طلال سلامة من روما: من قضاة منتقمين الى أفاع مسيسة! هذه نظرة برلسكوني الجديدة الى القضاة quot;المنحازينquot; في محكمة ميلانو، التي تحيطها الشائعات، منذ زمن سحيق، حول تحويلها الى قاعدة سياسية لليساريين في شمال ايطاليا خصصت لquot;عقصquot; جلد برلسكوني على نحو مبرمج. في ما يتعلق بقضية quot;ميلزquot;، نسبة الى المحامي الذي تلقى رشوة فلكية من برلسكوني كي يكذب أمام القضاء الإيطالي في قضية تعلقت بمحطة برلسكوني التلفزيونية quot;ميدياسيتquot;، يتمسك برلسكوني بنقطتين شاذتين، كانتا واضحتين أمام الجميع، هما تجاهل القضاء عمداً لجميع الأدلة التي تجد برلسكوني quot;بريئاًquot; والانحياز السياسي للقاضية التي أصدرت حكماً بحق برلسكوني. تدعى هذه القاضية quot;نيكوليتا غاندوسquot; وأعلن برلسكوني عن أنها عدوة رئيسية له، قبل الشيوعيين! ان العداوة بينهما تدفع برلسكوني الى تشبيهها بالأفعى السياسية التي ينبغي الانتباه من لدغتها السامة.

في هذا الصدد، ينوه برلسكوني بأن الإصلاحات القضائية الأخيرة، التي تحمي أكبر أربع مناصب في الحكومة من شر العدالة، أي رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان والشيوخ، تنسجم مع القوانين سارية المفعول في الدول الأوروبية الأخرى. وتقتضي هذه القوانين بتجميد أي إجراءات أم ملاحقات قانونية، تستهدف هذه المناصب العظمى، لغاية نهاية ولاية رئيس الوزراء. على الصعيد الإيطالي، تأتي هذه الإصلاحات لإسكات بعض القضاة الذين يريدون لعب أدوار مؤسساتية أخلاقية تتخطى وظائفهم العادية التي تتمحور حول تطبيق القوانين فقط.

في حال رفضت الأنسجة القضائية العليا ما اقترحه وزير العدل من إصلاحات فان برلسكوني يميل الى دعوة الجميع الى التفكير بعمق حول مجرى العدالة هنا. بمعنى آخر، لا أحد يستبعد أن يطيح برلسكوني بما هو سليم ومسوس في ميزان العدالة الإيطالية بهدف استبداله بالكامل بآخر من شأنه قهقرة أي قاض يرفع رأسه بعناد في وجه برلسكوني ووزرائه.