بكين: قال سيليج هاريسون الخبير الأميركي الذي عاد لتوه من محادثات مع مسؤولين في بيونجيانج ان كوريا الشمالية قامت بتصنيع ما يكفي من مخزوناتها المعلنة من البلوتونيوم لانتاج ما بين اربع الى خمس قنابل نووية. وقال هاريسون للصحفيين في بكين يوم السبت ان مسؤولي كوريا الشمالية ابلغوه ايضا انه quot;لا يمكن التفتيش على الاسلحةquot;. واوضح هاريسون الذي كان يتحدث عن زيارته الى كوريا الشمالية التي بدأت في 12 يناير كانون الثاني انه تحدث مع اربعة مسؤولين كوريين شماليين بينهم لي جون المسؤول بوزارة الخارجية عن العلاقات مع الولايات المتحدة. واضاف هاريسون انه ابلغ بأن quot;كوريا الشمالية تريد علاقات ودية مع الولايات المتحدةquot;.

كما ابلغ انه اذا اتخذت ادارة اوباما قرارا سياسيا بتحسين العلاقات فساعتها quot;يمكن ان تصبح جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة صديقين حميمين.quot; ونقل هاريسون ايضا عن المسؤول الكوري الشمالي قوله ان كوريا الشمالية ليست في وضع يتيح لها الافصاح عن الموعد الذي قد تلزم فيه نفسها بنزع السلاح. وقال ان المسؤول الكوري الشمالي اخبره ان بلاده quot;انتجت بالفعل 8 ر30 كليوجرام من البلوتونيومquot; وهي الكمية المدرجة في اعلان كوريا الشمالية النووي مضيفا انه قال انه quot;لا يمكن تفتيش الاسلحةquot;.

وقال هاريسون انه فهم ان تلك الكمية كافية لصنع ما بين اربع وخمس قنابل. واضاف ان الكوريين الشماليين لم يقولوا كيف حول البلوتونيوم الى اسلحة لكنه اوضح انه استخدم في الصواريخ. وتابع هاريسون انه لم يتأكد من مصداقية مزاعم التسلح لكوريا الشمالية لكنه قال انها ستجعل المفاوضات اكثر صعوبة. وأرجأت كوريا الشمالية تنفيذ اتفاق لنزع الاسلحة النووية جرى التوصل اليه في المحادثات السداسية في بكين وهي غير مستعدة لقبول قواعد التحقق التي طالبت بها دول اخرى في المحادثات وتزعم ان تلك الدول لم تلتزم بتعهداتها بتقديم المعونات.

وقال هاريسون ان كوريا الشمالية تطالب ايضا بانشاء مفاعلين يعملان بالماء الخفيف لم يكتمل بناؤهما مقابل تفكيك يونجبيون. تأتي زيارة هاريسون قبل ايام من دخول الرئيس المنتخب باراك اوباما البيت الابيض. وذكرت وسائل اعلام رسمية في كوريا الشمالية في وقت سابق يوم السبت ان بيونجيانج لن تتخلى عن طموحاتها النووية طالما بقي تهديد نووي أميركي. يأتي التصريح الذي جاء على لسان متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية في اعقاب بيان شديد اللجهة يوم الثلاثاء يطالب واشنطن بانهاء تهديدها النووي لشبه الجزيرة الكورية.

ونقلت وكالة الانباء المركزية الكورية الرسمية عن المسؤول قوله quot; سيكون من الخطأ ان تعتقد الولايات المتحدة اننا بصدد التخلي عن برنامج نووي مقابل تطبيع العلاقات الدبلوماسية معهم.quot; واضاف quot;لقد ازدهرنا على مدى عقود من الزمن دون علاقات مع الولايات المتحدة وما نريده هو تعزيز قوتنا للردع النووي لحماية بلادنا لا تطبيع العلاقات.. لن يكون هناك تغير في وضعنا كدولة نووية طالما بقي التهديد الأميركي.quot;

وكثيرا ما تعهدت كوريا الشمالية بالتخلص من برنامجها النووي لكنها تراجعت في محادثات نزع السلاح خلال الخمسة عشر عاما الماضية رغم تلقيها عروضا بانتشال اقتصادها من حالة الضعف الشديد. وقال كبير مستشاري الرئيس جورج بوش للشؤون الاسيوية يوم الاربعاء ان الدولة ربما تحاول ان تزيد المخاطر كي تزيد نفوذها بعد تولي اوباما السلطة يوم الثلاثاء.

واوضح اوباما ووزيرة خارجيته المكلفة هيلاري كلينتون انهما سيواصلان العمل وربما يعززان جهود ادارة جورج بوش لاقناع بيونجيانج بالتخلي عن اسلحتها النووية في المحادثات السداسية التي تضم قوى اقليمية. ووصلت الى طريق مسدود في نهاية 2008 جهود اللحظة الاخيرة من جانب ادارة بوش للفوز بموافقة كوريا الشمالية على نظام للتحقق من تاريخها النووي والتقدم في نزع السلاح.

وبعثت كوريا الشمالية باشارات متضاربة في الاسابيع القليلة المنصرمة فيما يتعلق بالطريقة التي ستدير بها تعاملاتها النووية. وقد مدت يدها فيما يبدو بغصن من الزيتون لاوباما عندما قالت في رسالتها بمناسبة العام الجديد انها راغبة في العمل مع دول تبدي ودا. وتضررت الدولة الفقيرة والمعزولة من عقوبات الامم المتحدة بعد اجراء اختبار نووي في اكتوبر تشرين الاول 2006. وربما يزداد اقتصاد كوريا الشمالية الضعيف بالفعل كلما طال توقف المحادثات بسبب دعوة واشنطن لتعليق معظم المساعدات لبيونجيانج اذا لم تلتزم باتفاق نزع الاسلحة.