حيث تحول المكان حصنا أمنيا
quot; كلنا غزة quot; مسيرة نعوش إلى السفارة المصرية في بيروت

عماد الدين رائف من بيروت: اخترقت تظاهرة ضمت مئات من المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين وناشطين عرب وأجانب في مجال حقوق الإنسان شوارع العاصمة بيروت عصر أمس الجمعة 2 يناير 2008، لتحط رحالها امام السياج الشائك الذي بات يلف مبنى السفارة المصرية في العاصمة اللبنانية منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تاركة النعوش أمام سفارة مصر كرسالة رمزية لـ quot;شراكة النظام المصري في دم الفلسطينيين الأبرياء المسفوح في غزةquot;. رفعت التظاهرة الأولى من نوعها الرمزي في بيروت شعارات نددت بالصمت العربي quot;المريبquot; تجاه العدوان الإسرائيلي على شعب غزة الأعزل، محملة الأنظمة العربية، وquot;في مقدمتها النظام المصري، نتائج هذا العدوان لا سيما قتل الاطفال والمدنيين الأبرياءquot;، داعية في يافطاتها المرفوعة وشعاراتها التي علت بها الحناجر إلى quot;فتح معبر رفح وإنقاذ غزةquot;.

quot;غزة الناس.. لا فتح ولا حماسquot;

انطلقت المسيرة، التي وصفت باليسارية وخلت منها كافة الشعارات الحزبية أو الدينية وكافة الأعلام سوى العلم الفلسطيني، بعيد الثانية من بعد الظهر من شارع الحمرا بعد تجمع مئات من الشباب الغاضب، الذين بدأوا بالهتاف مبكرين ضد الأنظمة العربية، ثم ما لبثت الموسيقى أن صدحت في الأجواء الكانونية الباردة حاملة صوت محمود درويش في قصائد أعيدت مراراً على طول مسار التظاهرة، quot;سقط القناع عن القناع... لا برّ إلا ساعداك، لا بحر إلا الغامض الكحلي فيك، فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء قوتك الحرام... وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي فأنت الان حر...quot;، ثم أغان للشيخ إمام عيسى ومارسيل خليفة وجوليا بطرس عن فلسطين ومقاومتها.

تقدم المسيرة عدد كبير من متطوعي اتحاد المقعدين اللبنانيين، المتضامنين quot;مع الأبرياء العزل من سكان غزة المحاصرينquot;، مرددين شعار quot;غزة الناس غزة الناس، لا حماس ولا عباسquot;، وكان لافتاً استمرارهم في التظاهرة على طول خطها على الرغم من تحركهم بواسطة الكراسي المتحركة والعكاكيز، ثم ظهرت النعوش المئة السوداء التي كتب عليها شعار التظاهرة الموحد quot;كلنا غزةquot;، لتتحرك المسيرة صعوداً نحو البريستول فمنطقة فردان نحو المركز الثقافي الروسي، ثم إلى كورنيش المزرعة فمنطقة الكولا، حيث استطاع منسقو التظاهرة إقناع القوى الأمنية بسلميتها فأفسحت للمتظاهرين الطريق ليتقدموا بنعوشهم المرفوعة على أكتافهم ورؤوسهم باتجاه منطقة المدينة الرياضية حيث السفارة المصرية، التي تحولت إلى حصن منيع تحيط بها ثلاثة اطواق من الأسلاك الشائكة، التي ما لبثت أن تزينت ببعض أحذية المشاركين في التظاهرة، وخلفها وقف مئات العناصر من القوى الأمنية المدججة بالسلاح والمتأهبة لأي طارئ. لكن طارئا لم يحدث، وسرعان ما تكدست النعوش أمام السياج الشائك ليتركها المتظاهرون المنفضون وراءهم في عهدة السفارة المصرية، وذلك بعد أن أحرق مواطن مصري بصورة درامية جواز سفره أمام سفارة بلاده.

وعلمت quot;إيلافquot; أن منسقي التظاهرة لم يتركوا النعوش أمام السفارة المصرية بل سحبوها بعد انتهاء النشاط الذي امتد إلى ما بعد الغروب، وذلك لقناعتهم بأن القوى الأمنية لن تسمح ببقائها في ذلك المكان، فحملوا جزءا منها إلى قبالة مبنى بيت الأمم المتحدة المعروف بالإسكوا، أما الجزء الآخر فسيحتل مساحة من كورنيش المنارة البحري قبالة مسجد عين المريسة quot;كشاهد على الوحشية الإسرائيلية تجاه سكان غزة من المدنيينquot;. كما وعدوا بأن نشاطات مماثلة اخرى ستتابع في بيروت مع استمرار الاعتصام المفتوح في يومه السابع أمام مبنى الإسكوا.