عام في وقت كان يجري مفاوضات مع بوتو بهدف التوصل الى اتفاق على تقاسم السلطة.

وسيصوت اعضاء البرلمان والمجالس الاقليمية الاربعة السبت ومن غير المتوقع ان يحصل المرشحان المنافسان له رئيس السلطة القضائية المتقاعد سعيد الزمان صديقي ومشاهد حسين المقرب من مشرف سوى على بضعة اصوات من معسكريهما. وتبذل باكستان جهودا للتصدي لعناصر طالبان الباكستانيين وقد اعلنت القاعدة quot;الجهادquot; على اسلام اباد حليفة الولايات المتحدة في quot;حربها على الارهابquot; منذ ايلول/سبتمبر 2001.

والى العمليات الانتحارية الدامية المتزايدة التي تشهدها البلاد، يخوض الجيش الباكستاني منذ 2002 معارك مع مقاتلين من القاعدة وحركة طالبان الافغانية الذين تؤكد واشنطن انهم اعادوا تشكيل قواتهم في المناطق القبلية شمال غرب البلاد المحاذية لافغانستان. وابدت الولايات المتحدة الجهة الرئيسية المانحة لباكستان، اخيرا استياءها معتبرة ان الجيش الباكستاني لا يبذل جهودا كافية للتصدي للمقاتلين الاسلاميين.

ونفذت واشنطن تهديداتها قبل يومين فشنت اول عملية عسكرية مباشرة لها على الاراضي الباكستانية انطلاقا من افغانستان ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 15 مدنيا بحسب اسلام اباد في قرية حدودية، وقد رفضت واشنطن التعليق على هذه الغارة بدون نفيها ايضا. وباتت عمليات اطلاق الصواريخ الاميركية من افغانستان على باكستان شبه يومية وهي تستهدف القاعدة وطالبان غير انها لا توفر المدنيين، ما يعزز مشاعر العداء للاميركيين بين 168 مليون باكستاني.

وفي هذه الظروف، فان ايام الائتلاف الذي يرئسه زرداري معدودة اذ تبقى الحكومة التي تشكلت في اذار/مارس وتقف منذ ذلك الحين عاجزة عمليا، تحت رحمة تنظيمات صغرى ذات مصالح شديدة التباين والاختلاف، تتراوح ما بين علمانيين تقدميين ومتطرفين اسلاميين، مرورا بقوميين من اتنيات مختلفة.

ويتوقع خبراء الاقتصاد الافلاس للبلاد بعد شهرين اذا لم تحسن اسلام اباد حساباتها العامة ويبدي السكان استياء كبيرا حيال تضخم قياسي في القارة الاسيوية حيث يقارب ارتفاع اسعار الكهرباء والوقود والمواد الغذائية الاساسية 60% منذ مطلع العام.