دمشق: استبعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن توسع إسرائيل رقعة الحرب التي تشنها على قطاع غزة لتشمل سوريا أو لبنان، وكشف عن جهود سورية وفرنسية تركية وقطرية لوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن القطاع من خلال وساطة-تركية.
وقال المعلم في تصريح للصحافيين، عقب مباحثاته اليوم في دمشق مع وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم، quot; لا اعتقد أن إسرائيل ستغامر بذلكquot;.
وانتقد قرار مجلس الأمن المتعلق بالحرب في غزة، وقالquot; اليوم أمامنا قرار من مجلس الأمن رقمه 1860 فور صدوره أعلنت الحكومة الاسرائيلية ان هذا القرار لا يعنيها وهذا يعني أن القرار رغم ضعفه وعدم وجود أسس لتنفيذه رفضته إسرائيل وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليهquot;.
وينص قرار مجلس الأمن رقم 1860، الذي صدر يوم الجمعة الماضي بغالبية 14 صوتاً(الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت)، على الضرورة الملحة لوقف فوري ودائم لإطلاق النار يفضي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
كما يدعو القرار إلى منع الاتجار quot;غير المشروعquot; بالأسلحة وضمان إعادة فتح المعابر على أساس اتفاق العام 2005 بين السلطة وإسرائيل.
وأضاف quot;هذا القرار صدر تحت الفصل السادس رغم ما يجري في غزة من جرائم حرب وابادة للشعب الفلسطيني، وكان من المفترض ان يصدر مجلس الامن قرارا ملزما تحت الفصل السابع يتضمن أيضا النظر في جرائم الحرب التي ارتكبتquot;.
واعرب المعلم عن استغرابه كيف ان مجلس الامن لا ينظر في الجرائم ولا يصدر قرارا ملزما تحت الفصل السابع، ولا يشكل لهذه الجرائم لجنة تحقيق مستقلة.
وكشف عن جهود سورية فرنسية تركية قطرية من اجل التوصل إلى وقف إطلاق نار، وانسحاب إسرائيلي من غزة، ورفع الحصار وفتح المعابر في إطار تهدئة متفقة عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر وساطة مصرية تركية تؤدي إلى إنهاء هذا الوضع الخطيرquot;.
وأضاف quot;بعد ذلك يمكن أن نبحث في موضوع المصالحة(الفلسطينية)، وبعد ذلك يمكن البحث في إمكانية عقد مؤتمر دولي من اجل إعادة بناء قطاع غزة من اجل تثبيت هذه التهدئةquot;.
وردا على سؤال إن كانت سوريا تتوقع استمرار هذه الحرب حتى استلام الرئيس الأمريكي المنتخب quot;بارك اوباماquot; لمهامه الرئاسية، قال المعلم quot;هذا قرار إسرائيلي هي بدأت العدوان لأسباب وحسابات خاصة، إسرائيل لها حساباتها ولذلك لا يمكن التكهن متى تنتهي الحرب طالما اسرائيل ترفض كل الجهود السياسية التي تبذل ما اجل وقف إطلاق النارquot;.
وردا على سؤال حول ما تناولته وسائل الإعلام بان قمة عربية سياسية ستعقد في الكويت على هامش القمة الاقتصادية من اجل الوضع في غزة،قال المعلم quot;القمة الاقتصادية في الكويت هي قمة مقررة منذ قمة الرياض ودمشق من اجل بحث الأوضاع الاقتصادية العربية والعلاقات العربية الاقتصادية، ولكن شيء طبيعي عندما يتوجه القادة إلى الكويت أن يكون في مقدمة جدول أعمالهم بحث الوضع الخطير في غزةquot;.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد استقبل اموريم في وقت سابق اليوم، وأكد على quot; ضرورة حشد تأييد دولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وفتح المعابر بشكل دائم quot;.
وذكر بيان رئاسي سوري أن الأسد أكد خلال لقائه اموريم على ضرورة quot;حشد تأييد دولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وفتح المعابر بشكل دائمquot;.
وأشاد الأسد quot;بمواقف وتحرّكات دول أميركا اللاتينية لدعم الشعب الفلسطينيquot;.
وأضاف البيان أن لقاء الأسد وأموريم تناول quot;آخر المستجدات في قطاع غزة والمجازر التي يرتكبها الإسرائيليون بحق الشعب الفلسطيني هناكquot;.
بدوره،شدّد اموريم على استعداد بلاده للعب أي دور من شأنه أن يساعد في وقف quot;الهجماتquot; الإسرائيلية على قطاع غزة، معرباً عن تضامنه وتعاطفه مع الشعب الفلسطيني quot;المنكوبquot;.
وكان وزير الخارجية البرازيلي وصل الى دمشق مساء أمس السبت.
وقد أسفرت العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل في قطاع غزة في 27 كانون الأول/يناير الماضي عن مقتل 880 فلسطينيا وإصابة أكثر من 3687 آخرين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مقابل مقتل تسعة جنود إسرائيليين وإصابة 135 آخرين.