واشنطن: تمكن الرئيس اللبناني، ميشال سليمان من تجاوز اختبار مهم في السياسة الخارجية خلال الزيارة التي يجريها حالياً إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع السير على خيط التوازن الهش بين اللبنانيين، وذلك خلال اجتماعين أجراهما مع الرئيس الأميركي، جورج بوش، ونظيره الإيراني، محمود أحمدي نجاد.
فمن نجاد، سمع سليمان إشادة quot;بعزة وشجاعةquot; لبنان وquot;الهزيمة والضربةquot; التي ألحقها هذا البلد بإسرائيل خلال مواجهات 2006، مع التشديد على أن لبيروت وطهران quot;عدو مشتركquot; هو الإرهاب المتمثل quot;بالعدو الصهيوني.quot;
أما من بوش، فقد سمع سليمان تأكيدات حول وقوف واشنطن إلى جانبه لبناء quot;الدولة القوية القادرةquot;، مع مناقشة مطالبه لتعزيز قوة الجيش.
فمن جانبها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية أن نجاد قال لسليمان بأن لبنان هو quot;راية العزة والشجاعة لشعوب المنطقة وسائر الشعوب،quot; وأن quot;الهيمنة الصهيونية تلاشت أمام إرادته.quot;
وشدد نجاد، الذي تتهمه بعض الأطراف اللبنانية بتقديم الدعم إلى تنظيمات مؤيدة لإيران وسوريا، وفي مقدمتها حزب الله، في مواجهة القوى الأخرى، على quot;عدم وجود قيود أمام تعزيز التعاون بين البلدين في كافه المجالات.quot;
وحث نجاد اللبنانيين على الوحدة، مضيفاً أن quot;الضربة التي تلقاها الصهاينة من لبنان أثارت غضبهم بشده، ولهذا يسعون لخلق الشقاق والفرقة فيه.quot;
ونقلت الوكالة الإيرانية عن الرئيس اللبناني quot;إشادته بمواقف إيران الحازمة في القضايا السياسية للمنطقة.quot; ونسبت إليه القول إن للبنان وإيران عدو مشترك quot;هو الإرهاب، والمقصود من الإرهاب هو الكيان الصهيوني.quot;
أما في البيت الأبيض، الذي زاره سليمان لعقد لقاء بينه وبين الرئيس الأميركي في أول زيارة رسمية له إلى واشنطن بعد انتخابه رئيساً للبنان، فقد سمع إشادة واضحة من بوش، الذي قال: quot;لقد أثرت مواقفك بي كثيراً، وخاصة الدعوة للحوار الوطني التي ترعاها في مسعى للوصول إلى مصالحة وطنية.. الولايات المتحدة تشعر بالفخر لوقوفها معك، ومهمتنا هي مهمتك، أي بناء وطن قوي وقادر يمكن للناس العيش فيه بسلام.quot;
من جانبه، قال سليمان إن بلاده تتشارك quot;الكثير من القيمquot; مع الولايات المتحدة، وخاصة احترام الحريات ومحاربة الإرهاب. ووجه الشكر للإدارة الأميركية على الدعم الذي قدمته للبنان، وخاصة جهودها لدعم قدرات الجيش.
وأضاف: quot;نحن هنا للتأكيد على حقنا في أن يكون لدينا بلد مزدهر وديمقراطي، وكذلك للتأكيد على ضرورة تحرير كل الأراضي اللبنانية، والتوضيح بشكل حازم بأن مستقبل اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يكون في موطنهم الأصلي وليس في لبنان،quot; وفقاً لأسوشيتد برس.
ويذكر أن الاتفاق على انتخاب سليمان جاء بعد توافق الأطراف السياسية اللبنانية عليه، رغم الاختلاف في أول الأمر حول هويته السياسية، حيث كانت قوى quot;14 آذارquot;، التي تضم أحزاباً مقربة من واشنطن والرياض تعارض وصوله، بحجه أنه مقرب من دمشق، قبل أن تعود الأمور وتنقلب إلى تحفظ من جانب المعارضة، التي يقودها حزب الله المقرب من سوريا وإيران، بعد اتضاح عدم معارضة واشنطن لوصوله.

وكان سليمان قد قاد الجيش اللبناني طوال سنوات، الذي خاض خلالها العديد من المعارك ضد قوى محسوبة على التيارات الإسلامية المتشددة، وخاصة في مخيم نهر البارد شمال لبنان عام 2007، الأمر الذي يرى خبراء أنه مهد له توطيد العلاقة مع الأميركيين.
ويدير سليمان حالياً طاولة quot;حوار وطنيquot; مخصصة لبحث سلاح حزب الله، ويسعى في الوقت عينه إلى ضمان حصول الجيش اللبناني على أسلحة حديثة من الغرب، تبدد الإدعاء بأن القوات المسلحة الرسمية عاجزة عن حماية حدودها