اعتدال سلامه من برلين: لاول مرة منذ بدء العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة، يطالب عدد كبير من السياسيين الالمان المجتمع الدولي بالاسراع لاتخاذ موقف يضمن وقفا لاطلاق النار في القطاع خاصة بعد المشاهد التي نقلتها وسائل الاعلام عن الدمار الكبيرة والمآسي التي يعيشها المدنيون في القطاع والصورة الفظيعة للاطفال القتلى.

ولقد انتقد اليوم فلتر كولبوف رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك في الحكم العمليات العسكرية الاسرائيلية في القطاع واعتبرها بانها لم تعد ضمن المخططات التي وضعت لها بل تجاوزتها.

واضاف، صحيح ان حركة حماس تجاوزت وقف اطلاق النار الا ان اسرائيل استغلت بدورها دفاعها عن نفسها عبر شن هذه الحرب. واكد بان وقف اطلاق النار هو اهم ما يجب ان يحدث من اجل وضع نهاية لعذاب ومآسي المدنيين.

وفي الوقت الذي حمل فيه رئيس كتلة حزب الخضر المعارض فولكر بيك حركة حماس مسؤولية وقوع العديد من القتلى المدنيين لانها تقاتل في الاحياء السكنية وتطلق صواريخها من هناك، الا انه ليس مع طلب اسرائيل مغادرة السكان هناك لمنازلهم، لان ذلك لا يكفي لضمان حياتهم، اذ لم يعد في قطاع غزة اي مكان يلجأ اليه الناس يمكن اعتباره امنا، والان يجب اعطاء الاولوية لحماية المدنيين.

ولم يختلف رأي فولفغانغ غيرشه رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار المعارض عن رأي المعارض الاخضر، وقال ايضا ان كل ساعة تمر من دون وقف لاطلاق النار تكلف حياة بشر في القطاع.

في هذا الاثناء تحاول حكومة برلين دعم كل تحركات لوقف القتال في قطاع غزة، واتصلت انجيلا ماركل المستشارة الالمانية مساء امس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكن حسب تصريح الناطق باسمها ان وقفا لاطلاق النار ممكن عندما يتم ضمان امن وحماية اسرائيل. وكانت ماركل قد حملت منذ بدء العمليات العسكرية حماس كامل المسؤولية.

واول خطوة عملية قامت بها المانيا ارسال وزير الخارجية الالماني الاشتراكي فرانك فلتر شتاينماير مبعوثه الخاص في وزارة الخارجية اندرياس ميشاييل الى الشرق الاوسط . ومع ان الوزارة لم تعط تفاصيل عن مهمته، لكن حسب ما تردد فانه سيتحدث مع مسؤولين هناك عن كيفية وقف اطلاق حماس للصواريخ على اسرائيل وتهريب السلاح اليها.

في نفس الوقت فان الوزير شتانماير غير واثق من العثور على حل سريع للوضع في قطاع غزة، وقال اليوم ان النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، ومع الهجوم البري الاسرائيلي اخذ منحى جديد ودخل مرحلة جديدة من التصعيد. كما ابعد الهجوم الاخير الامل بالعثور قريبا على حل لوقف اطلاق النار، لكن المهم الان تضافر الجهود مع دول اخرى لكي يجلس اطراف النزاع على طاولة المفاوضات.