34 الف عسكري يحمون كربلاء بثمانية أطواق في عاشوراء
تحذير من تسييس المناسبة لكن التنافس الانتخابي حاضر بقوة
أسامة مهدي من لندن :
باشرت القوات الامنية العراقية اليوم تنفيذ خطة امنية واسعة لحماية اكثر من مليوني عراقي بدأوا بالتدفق على مدينة كربلاء لاحياء مراسم عاشوراء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عام 61 للهجرة مع 72 شخصا من مناصريه وأل بيته حيث تم حشد 34 الف عسكري واحاطة المدينة بثمانية اطواق مسلحة للتفتيش والمراقبة وسط تحذيرات من تسييس المناسبة لكن قرب اجراء الانتخابات المحلية جعل منها فرصة للدعاية الانتخابية خاصة بين المجلس الاعلى الاسلامي بقيادة زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي اضافة الى مكونات أخرى قومية وعلمانية ومستقلة .
تنافس انتخابي ومنع مواكب المسؤولين
ومنعت السلطات العراقية مواكب المسؤولين العراقيين من دخول مدينة كربلاء ومنطقة الكاظمية في بغداد او اصطحاب افراد حماياتهم مسلحين وقالت ان اي مسؤول يريد المشاركة في المراسم عليه ان يحضر اليها راجلا . كما حذرت من استغلال مناسبة عاشوراء لإغراض سياسية تأتي ضمن الدعاية الانتخابية مشددة على ضرورة أن يكون الاحتفال بالمناسبة بعيدا عن التسييس الحزبي. وشهدت مناسبات سابقة صدامات بين عناصر جيش المهدي بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والقوات الحكومية مدعومة بعناصر من منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي ادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى . لكن السلطات تخشى ان تؤدي احتفالات المناسبة هذا العام الى مشاحنات بين مؤيدي المجلس الاعلى وحزب الدعوة في ظل احتقان سياسي وتراشق اتهامات بين الجانبين قال خلالها الحزب ان المجلس الاعلى يسعى بقيادة القيادي فيه عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية الى الاطاحة بالمالكي لكن المجلس وصف هذه الاتهامات بانها غير صحيحة ولاتتصف بالمسؤولية .

ولم تغب مناسبة عاشوراء هذا العام عن اهتمام القياديين في الدعوة والمجلس الاعلى اكبر فصيلين يشكلان الائتلاف الشيعي الحاكم واللذين يخوضان انتخابات مجالس المحافظات المقررة في 31 من الشهر الحالي بقائمتين متنافستين للمرة الاولى منذ تشكيل الائتلاف عام 2005 والذي فاز بعمليتي انتخابات عامة سابقة اوصلته الى قيادة السلطة . فقد شهدت الايام العشرة الماضية مشاركة المالكي في مؤتمر لعشائر كربلاء وقيام رئيس المجلس الاعلى عبد العزيز الحكيم ونجله ونائبه في الرئاسة عمار بزيارة المدينة ولقاء انصار المجلس والقاء خطب فيهم كان الموضوع الانتخابي طاغيا عليها . كما قاد عبد المهدي مراسم تبديل العلم المرفوع على ضريح الامام الحسين وهي مناسبة ذات مغزى لدى الشيعة .
وقالت مصادر عراقية انها لاحظت العديد من المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات وأنصارهم من مختلف القوى السياسية الدينية والعلمانية ايضا وهم يعدون ملايين من قصاصات الورق الصغيرة التي تشير الى ارقام قوائمهم الانتخابية لتوزيعها على الزوار ضمن حملتهم الانتخابية الذين يتوقع ان تصل اعدادهم هذا العام الى مليوني زائر . وينطلق مئات الآلاف من العراقيين حاليا في مواكب راجلة للمشاركة في احياء مراسم من مختلف المدن العراقية وسط تعزيز للاجراءات الأمنية حيث ترافق هذه المسيرات الراجلة قوات الامن التي تقوم ايضا بتأمين طرق الزوار.
تحذيرات من تسييس مناسبة عاشوراء
وقد طالب قائد القوات البرية العراقية الفريق الركن علي غيدان المسؤولين العراقيين الذين ينوون زيارة مدينة كربلاء خلال عاشوراء بعدم اصطحابهم مواكب الحماية المسلحة التابعة لهم محذرا في الوقت نفسه من استغلال المناسبة لإغراض سياسية. وقال في مؤتمر صحافي عقده بالمدينة ان على السياسيين العراقيين الذين ينون زيارة مدينة كربلاء بمناسبة يوم عاشوراء عدم اصطحاب مواكب الحماية المسلحة التابعة لهم . واوضح ان القوات الأمنية العراقية المكلفة بحماية مدينة كربلاء ستوفر الحماية الكاملة للمسؤولين العراقيين الذين ينوون زيارة المدينة . وحذر غيدان بعض الجهات السياسية التي لم يسمها من استغلال مناسبة عاشوراء لإغراض سياسية تأتي ضمن الدعاية الانتخابية مؤكدا quot;ضرورة أن يكون الاحتفال بالمناسبة بعيدا عن التسييس الحزبي .

