الحرب على غزة تضعف كديما وتقوي الليكود والعمل
نسبة قليلة من الإسرائيليين تؤيد عملية برية واسعة

ليفني: العملية في غزة لا تهدف إلى الاطاحة بحماس

عدة غارات جوية على غزة في أول أيام 2009


تكليف وفد عربي بالتوجه إلى مجلس الأمن لعرض قضية غزة
نضال وتد من تل أبيب: يبدو أن القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة، أو ما بدأت الصحافة العبرية تطلق عليه quot;الحرب على حماسquot; أخذ يفعل في إسرائيل فعل الدعاية الانتخابية، فبعد أسبوع على بدء العمليات تشير الاستطلاعات الإسرائيلية إلى تحول في قوى الأحزاب الإسرائيلية لدرجة تحقيق أو تعادل برلماني بين كتل اليمن واليسار، بعد أن كانت كفة كتلة اليمين في الأسبوع الماضي مكونة من 65 مقعدا مقابل 55 مقعدا لليسار.

وقد أظهر استطلاع نشرته هآرتس صباح الخميس، أن زعيم حزب العمل، إيهود براك وحزبه هما الرابح الأكبر من الحرب، إذ أشار الاستطلاع إلى أن حزب العمل يرتفع من 11 مقعدا في الأسبوع الماضي إلى 16 مقعدا اليوم. ويلي حزب العمل وبراك الليكود وزعيمه نتنياهو ، حيث يعود الليكود ليجتاز الثلاثين مقعدا مرتفعا إلى 32 مقعدا، فيما يخرج حزب كديما وزعيمته الخاسر الأكبر، إذ تراجعت قوة حزب كدبما إلى 27 مقعد.

وبالإضافة إلى التغيير المتمثل في قوة الأحزاب فقد أظهر الاستطلاع أن 53% من الإسرائيليين راضون عن أداء وعمل إيهود براك مقابل 38% قالوا إنهم غير راضين عن أدائه. وقال 48% من الإسرائيليين المشاركين في الاستطلاع إنهم راضون عن أداء زعيم المعارضة، ببنيامين نتنياهو، مقابل 37% أعربوا عن عدم رضاهم منه. أما زعيمة حزب كديما فقد قال 47% من المشاركين في الاستطلاع إنهم راضون عن أدائها فيما قال 37% إنهم غير راضين.

قلة تؤيد توسيع العمليات في القطاع

في المقابل قال 52% من الإسرائيليين إنهم يؤيدون أن تواصل إسرائيل هجماتها الجوية على القطاع، وقال 19% منهم فقط إنهم يؤيدون توسيع نطاق الحرب وشن حرب برية على غزة. وأعلب 20% فقط من الإسرائيليين أنهم يؤيدون السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

في غضون ذلك تتواصل النقاشات داخل الإسرائيليين بشأن مستقبل الحرب على قطاع غزة، ففيما دعا المحلل العسكري للقناة الأولى، يوآف ليمور، عبر مقالة في صحيفة يسرائيل هيوم، إلى أنه لن يكون أمام الجيش الإسرائيلي مفر من شنت حرب برية واسعة النطاق على قطاع غزة، يكون هدفها تركيع حركة حماس، اعتبر السياسي البارز، يوسي بلين أن مواصلة القصف الجو والتردد الإسرائيلي لحكومة أولمرت ينذر بتكرار أخطاء إسرائيل في الحرب الأخيرة على لبنان.

وحذر بيلين من أن استمرار حالة الحرب ورفض المقترحات الفرنسية والأوروبية تنذر بالدخول في حرب متواصلة ستجر إلى حرب برية واسعة النطاق، مما يعني كشف الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى المزيد من الضربات وتوفير الفرصة لحماس للتغني بأنها انتصرت على إسرائيل. واعتبر بيلين أن وقف إطلاق النار في الوضع الحالي ووفق ميزان القوى الحالي ، هو الوحيد الذي من شأنه أن يمنع من إسرائيل هذه الإهانة.

وكتبت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها ، ليوم الخميس، إن على رئيس الحكومة، أولمرت، ووزيرة الخارجية ليفني الذان يعارضان تجديد التهدئة أن يشرحا لمن يرغبان بتسليم الحكم في القطاع بعد القضاء على سلطة حماس، فهل يعتقدان أن محمود عباس ، سيتكرم بالعودة إلى غزة على ظهر المدرعات الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة إنه مع بدء اليوم السادس للحملة فليس واضحا على الإطلاق ما الذي تريد الحكومة أن تنجزه من خلال مواصلة عملية quot;الرصاص المصبوبquot;، في المقابل واضح لنا أن كل يوم إضافي من تبادل إطلاق النار وسقوط القتلى المدنيين يقرض بالدعم الدولي الواسع الذي منحه قادة العالم الغربي للعمليات العسكرية في القطاع. وخلصت الصحيفة إلى القول إن السؤال المطروح أمام المستوى السياسي في إسرائيل هو هل المس وضرب عشرات أخرى من رجال حماس، وهدم المزيد من المباني العامة يوازي فقدان التأييد الدولي، وبضمن ذلك موافقة أو سكوت جارات عربية مهمةquot;. quot;إن على الحكومة أن تمنح فرصة للأطراف الدولية، مثل الولايات المتحدة، ومصر وتركيا وفرنسا، والتي تسعى للتوصل إلى اتفاق محسَن لوقف إطلاق النار. وحتى في حال فشلت هذه الدول في جهودها واضطرت إسرائيل إلى مواصلة الهجوم، فسوف تحظى بحرية مناورة أكبر في الحلبة الدولية والإقليمية.