تحقيقات سرية مع معتقلين إسلاميين
حلقة مفقودة في ملف بليرج تستنفر أجهزة الاستخبارات
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء:
ينتظر أن تنطلق، غدا الجمعة، الجولة الرابعة من محاكمة عبد القادر بيلرج، المتهم بتزعم خلية إرهابية مفترضة خططت لاختراق مؤسسات الدولة والأحزاب والمجتمع المدني واغتيال شخصيات مغربية وازنة.
وعلم من مصادر مطلعة أن حلقة مفقودة في ملف عبد القادر بليرج اضطرت أجهزة الاستخبارات في المغرب وبلجيكا إلى الخوض في تحقيق أعمق، قد يكشف عن أسرار جديدة في هذا الملف الذي ما زال يعج بالألغاز.
وأكدت المصادر أن معطيات جديدة دفعت المحققين إلى إعادة مراجعة اعترافات المتهمين في المحاضر، ومطابقة تواريخها مع بعض الأحداث التي وقعت في تلك الفترة، إلى جانب التأكد من علاقاتهم ببعض الأشخاص الواردة أسماؤهم في الملف.
وأفادت أن هذه العملية استدعت نقل معتقلين إسلاميين من السجون، التي يقبعون فيها، إلى سجن الزاكي في سلا، حيث ما زال التحقيق مستمرا معهم.

وكشفت عن قرب توجه وفد أمني وقضائي بلجيكي رفيع المستوى إلى المغرب، بعد الزيارة الأولى التي جرى خلالها الاستماع إلى عبد القادر بليرج وشقيقه صلاح، وعبد اللطيف بختي، الذي كان مبحوثا عنه بعد فراره من أحد السجون في بروكسيل.
ويأتي هذا في وقت أثارت عملية الكشف عن وثيقة تمت حيازتها في منزل سكن بليرج في بلجيكا، تضم أسماء شخصيات يهودية بلجيكية وفرنسية، مخاوف السلطات الأمنية والقضائية البلجيكية من وجود خلية نائمة يفترض أن تجدد نشاطها بعد أن يجري طي هذا الملف بليرج نهائيا.

وحسب تقرير لصحيفة quot;لا دغنيير أورquot; فإن هناك مخاوف من وجود خلية نائمة يعهد إليها عملية تنفيذ مخططات إرهابية في بلجيكا وفي دول أوروبية مجاورة.
وأكدت الصحيفة أن الوثيقة، التي جرى حجزها بأمر من النائب العام الفيدرالي البلجيكي، ضمت ستة أسماء لشخصيات يهودية وبلجيكية وفرنسية يوجد من بينها الفيلسوف والروائي الفرنسي quot;برنارد هنري ليفيquot;، وquot;سيمون سيسكندquot;، الشريك المؤسس للمركز الجماعي اليهودي العلماني، وquot;أدموند بلادشنquot;، منشط في برنامج أسماء الآلهة الذي تبثه إذاعة آرتي بي إف، وquot;ماركوس بارديquot; رئيس المنظمات الدولية للمحامين ورجال القانون اليهود، والحاخام الفرنسي quot;جوسي إسنبرجquot; منتج ومخرج برنامج تلفزي فرنسي (الثوراة المفتوح)، وquot;جون كلود بلونجquot; الكاتب العام لمنظمة رجال الرسائل.

ويأتي هذا في وقت ينتظر أن تطلق، غدا الجمعة، الجولة الرابعة من محاكمة خلية عبد القادر بليرج، التي تضم قياديين سياسيين.
ويتابع هؤلاء الأظناء، الذين يؤازرهم حوالى 40 محاميا، من أجل تهم quot;المس بسلامة أمن الدولة الداخلي وتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطر بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والقتل العمد ومحاولة القتل بواسطة أسلحة نارية مع سبق الإصرار والترصدquot;.

كما يتابعون من أجل تهم quot;quot;نقل وحيازة أسلحة نارية وذخيرة بغرض استعمالها في تنفيذ مخططات إرهابية وتزييف وتزوير وثائق رسمية وانتحال هوية وتقديم وجمع أموال وممتلكات وقيم منقولة بنية استغلالها في تنفيذ مشاريع إرهابية وتعدد السرقات وتبييض الأموالquot;، كل حسب المنسوب إليهquot;.

وأظهرت التحريات أن هذه الشبكة quot;ذات صلة بالفكر الجهاديquot;، وأنها نظمت ما بين سنتي 1992 و2001 عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدارالبيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005، وأنها عملت أيضا على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص quot;القاعدة quot; وquot;الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربيةquot; وquot;الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائريةquot;، التي غيرت اسمها إلى تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;.