واشار الى ان الخطة التي وضعت لحماية كربلاء خلال الزيارة تتضمن إحاطتها بثمانية أطواق أمنية وارسال لواء من الجيش العراقي لتعزيز الإجراءات الأمنية في المدينة من خلال مشاركة 34 الف رجل امن . واوضح انه بدءا من اليوم فان القوات الامنية ستباشر بقطع بعض الطرقات والمنافذ المؤدية الى المدينة حيث ستزداد بشكل تدريجي حتى تبلغ ذروتها في اليومين الأخيرين منها وخاصة الاربعاء المقبل وهو العاشر من محرم ذكرى استشهاد الامام الحسين . واضاف ان الفرقة الثامنة للجيش وأربعة أفواج من الشرطة إضافة إلى الطيران العسكري ستشارك في تنفيذ الخطة الامنية . وقال أن الخطة تشمل مداخل المدينة الأربعة من جهات الرمادي والنجف وبغداد والحلة . واشار الى ان هناك إضافة إلى الفرقة الثامنة في المدينة أربعة أفواج من الشرطة والطيران العراقي.
منع صور المراجع والسياسيين
اما قائد عمليات كربلاء اللواء الركن عثمان الغانمي فقد دعا الزائرين وأصحاب المواكب القادمة إلى المدينة إلى الامتناع عن رفع صور المراجع الدينية او محاولة تسييس الزيارة لأية جهة.
وعن الية اعادة الزائرين الى مناطق سكناهم بعد انتهاء مراسيم الزيارة اعلن عن وضع خطة تشترك فيها وزارتا الدفاع والنقل من خلال تأمين عدد كبير من السيارات التي ستساهم في نقل الزائرين الى مناطق سكناهم ومن جميع مخارج مدينة كربلاء . وقال انه تم اليوم غلق المدينة مشيرا إلى أن زيارة عاشوراء هذا العام تختلف عن كل الأعوام السابقة وسط توقعات بوافد الآلاف من الزوار العرب والأجانب بسبب التحسن الأمني الذي يشهده العراق .

ومن جهته اكد قائد شرطة كربلاء اللواء الركن علي جاسم الغريري وجود 933 عنصر امني نسوي لتنفيذ الخطة الامنية إضافة إلى 20 ألف عنصر رجالي يعملون بالتنسيق مع قيادات شرطة المحافظات المجاورة لمحافظة كربلاء وسط إسناد جوي ونهري وخاصة من جهة بحيرة الرزازة لمنع دخول العناصر المشبوهة عبر منفذ الرزازة (15 كم غرب كربلاء ) ونشر 400 قناص على أسطح المباني القريبة من حرمي الامام الحسين واخيه العباس مع تشكيل لجنة خاصة تعمل مع أصحاب المواكب الحسينية لمنع اندساس العناصر الخارجة عن القانون .
خدمات طبية وأحترازية
اما دائرة صحة كربلاء فقد سيرت 32 مفرزة طبية توزعت على أنحاء المدينة وفي الطرق الخارجية ضمن الحدود الإدارية للمحافظة بالإضافة إلى استحداث ثلاثة مراكز صحية جديدة .
ووضعت الدائرة 72 سيارة إسعاف و23 سيارة خدمية خاصة في حال استعداد للتعامل مع أي طارئ . ومنذ يوم غد وحتى الاربعاء المقبل يوم العاشر من عاشوراء فقد بدأت المستشفيات الحكومية والمفارز الطبية والمراكز الصحية التي تدخل ضمن الخطة الصحية الخاصة بعاشوراء بالعمل على مدار الساعة .

ومنعت شرطة المدينة العربات التي تجرها الحيوانات وعربات الدفع والدراجات النارية والهوائية من استخدام الطرق التي يسلكها الزائرون في كربلاء وعلى الطرق الخارجية المؤدية إليها كما حذرت الزائرين من الاقتراب من الأجسام المشبوهة والدمى أو تناول الأطعمة من أماكن غير أمينة. ومن جانبها كثفت مديرية الدفاع المدني في كربلاء من تواجدها في مركز المدينة قرب محيط حرمي الحسين والعباس ونشرت 12 فرقة إطفاء في المنطقة نظرا لان كثرة أعداد الزائرين في منطقة ما بين الحرمين تعيق وصول سيارات الدفاع المدني عند الطوارئ ما دعا إلى نشر حوضيات الدفاع المدني وفوهات مكافحة الحرائق، بأعداد مناسبة في المنطقة.
لاحظر للتجوال في عاشوراء هذا العام
وفي بغداد حظرت قيادة عمليات بغداد دخول مواكب المسؤولين العراقيين الى منطقة الكاطمية الشيعية في العاصمة حيث مرقد الامام الكاظميين حتى نهاية العاشر من محرم الذي يصادف الاربعاء المقبل . وقال الناطق باسم عمليات فرض القانون اللواء قاسم عطا انه quot;تقرر منع دخول اي مسؤولين الى المنطقة بالمركبات وبإمكانهم الدخول الى المدينة مترجلينquot; . واكد ان الحمايات المسلحة سوف لن يسمح لها ايضا بدخول المدينة بأسلحتهم. وأضاف أن مجلس محافظة بغداد اصدر هويات خاصة لأصحاب المواكب الحسينية المشاركة في مراسم عاشوراء موضحا أن ذلك سيسهم في السيطرة على الوضع ورصد الحركات المريبة.

واضاف انه تم توجيه القوات الأمنية بمنع رفع اي شعار او صورة تمثل جهة او شخصية دينية أو سياسية. وأوضح أن العاشر من محرم هذا العام سوف لن يشهد حظرا للتجوال كما كان معمولا به في الأعوام السابقة مؤكدا تجاوز الحالة الأمنية المقلقة التي كانت تدعو قيادة عمليات بغداد الى فرض حظر التجوال على المركبات طيلة يوم العاشر من محرم .
معروف ان الشيعة المسلمين يحيون خلال الايام العشرة الاولى من شهر محرم من كل عام ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب واخيه العباس في واقعة الطف عام 61 للهجرة وقتل خلالها معه 72 شخصا من آل بيته وانصاره .