600 كيلوغراماً من المتفجرات في تفجير الماريوت
عبد الخالق همدرد من اسلام اباد : شهدت العاصمة الباكستانية مساء أول أمس أكبر هجوم انتحاري في تاريخها عندما فجر انتحاري نفسه أمام فندق ماريوت إسلام آباد بعد أن صدم الشاحنة التي كانت يركبها بالحاجز الأمني أمام الفندق. وآنذاك اندلعت حريق في الشاحنة أدت إلى تفجير المتفجرات المحمولة عليها وتسببت في حدوث انفجار كبير حطم خطوط الغاز. وبدأت لهب النار تحيط بالفندق وأخيرا أتت عليه بكامله وهو يتضمن 315 غرفة، 95 منها مخصصة للأجانب. ويقال إن لها خمس قاعات كبيرة وكانت كلها مزدحمة بالضيوف وقت الإفطار.وكان هذا الهجوم، العاشر من نوعه في العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وقد شهدت الهجوم الأول في 19 نوفمبر عام 1995م والذي استهدف السفارة المصرية مؤديا إلى مقتل 14 شخصا.وقد أفادت المعلومات الأولية أن الانفجار سبقه هجوم انتحاري آخر، بيد أن لقطات الفيديو التي تم تسليمها إلى الصحافة، أشارت إلى أنه لم يحدث أي هجوم قبل تفجير الشاحنة.

وقد ذكر مستشار رئيس الوزراء رحمن ملك لوسائل الإعلام يوم أمس أن الانتحاري كان ينوي استهداف فندق ماريوت. وقد تم التخطيط لذلك من قبل. مشيرا إلى أن الهجوم كان أخطر وأكبر هجوم من نوعه في تاريخ باكستان، إذ تم فيه استخدام 600 كيلو غرام من أجود أنواع المتفجرات العسكرية من RDX وTNT إلى جانب مسحوق الألمونيم، في حين كانت المواد المستخدمة في التفجيرات السابقة من النوع العادي.وأكد رحمن ملك وفاة 53 شخصا بينهم 4 أجانب: سفير الجمهورية الشيكية وصديقته الفيتنامية و2 أميركيان، في حين أصيبت 286 شخصا بجروح بينهم 11 أجنبيا: 4 أمريكيين و4 سعوديين وواحد بريطاني وأفغاني ولبناني.

كما أنه أشار إلى أن الحكومة قد تلقت تقارير عن هجوم محتمل من هذا النوع، وبناء عليه تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة وقت خطاب الرئيس زرداري أمام البرلمان.هذا وردا على سؤال عن الجهات الضالعة في الهجوم أكد رحمن ملك أنه ليس لديه معلومات أكيدة عنها، بيد أن كافة الخيوط تشير إلى وزيرستان الجنوبية. كما نقلت عنه جريدة جنك في موقعها الإليكترونية أن هناك خياران: تسليم البلاد إلى طالبان أو مجابهتهم.

على صعيد آخر أشار رئيس الوزراء كيلاني في مطار لاهور الدولية أن الانتحاري كان ينوي استهداف مقر رئاسة الوزراء والبرلمان؛ إلا أنه رفض المساعدة الأميركية في التحقيق حول حادث ماريوت، رغم أن مصادر محلية أشارت إلى تواجد بعض الأجانب على موقع الحادث قبل فتحها للصحافة أمس. وأكد رئيس الوزراء أن جميع القبائل من محبي الوطن وليس فيهم من يريد الفساد، ملقيا لوم الفساد والإرهاب على عاتق الأجانب من الشيشان والعرب والأزبيك والأفغان المتواجدين في الشريط القبلي. وقد جدد عزمه على مكافحة الإرهاب بمواصلة الحرب عليه، مضيفا أن المفاوضات مستحيلة؛ إلا مع من يلقي السلاح.

وردا على سؤال شدد رئيس الوزراء على أن البرنامج النووي الباكستاني في أيدٍ أمينة.من جهة أخرى قررت الحكومة المركزية بعد اجتماع ترأسها رئيس الوزراء كيلاني مواصلة الحرب على المسلحين في منطقة باجور وسوات والمناطق القبلية، رغم تهديد الهجمات الانتحارية. كما أنها قررت نشر المزيد من القوات في الشريط القبلي خلال يومين، إضافة إلى إصدار التوجيهات بتكثيف عمليات المداهمة ضد المجموعات المسلحة في الشريط القبلي.

إلى ذلك وقد أكدت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون مقتل 2 من الجنود الأميركيين في حادث فندق ماريوت وكانا يعملان في السفارة الاميركية بالعاصمة الباكستانية، في حين أشار مسؤولون إلى تحليق مروحيات أميركية حربية في أجواء منطقة وزيرستان الشمالية يوم أمس الأحد.ويرى محللون أن الحادث الأخير يؤكد قدرة المسلحين على استهداف أي مكان شاءوا. وأن استهداف فندق ماريوت رسالة واضحة بأن مقر رئيس الوزراء وقصر الرئاسة، ليسا خارج نطاق العمليات الانتحارية.

كما أن المحللين يمنحون أهمية خاصة للمواد المستخدمة في ذلك الهجوم، مشيرين إلى أن إمكانية المسلحين على حرز المتفجرات العسكرية ستزيد من قوة الهجمات الانتحارية في المستقبل. وأن تمكنهم من تصنيع أو الحصول على ذلك النوع من المتفجرات منعطف آخر في تاريخ الإرهاب في باكستان. وقد أشار المحلل الدفاعي البارز الجنرال طلعت مسعود إلى أن هذا الحدث تطور خطير في تاريخ الإرهاب، مضيفا أنه تم التخطيط له منذ وقت طويل واختير له وقت مناسب إذ الجهات الأمنية لا تكون بذلك التيقظ حين الإفطار. وهذا ما استغله المهاجم.