الياس توما من براغ: تخطو تشيكيا بشكل متعثر في رئاسة الاتحاد الأوروبي الأمر الذي يجعلها تضطر إلى تكرار الاعتذارات بشكل محرج، فبعد التصريح المشين الذي أدلى به الناطق الصحافي باسم رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوروبية ييرجي بوتوجنيك والذي اعتبر فيه العملية الإسرائيلية في غزة بأنها دفاعية اضطرت تشيكيا اليوم إلى الاعتذار بعد احتجاج بلغاريا وسلوفاكيا بشكل رسمي على مجسم بلاستيكي وضعته تشيكيا في المفوضية الأوروبية من تصميم فنان تشيكيا يظهر مكان خريطة بلغاريا مرحاض تركي ومكان سلوفاكيا لحم المقدد.

وقد تزامن هذا الأمر مع إعلان الشرطة في براغ عن قيام مجهول الليلة الماضية بحرق علم كبير للاتحاد الأوروبي مرفوع فوق مكان مرتفع في براغ كان يوجد عليه سابقا تمثال كبير لستالين. وفيما أدان رئيس الحكومة التشيكية هذا العمل معتبرا إياه بأنه نوع من أعمال الشغب التي تستحق الإدانة، قدرت الشرطة التشيكية الخسارة التي نجمت عن هذا الأمر بنحو 150000 كورون أي نحو 7500 دولار .

ويعتبر هذا الحدث الثاني من نوعه الذي يحصل في براغ خلال الخمسة عشر يوما التي مرت على رئاسة تشيكيا للاتحاد الأوروبي حيث كان علم الاتحاد قد تعرض للإساءة أيضا في ليلة راس السنة الماضية ولم تتمكن الشرطة حتى الآن من القبض على الفاعل.

وتقول وكالة الانباء التشيكية بان الحزب القومي التشيكي الذي يعتبر من الأحزاب المتطرفة لم يؤكد أو ينفي مسؤولية قيام احد من عناصره بحرق علم الاتحاد غير انه وضع على موقعه على الانترنت عبارات يمكن التكهن على أساسها انه قد يكون وراء هذا العمل إذ ورد على موقعه quot; بأنه ليس لدى أعلام الاحتلال ما تفعله فوف جمهوريتنا وفوق براغ ولا حتى فوق منطقة اللتنا التي كان العلم يرفرف فوقها. إننا نتذكر الاحتلال النازي والروسي و لم نردهما والآن لا نريد أعلام الاتحاد quot;.

ولدى سؤال الوكالة للقسم الصحفي في الحزب عن موقفه قال مسؤول فيه بأن القوميين التشيك لا يوافقون على رفع أعلام الاتحاد الأوروبي في أي مكان من البلاد وفي نفس الوقت يوافقون على إزالة أعلام الاحتلال في حال وضعها ورفعها. وينشط هذا الحزب على الساحة السياسية التشيكية منذ عام 2002 غير انه اخفق في دخول البرلمان وله مواقف معادية للاتحاد الأوروبي والمهاجرين الأجانب.

يذكر أن الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس يشارك هؤلاء في الموقف بشان عدم الموافقة على رفع أعلام الاتحاد الأوروبي فوق المؤسسات الرسمية التشيكية ولذلك فان قصر الرئاسة لم يعمد إلى الآن بناء على تعليمات من الرئيس كلاوس برفع علم الاتحاد رغم أن تشيكيا تترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي.