الياس توما من براغ: قرر الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس مقاطعة الحفل الرسمي الذي ستنظمه الحكومة التشيكية مساء اليوم بمناسبة تسلم براغ رئاسة الاتحاد الأوروبي والذي سيحضره جميع مفوضي الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين إضافة إلى رئيس المفوضية خوسيه باروسو. ورفض الناطق الصحفي للرئيس التشيكي راديم اوخفات تقديم تفسير لرفض الرئيس المشاركة في هذا الحفل مكتفيا بالقول أن الرئيس لن يحضره لكنه سيستقبل مساء اليوم رئيس وأعضاء المفوضية الأوروبية.

ويعتبر هذا الأمر quot;المقاطعة quot; الأولى للرئيس كلاوس لفعالية هامة لها علاقة بالاتحاد الأوروبي الأمر الذي يعيده المراقبون إلى موقفه السلبي من عملية تعميق التكامل الأوروبي وموقفه ألانتقادي للبيروقراطية القائمة في بروكسل وربما أيضا لوجود شخصيات في الحفل لا يحبذها. وعلى خلاف الرئيس التشيكي الحالي فان الرئيس السابق فاتسلاف هافل سيحضر هذا الحفل الذي سيقام في المسرح القومي في براغ الأمر الذي اعتبره أمين سره مارتين فيدلاك بأنه تعبير عن دعم هافل للحكومة التشيكية في هذا المجال.

من جهة أخرى تجري الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي اليوم ممثلة برئيس الحكومة ميريك توبولانيك ونائب رئيس الحكومة للشؤون التشيكية ألكسندر فوندرا ووزير الخارجية كارل شفارتسسبيرغ محادثات مع أعضاء ورئيس المفوضية الأوروبية هي الأولى منذ تسلم تشيكيا الاتحاد مطلع هذا الشهر.
وتؤكد وكالة الأنباء التشيكية أن المحورين الرئيسيين في هذا الاجتماع سيكونا التطورات الأخيرة في غزة وموضوع تخفيض وانقطاع إمدادات الغاز الروسية عن بعض دول الاتحاد والجهود التي تبذلها الرئاسة التشيكية مع المفوضية الأوروبية لمعالجة هذا الأمر.

وقد أعلن توبولانيك أمس انه يفكر الآن مع باروسو في إمكانية عقد اجتماع طارئ للاتحاد الأوروبي مع روسيا وأوكرانيا ولذلك فان المحادثات التي ستجري اليوم بين الحكومة التشيكية باعتبارها الرئيسة الحالية للاتحاد وبين المفوضية الأوروبية يمكن لها أن تكسف فيما إذا كان سيتم عقد هذا الاجتماع الاستثنائي أم لا.

وسيعقب لقاء اليوم بين الرئاسة التشيكية للاتحاد وبين المفوضية الأوروبية لقاءا يجري غدا الخميس بين وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ينتظر أن يتم التركيز فيه أيضا على موضوع إمدادات الغاز الروسية وعلى الوضع المتدهور في غزة. وكان وفد الترويكا الأوروبي قد عاد الليلة الماضية من الشرق الأوسط بعد محادثات أجراها منذ الأحد مع المسؤولين في القاهرة وتل أبيب ورام الله وعمان غير أنها لم تثمر عن أي وقف لإطلاق النار.

وقد اعتبر وزير الخارجية التشيكي الذي ترأس الوفد أن مهمة الوفد لم تكن العمل على وقف إطلاق النار وان كان البحث عن الطريق إليه كما قال كان احد اهداف الوفد مشيرا إلى انه لا يسود وفاق حتى الآن بين الأطراف المعنية بهذا الأمر كما قال. وأضاف لقد لاحظنا وجود عناصر من الأمل لكن من الضروري العمل بشكل مشترك عليها ولذلك فان خافيير سولانا ظل في المنطقة.

وأشار إلى أن الوفد أكد موقفه لجميع الأطراف التي حاورها وهو أن حماس هي التي بدأت القتال وبالتالي هي المذنبة غير انه يتوجب إدراك المعاناة التي يعاني منها كل سكان غزة الذين يتواجدون تحت القصف وفي أوضاع محرجة جدا وأيضا غضب كل الدول العربية ولاسيما التي تتواجد في المنطقة الأمر الذي يضعف شرعية حكومة محمود عباس غير أن معاناة المدنيين في غزة هي التي تثقل في هذه اللحظات أكثر من غيرها. من جهتها أشارت المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنير إلى أن الوفد ركز بشكل كبير على موضوع المساعدات الإنسانية إلى غزة وانه تم تحقيق تقدم في هذا المجال.