الياس توما من براغ : دعا الباحث التشيكي في معهد العلاقات الدولية بافيل بارشا إلى التوقف عن دعم إسرائيل بلا شروط مشددا على أن السياسة الخارجية لتشيكيا يجب أن تربط دعمها بالتزام إسرائيل فعلا وليس قولا بالحقوق الإنسانية للفلسطينيين وبالسعي لتحقيق تسوية سلمية معهم لان مثل هذه السياسة يمكن لها على المدى الطويل المساهمة ليس فقط في ضمان امن الفلسطينيين وإنما أيضا حياة المدنيين الإسرائيليين .

وأكد انه يتم ومنذ فترة طويلة وبشكل جماعي إساءة استخدام القوة العسكرية للطرف الأقوى أي إسرائيل بدلا من السعي إلى تسوية الخلاف .

ونبه إلى أن إسرائيل ليس لها إلى اليوم حدود يتوافق وضعها والقانون الدولي مع أن تحديد الحدود هو جوهر الصراع الذي يدور بين واحد من أفضل الجيوش تدريبا وتسليحا في العالم وبين سكان يتعرضون للاحتلال ويعتمدون على حرب العصابات
وحذر من أن تنامي عدد القتلى لدى الطرف الضعيف أي لدى الفلسطينيين سيعزز إرادتهم بالمقاومة المسلحة وبالتالي استمرار حلقة العنف .

ورأى أن الطرف الأقوى أي إسرائيل يمكن له أن يفرمل أو يعلق استمرار حلقة العنف من خلال الاعتراف بالطابع السياسي للخلاف أما الحديث عن الإرهاب والدفاع عن الحضارة فإنها تؤدي إلى طمس الطابع السياسي للخلاف عن طريق النظر إلى الخلاف على انه يتعلق quot; بضحايا أبرياء quot; مقابل quot; مجرمين quot; .

وأشار إلى أن الأمر استغرق 20 عاما حتى بدأت إسرائيل تفهم منظمة التحرير العرفاتية على أنها ليست فقط منظمة إرهابية وإنما عدو سياسي من الضروري مقاتلته وفي نفس الوقت التفاوض معه والآن كم من الدماء العبثية ستسيل حتى تتوصل إسرائيل إلى نفس النتيجة بشان حماس .

وأشار إلى أن التغيير الذي حصل في موقف إسرائيل من منظمة التحرير لم يأت فجأة من السماء وإنما اضطرت إسرائيل إلى القبول به بعد أن هددت إدارة بوش الأب بالحد من المساعدات العسكرية والاقتصادية لإسرائيل في حال استمرارها على موقفها القائل بأنها quot; لا تتفاوض مع إرهابيين quot; .

وأضاف وعلى العكس من ذلك فان بوش الابن بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر أنكر الطابع السياسي للخلاف الإسرائيلي الفلسطيني حين أدرجه تحت شعار الحرب على الإرهاب الذي تواجه فيه الحضارة البريرية والخير يواجه الشر أما وعد باراك اوباما في حملته الانتخابية للوبي الإسرائيلي بأنه سيسعى من اجل عدم تقسيم

القدس وجعلها عاصمة موحدة لإسرائيل فيؤشر على انه لن تحدث أي تغييرات جذرية في التناول الأميركي .

وتابع إذا ما استمر الأميركيون في الفترة القادمة لعب الدور الأقرب إلى المحامي والمدافع عن إسرائيل منه إلى لعب دور الوسيط الحيادي فانه لن يتبق أمام الاتحاد الأوروبي سوى القيام بهذا الدور غير أن الأمر سيتطلب الانتظار حتى تنتهي الرئاسة التشيكية للاتحاد لان التشيك لم يخفوا قبل تسلمهم الرئاسة عن تشوقهم لرفع مستوى العلاقات بين الاتحاد وإسرائيل بغض النظر عن عدم رغبة الطرف الإسرائيلي بالمساهمة في توقيف حلقة العنف .

وأكد أن حكومة ميريك توبولانيك الحالية تستمر في تبني سياسة الدعم اللامشروط لإسرائيل مكلمة بذلك ما تم العمل به في هذا المجال منذ سقوط النظام الشيوعي في عام 1989 بغض النظر عن يمينية أو يسارية الحكومات التي تعاقبت على السلطة .